أسعار الغاز بأوروبا تهبط للأسبوع الرابع مع تراجع أزمة الطاقة

العقود المستقبلية المعيارية تراجعت لأدنى مستوياتها منذ نوفمبر 2021

زوار يتمتعون بالطقس المعتدل على كورنيش كينيدي في مرسيليا، فرنسا.
زوار يتمتعون بالطقس المعتدل على كورنيش كينيدي في مرسيليا، فرنسا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا خسارة أسبوعية للمرة الرابعة على التوالي، مع تخفيف الطقس المعتدل غير المعتاد من حدة أزمة الطاقة في المنطقة.

انخفضت العقود المستقبلية الهولندية المرجعية الأقرب أجلاً بنسبة 4%، واستقرت عند 69.53 يورو لكل ميغاواط/ساعة، مسجلةً تراجعا أسبوعياً بنحو 8.9%، كما تدهور العقود المعادلة لها في المملكة المتحدة.

شكلت أسعار الطاقة محركاً رئيسياً لمعدلات التضخم، لذلك فإن تراجع الطلب المفاجئ يخفف العبء المُلقى على عاتق المستهلكين، وينشر التفاؤل بين السلطات الأوروبية.

بعد الأسعار القياسية التي شهدتها القارة خلال العام الماضي، والمخاوف من أن تضطر حكومات الدول إلى الترشيد الإجباري لاستهلاكها للغاز، يُعتبر الشتاء المعتدل نعمة تساعد المنطقة في الحفاظ على مخزونات الغاز عند مستويات جيدة.

مخزونات أوروبية قوية

امتلأت المخزونات الأوروبية بنسبة 83% -أعلى من المستوى الموسمي العادي لمدة خمس سنوات في هذا الوقت من العام- حتى أن بعض الدول خزنت الغاز المتوافر لديها خلال الأيام الأخيرة. أما في ألمانيا -الاقتصاد الأكبر في المنطقة- فتبلغ نسبة امتلاء المخزون 91% تقريباً، وفقاً لـ"جمعية البنية التحتية للغاز في أوروبا ".

ألمانيا تستورد أول شحنة غاز طبيعي مسال أميركي

كلاوس ميولر، رئيس الجهة التنظيمية للشبكات في ألمانيا، قال في مقابلة مع الإذاعة العامة "إيه آر دي": "نحن متفائلون للغاية الآن، بخلاف ما كنا عليه خلال فصل الخريف". كما يستبعد احتمال نقص إمدادات الغاز هذا الشتاء.

أضاف ميولر: "كلما زادت معدلات الغاز المتوفرة في مرافق التخزين ببداية العام، تراجع الضغط والتكلفة التي سنواجهها لملء الخزانات مرة أخرى لفصل الشتاء المقبل".

خفض استهلاك الغاز

في هذا الإطار، قلل مستهلكو الغاز المخصص للاستخدام المنزلي والتجاري والصناعي من طلبهم عليه خلال الشتاء لخفض التكاليف. ورغم هبوب موجة برد قاسية في بداية ديسمبر، تراجع الطلب على الغاز بأنحاء متفرقة من أوروبا خلال الشهر الماضي بنسبة 11% مقارنة بمتوسط الخمس سنوات الماضية، وفقاً لبيانات مؤسسة "آي سي آي إس" (ICIS).

حرارة الشتاء الدافئة هدنة مؤقتة من أزمة الطاقة

مع ذلك، ما تزال المخاطر موجودة، وأسعار الغاز أعلى بكثير من مستوياتها المعتادة، والقارة عرضة لأي أزمات إضافية في الإمدادات، إذ تعاني الأسواق العالمية من نقص أساسي في الغاز هذا العام، وسط تراجع التدفقات من روسيا. كما ستكون إمدادات الغاز الطبيعي المسال محدودة، في ظل عدم إطلاق مشروعات تصدير كبرى جديدة على المدى القريب، ويمكن أن تزداد حدة المنافسة مع الدول الآسيوية على الوقود.

تعقيباً على ذلك، قال غراهام فريدمان، المحلل في شركة "وود ماكنزي" (Wood Mackenzie) الاستشارية: "المشكلات الأساسية لم تُحل بعد. مايزال علينا تخطي بقية فصل الشتاء، ومخاطر نقص الإمدادات مستمرة".

غاز طبيعي