روسيا تضغط على الشركات لدفع أموال أكثر مع تزايد تكاليف الحرب

المقترحات التي قدمها رئيس الوزراء تشمل تحصيل مبلغ يُدفع لمرة واحدة من شركات الأسمدة والفحم

جنود من الحرس الوطني الروسي في دورية حول منطقة كاتدرائية سانت باسيل بالميدان الأحمر، في موسكو، روسيا.
جنود من الحرس الوطني الروسي في دورية حول منطقة كاتدرائية سانت باسيل بالميدان الأحمر، في موسكو، روسيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعتزم روسيا جني مزيد من الأموال من بعض منتجي السلع الأساسية والشركات الحكومية، بجانب خفض الإنفاق غير الدفاعي، وسط تصاعد تكاليف الغزو على أوكرانيا.

تشمل المقترحات التي قدمها رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إلى المسؤولين في منتصف ديسمبر، والتي اطلعت عليها "بلومبرغ"، جني نسبة أعلى من الأرباح من الشركات الحكومية، بالإضافة إلى مبلغ يُدفع لمرة واحدة من شركات إنتاج الأسمدة والفحم.

تعبئة بوتين للجيش تضرب الاقتصاد الروسي المتدهور في مقتل

تصف الحكومة هذه الجهود باسم حشد الإيرادات. تطلب الحكومة أيضاً 175 مليار روبل (2.4 مليار دولار) كإنفاق إضافي لإعادة توطين 100 ألف مواطن من مدينة خيرسون الأوكرانية إلى روسيا، وهو اعتراف واضح بأن الكرملين لديه أمل ضئيل في استعادة أجزاء المنطقة الأوكرانية التي تنازلت عنها قواته في الخريف بعد أسابيع فقط من ضمها بشكل غير قانوني.

ضغوط متزايدة على ميزانية روسيا

تتعرض ميزانية روسيا لضغوط متزايدة في ظل اقتراب غزو الرئيس فلاديمير بوتين من عامه الثاني وتراجع الاقتصاد تحت ضغوط العقوبات الكاسحة للولايات المتحدة وأوروبا. ساعدت توزيعات الأرباح وضريبة الأرباح المفاجئة التي دفعتها شركة "غازبروم" بالفعل في زيادة الفائض المالي في أواخر العام الماضي، قبل أن تؤدي المستحقات الضخمة في ديسمبر على الأرجح إلى دفع الميزانية نحو المنطقة الحمراء.

فائض ميزانية روسيا ينمو بأربعة أضعاف في نوفمبر

تعد بعض الأموال الإضافية المقترحة ضرورية لتغطية نفقات الحرب، طبقاً لأشخاص على دراية بالأمر. لم يُتخذ أي قرار بعد بشأن حجم توزيعات الأرباح أو الضرائب لمرة واحدة، حيث يعتمد المبلغ على أداء الميزانية في إجمالي عام 2022، بحسب هؤلاء الأشخاص.

أوضح الأشخاص المطلعون أن السلطات ستحاول رفع توزيعات الأرباح إلى ما يزيد عن 50% من صافي دخل الشركات الحكومية إن كان هذا ممكناً.

لم يستجب كل من المتحدث الرسمي باسم الحكومة الروسية ووزارة المالية بشكل فوري على طلبات التعليق على الأمر خلال فترة العطلات الرسمية في الدولة.

ودائع الروس في البنوك الخارجية ترتفع إلى أعلى مستوياتها في 4 سنوات

في الوقت نفسه، تعهد الرئيس الروسي بأنه لا قيود على الإنفاق العسكري في الحرب، مع بقاء البرامج الاجتماعية كأكبر بند فردي في الميزانية. على النقيض من ذلك، تتأثر قطاعات التعليم و الصحة بالتضييق على الإنفاق.

المقترحات بمثابة عملية إعادة توازن للميزانية، حيث يدعو ميشوستين إلى تحسين إنفاق الميزانية خارج نطاق الدفاع والأمن الذي يجب أن يولد مدخرات لا تقل عن 150 مليار روبل.

إغلاق أسواق الدين في وجه روسيا

مع ترسخ عجز الميزانية لسنوات مقبلة وإغلاق كافة أسواق الدين الدولية تقريباً في وجه روسيا، تزداد الحاجة الملحة لضمان إتاحة التمويل أمام الحكومة مع تعرض عائدات الطاقة الروسية للضغط.

دول الاتحاد الأوروبي تدعم عقوبات على روسيا تشمل بنوكاً وطائرات بدون طيار

بعد أن تنبأت العام الماضي بعجز في الميزانية قدره 0.9% في الناتج المحلى الإجمالي، تتوقع وزارة المالية حالياً أن يصل العجز إلى 2% في كل من عامي 2022 و2023. من المحتمل أن يصل إنفاق العام الماضي إلى 30 تريليون روبل، أو بنسبة 27% أعلى من المخطط له، طبقاً لما قاله وزير المالية أنطون سيلوانوف في أواخر ديسمبر.

قال سيلوانوف إن الحكومة لا تخطط لإجراء أي تغييرات في نظام الضرائب هذا العام حتى لو ارتفعت نفقات الميزانية، ويبدو أن ميشوستين لا يقترح أي ضرائب دائمة.

تضررت شركات التعدين الروسية، بما فيها منتجي الفحم والأسمدة، من زيادة معدل ضريبة التعدين، في الأشهر السابقة للغزو في نهاية عام 2021. منذ ذلك الحين، امتنعت الحكومة عن تخفيف العبء حتى في وقت تسببت فيه العقوبات في تعطيل المبيعات وأجبرت البلاد على خفض الإنتاج.