هونغ كونغ تسعى للسيطرة الإقليمية على نشاط الأصول المشفرة رغم التحديات

مشهد عام للمباني الشاهقة من أعلى قمة فيكتوريا بهونغ كونغ في الصين
مشهد عام للمباني الشاهقة من أعلى قمة فيكتوريا بهونغ كونغ في الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أكد وزير مالية هونغ كونغ يوم الاثنين، أن المدينة ستصبح مكاناً رائعاً لتدشين مؤسسة تجارية بمجالات العملات المشفرة والتكنولوجيا المالية وغيرها من الشركات الناشئة خلال السنة الجديدة، متجاهلاً الاضطرابات الحالية في القطاع.

أشار بول تشان، خلال منتدى "ويب 3" الذي تنظمه "سايبر بورت" (Cyberport)، إلى أن هونغ كونغ ما زالت ملتزمة بأن تكون مركزاً إقليمياً للعملات المشفرة، وهو الطموح الذى جرى التصريح به نهاية أكتوبر الماضي، قبيل انهيار شركة "إف تي إكس" للتداول التابعة لسام بانكمان فريد ما أحدث تغيراً هائلاً بالقطاع، وأنها ستنجح في جذب شركات جديدة من كافة أنحاء العالم.

شركات التكنولوجيا

تعتزم هونغ كونغ وضع معايير الاعتماد الخاصة بها للعملات المشفرة في وقت بدأت منافستها سنغافورة تتراجع فيه، جراء مخاوف متعلقة بانعكاسات انحراف "إف تي إكس" عن مسارها. عقب بيان الإعلان عن سياسة المدينة، تدرس شركات تكنولوجيا عديدة وشركات ناشئة رائدة بالوقت الحالي نقل مقرها الرئيسي إلى هونغ كونغ أو التوسع هناك، وفق تشان، بدون الإفصاح عن أسمائها.

قال تشان، الذي يشغل منصب وزير المالية بهونغ كونغ منذ 2017: "مع انهيار بعض بورصات تداول العملات المشفرة تباعاً، باتت هونغ كونغ مركزاً أساسياً للأعمال يتسم بالجودة لشركات الأصول المشفرة". أضاف أن المدينة تحظى بإطار تنظيمي صارم "يواكب المبادئ والمعايير الدولية" بينما تحظر الخارجين عن القواعد.

كيف تهز الانهيارات المتتالية أسس قطاع العملات المشفرة؟

تتجهز هونغ كونغ لإصدار تراخيص أكثر لشركات تجارة الأصول المشفرة. فيما شدد جوزيف تشان، وكيل الوزارة للخدمات المالية والخزانة العامة، في نفس الفعالية، على أن المدينة تجري مشاورات بخصوص منصات العملات المشفرة بهدف استكشاف إمكانية مشاركة المستثمرين الأفراد بالقطاع- والتي ستُنشر تفاصيلها في وقت قريب.

قيود الوباء

تأتي تلك التصريحات في وقت تحاول فيه المدينة إعادة بناء مكانتها العالمية بوصفها مركزاً مالياً عقب 3 أعوام من القيود الصارمة لاحتواء كوفيد-19. واجهت قيادات هونغ كونغ انتقادات جراء القيود المرتبطة بالسيطرة على تفشي وباء فيروس كورونا التي أسهمت في دفع المستثمرين والمديرين التنفيذيين والشركات إلى أماكن على غرار سنغافورة التي ألغت القيود في وقت سابق.

عبر عشرات الآلاف أمس الأحد حدود هونغ كونغ مع الصين دون اشتراطات الخضوع لحجر صحي للمرة الأولى منذ اندلاع الوباء، ما عزز آمال إنعاش الاقتصاد المحلي والتعاون المالي العابر للحدود.

على غرار قطاعات أخرى عديدة، ينظر قطاع العملات المشفرة لموقف هونغ كونغ بحذر، مع الأخذ بالاعتبار وجود تصورات مفادها أن بكين - التي حظرت أغلب صور أنشطة العملات المشفرة - تبذل جهودها للسيطرة على المركز المالي على نحو تدريجي.