احتجاجات البرازيل تضع الريال في صدارة العملات الأسوأ أداء

الأصول البرازيلية تعمّق خسائرها في ظل تزايد المخاوف بشأن الاستقرار السياسي في البلاد

ضابط شرطة يسقط عن صهوة جواده خلال اشتباكات مع أنصار الرئيس السابق، جايير بولسونارو، بعد اقتحام المحتجين قصر بلانالتو الرئاسي في العاصمة برازيليا، البرازيل، يوم الأحد 8 يناير 2023.
ضابط شرطة يسقط عن صهوة جواده خلال اشتباكات مع أنصار الرئيس السابق، جايير بولسونارو، بعد اقتحام المحتجين قصر بلانالتو الرئاسي في العاصمة برازيليا، البرازيل، يوم الأحد 8 يناير 2023. المصدر: أ.ف.ب
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عمّقت الأصول البرازيلية، التي يتجنّبها المستثمرون بالفعل، خسائرها اليوم الإثنين، بعد أن أذكت الاحتجاجات التي يقودها أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو، المخاوف من جديد، من عدم الاستقرار السياسي في البرازيل، صاحبة أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية.

يقول المحللون الاستراتيجيون من "سيتي غروب" و"يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" و"جيه بي مورغان تشيس آند كو"، إن الهبوط الجديد قد يكون قصير الأجل، حيث تعمل الحكومة على إعادة ضبط الوضع. لكن المشاهد الفوضوية لمثيري الشغب الذين يقتحمون المباني العامة، لا تساعد على الأرجح في تعزيز التفاؤل بالأسواق المحلية، التي تتخلف عن الأسواق العالمية الأخرى في العام الجديد، إذ يشعر المستثمرون بالقلق بشأن سياسات لويز إيناسيو لولا دا سيلفا.

محللون يتوقعون ارتفاع التضخم والفائدة في البرازيل خلال 2023

تخلّت صناديق التحوط البرازيلية إلى حدٍّ كبير عن الأصول المحلية، وسط إشارات على أن الحكومة الجديدة قد تعكس الإجراءات الصديقة للسوق التي اعتُمدت في السنوات الأخيرة، وتضرُّ بالتالي بالمالية العامة عبر الإفراط في الإنفاق.

زاد الأجانب من رهاناتهم على هبوط الريال البرازيلي لتبلغ 3 مليارات دولار في الأسبوع الأول من عام 2023، ما يجعل من العملة واحدة من بين الأسوأ أداء في الأسواق الناشئة. كذلك، انخفض مؤشر "إم إس سي آي البرازيل" (MSCI Brazil) بنسبة 1.3% منذ بداية العام وحتى اليوم، مقارنة مع ارتفاع بنسبة 6% لمؤشر "إم إس سي آي" للدول النامية.

جبهة موحّدة

لولا، الذي جرى تنصيبه رئيساً للبلاد الأسبوع الماضي، يعمل على بناء جبهة موحّدة مع المشرّعين والقضاء في البلاد. عقد الرئيس اجتماعاً مع رؤساء المحكمة العليا وأعضاء الكونغرس وعدد من أعضاء حكومته في قصر رئاسي طغت عليه حالة من الفوضى. وأرسلت السلطات أعداداً إضافية من قوات الأمن إلى العاصمة، وعزلت الحاكم المحلي، واعتقلت المئات من المحتجين.

قال غورديان كيمين، رئيس الاستراتيجية السيادية للأسواق الناشئة في "ستاندارد تشارترد": "اتخاذ إجراءات حكومية حاسمة مع دعم من قادة الكونغرس، من شأنه أن يساعد على استعادة الأمن. لكن في النهاية، يجب أن يظل الوضع في الشارع وفي العاصمة برازيليا، تحت السيطرة".

هذه ليست المرة الأولى التي يشعر فيها المستثمرون بالتفاؤل جراء الاضطرابات السياسية في هذه الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية. تجاهل المتداولون الاحتجاجات المؤيدة للحكومة التي أعقبت جولة إعادة الانتخابات الرئاسية في أواخر أكتوبر، حتى عندما عزز بولسونارو المخاوف بشأن الانتخابات المتنازع عليها، من خلال التزامه الصمت بعد خسارته الأصوات الانتخابية.

طالما أن المستثمرين يدركون أن أعمال الشغب لن تغيّر المشهد ككل، وأن الاضطرابات الاجتماعية لن تتصاعد أكثر، يبقى من المرجح أن الأصول البرازيلية ستتعافى من هذه الأحداث، وفقاً لما قاله بريندان ماكينا، الخبير الاقتصادي في الأسواق الناشئة في "ويلز فارغو"، والمقيم في نيويورك.

قال ماكينا: "وقال "في نهاية المطاف، أدى لولا اليمين الدستورية، ومن غير المرجح أن تتعطل الديمقراطية في البرازيل".

قبل أن يعود ويرتفع بنسبة 0.5%، تراجع الريال بنسبة 0.7% اليوم الإثنين، متصدراً الخسائر بين 16 عملة رئيسية في العالم تتبعها بلومبرغ، في حين تأرجح مؤشر الأسهم القياسي (Ibovespa) بين المكاسب والخسائر. وقد جاءت الانخفاضات وسط يوم إيجابي في الأسواق العالمية عموماً، حيث ارتفعت مؤشرات عملات الأسواق الناشئة والأسهم بنسبة 1.1% على الأقل.

مخاطر متزايدة

لا يزال المستثمرون بعيدين عن التفاؤل. فمنذ أن فاز لولا في جولة الإعادة في 30 أكتوبر، ووعد باستعادة صورة البرازيل في الخارج، فشلت التدفقات الأجنبية القادمة المتوقعة حتى الآن، في تحقيق زيادة كبيرة.

مدير صندوق التحوط "فيردي أسيت مانجمنت" (Verde Asset Management) ومقره ساو باولو، أبلغ عملاءه الأسبوع الماضي، بأن البلاد تخاطر بفقدان فرصة كبيرة للتميز بين أقرانها. أظهر استطلاع صدر الشهر الماضي كان قد أجراه "بنك أوف أميركا" لآراء مديري الأموال في أميركا اللاتينية الذين يشرفون على 79 مليار دولار، أن المستثمرين يحافظون على مستويات السيولة بالقرب من المستويات المرتفعة القياسية. أكثر من نصفهم يتخذون إجراءات حماية ضد الانخفاض الحاد في أسواق الأسهم في المنطقة، وهو أعلى من المتوسط التاريخي البالغ 35% في الاستطلاع.

قال غيوم تريسكا، استراتيجي الأسواق الناشئة العالمية في "جنرالي إنشورنس" (Generali Insurance): "أحداث نهاية الأسبوع بحد ذاتها، لا تغيّر قواعد اللعبة، لكنها تأتي في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول الأوضاع في البرازيل.. هناك الكثير من علاوة المخاطر المتعلقة بالإدارة الجديدة، والمخاطر المتعلقة بانتقال السلطة. أحداث عطلة نهاية الأسبوع لم تساعد حقاً في خفض علاوة المخاطرة".