روسيا تسعى للحد من تخفيض سعر نفطها وفق مبادئ السوق

من المنتظر أن تنشر موسكو قريباً لوائح للتصدي لسقف السعر المفروض على النفط الروسي من قبل "مجموعة السبع"

نفط أسود سميك على عمود رافعة ضخ في حقل واقع في جمهورية باشكورستان، روسيا.
نفط أسود سميك على عمود رافعة ضخ في حقل واقع في جمهورية باشكورستان، روسيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت وزارة الطاقة الروسية إن موسكو ستراقب الأسعار العالمية لخامها، وستستخدم النتائج التي تتوصل إليها للحد من أي تخفيضات يُحتمل حدوثها في الأسعار.

أضات الوزارة في بيان، أنه يُرجح نشر لوائح المراقبة قريباً، وستستند إلى مرسوم رئاسي صدر في ديسمبر يهدف إلى التصدي للحد الأقصى للسعر الذي فرضته "مجموعة السبع" في بداية الشهر الماضي. وذكرت الوزارة دون الخوض في التفاصيل، أن أي إجراءات ستتماشى مع مبادئ السوق.

ترقّب الردّ الروسي

تجري متابعة خطوات روسيا للرد على سقف الأسعار الغربي عن كثب من قبل المتداولين، لأنها قد تؤثر على توازن سوق النفط العالمية التي تتجه إلى انتعاش الطلب بعد تخلي الصين عن سياسة "صفر كوفيد". أشارت روسيا في أوائل الشهر الماضي إلى أنها قد تفرض حداً أدنى للأسعار على صادراتها النفطية، لكنها لم تعتمد بعد لوائح نهائية.

لم يحدد المرسوم الرئاسي حتى الآن سوى إطار العمل لرد روسيا، ونص على حظر مبيعات النفط الخام بموجب أي عقود تأتي على ذكر الحد الأقصى للسعر.

روسيا تترك خياراتها مفتوحة لرد قوي على سقف سعر النفط

خام الأورال الروسي يُتداول بنصف أسعار النفط العالمية

وفقاً للبيانات التي قدمتها "أرغوس ميديا"، فقد بلغ سعر خام الأورال الرئيسي -الذي يُعدّ إلى حد بعيد أكثر الأنواع التي تصدرها روسيا- 37.80 دولار للبرميل في ميناء "بريمورسك" الواقع على بحر البلطيق يوم الجمعة. يعني ذلك أن هذا السعر هو أقل من نصف السعر الذي استقرت عليه العقود الآجلة لخام "برنت" في اليوم ذاته.

يأتي هذا الخصم المتزايد في أعقاب الحظر الأوروبي المفروض على جميع واردات النفط الخام المنقولة بحراً من روسيا اعتباراً من 5 ديسمبر. في الوقت ذاته، انضم "الاتحاد الأوروبي" إلى "مجموعة الدول الصناعية السبع" في فرض سقف على أسعار الإمدادات الروسية. يمكن لأي جهة ترغب في الوصول إلى الخدمات الغربية -لا سيما خدمات التأمين الأساسية لهذه الصناعة، من بين مجموعة من المجالات الأخرى- أن تفعل ذلك فقط إذا دفعت 60 دولاراً أو أقل.

لماذا يُتداول معظم النفط الروسي بأقل من سقف الأسعار؟

قالت وزارة الطاقة الروسية إن الحد الأقصى للأسعار الذي فرضه الغرب "غير قانوني"، وسيؤثر على استقرار إمدادات الطاقة العالمية، ما يتطلب "جهوداً تعاونية كبيرة من قبل الدول المسؤولة لتلافي ذلك"، مكرّرة التصريحات السابقة للرئيس فلاديمير بوتين وكبار مسؤولي الطاقة الروس.

خيارات روسيا

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الشهر الماضي، إن روسيا مستعدة لخفض إنتاجها من الخام بمقدار 500 ألف إلى 700 ألف برميل يومياً رداً على فرض الحد الأقصى للسعر.

وفقاً لحسابات "بلومبرغ" بناءً على بيانات وحدة "سي دي يو-تك" التابعة لوزارة الطاقة الروسية، حافظ منتجو النفط الخام في البلاد على إنتاجهم ثابتاً عند متوسط نحو 10.9 مليون برميل يومياً في يناير. ومع ذلك، هناك علامات على أن الصادرات قد تتجه نحو الانخفاض.

رد فعل روسيا على سقف أسعار النفط يمنع الإجراءات الانتقامية

نقلت وكالة "إنترفاكس" عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله، إن الحكومة الروسية تراقب عن كثب الأسعار العالمية للنفط الروسي.

أضاف بيسكوف رداً على سؤال حول زيادة الخصم على النفط الروسي، وفقاً لوكالة "إنترفاكس": "هناك حاجة إلى الكثير من الاهتمام والخطوات المدروسة للغاية من قبل السلطات المعنية، لتجنب أي ضرر على قطاع الطاقة لدينا".