الادعاء البرازيلي يطالب بمصادرة أصول بولسونارو بعد أعمال الشغب

يقول مسؤولون إنه يجب استخدام الأموال للتعويض عن الأضرار التي تسبب بها اقتحام المحتجين للمباني الحكومية

رجلان يتفقدان الأضرار التي لحقت بمبنى المحكمة الفيدرالية العليا، في أعقاب الهجوم الذي شنّه أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو على المباني الحكومية في العاصمة برازيليا، البرازيل.
رجلان يتفقدان الأضرار التي لحقت بمبنى المحكمة الفيدرالية العليا، في أعقاب الهجوم الذي شنّه أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو على المباني الحكومية في العاصمة برازيليا، البرازيل. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

طلب الادعاء العام في البرازيل من المحكمة، مصادرة أصول الرئيس السابق جايير بولسونارو، مع توسع تحقيقاتهم في أعمال الشغب العنيفة المناهضة للحكومة التي هزّت البلاد يوم الأحد، لتشمل من هم خلف المتظاهرين أنفسهم.

قال مسؤولون إنه يجب استخدام هذه الأصول والأموال، للمساعدة في دفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالممتلكات العامة عندما اقتحم المتظاهرون المباني الحكومية في العاصمة برازيليا يوم 8 يناير. حدّد المحققون أيضاً أكثر من 100 شركة يُشتبه في أنها موّلت مثيري الشغب، وسوف يطالبون بمصادرة أصولها، وفق ما ذكرته شبكة "سي إن إن برازيل"، من دون أن تشير إلى مصدر معلوماتها.

احتجاجات البرازيل تضع الريال في صدارة العملات الأسوأ أداء

فيما يوسّع المسؤولون تحقيقاتهم بشأن أسوأ أعمال عنف سياسية في البرازيل منذ عقود بعد اعتقال أكثر من 1500 من مثيري شغب، يركزون على على تعقّب من دفعوا الأموال لنقل أنصار بولسونارو إلى برازيليا، وأولئك الذين موّلوا خيم الاحتجاج أمام المقر العسكري.

عنصران من قوات الأمن أثناء تفكيك الخيم التي نصبها أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو أمام المقر العسكري في برازيليا، يوم 9 يناير 2009.
عنصران من قوات الأمن أثناء تفكيك الخيم التي نصبها أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو أمام المقر العسكري في برازيليا، يوم 9 يناير 2009. المصدر: أ.ف.ب

ملاحقة من هم وراء الاحتجاجات

تبحث السلطات أيضاً في إمكانية وجود علاقات بين المحتجين وبعض أعضاء القطاع الزراعي الضخم في البرازيل -وهو داعم مالي رئيسي لبولسونارو- لكن وزير العدل فلافيو دينو قال، إنه من السابق لأوانه تحديد من قام بتمويل أعمال الشغب.

قال دينو لقناة "غلوبو نيوز" اليوم الثلاثاء، إن المدعين العامين "لن يتوقفوا عند الأشخاص المعتقلين في مكان الاحتجاج.. سنصعّد هذا التحقيق قدر الإمكان للوصول إلى أعلى المستويات التي قادت الإرهاب في البرازيل".

يعاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية من تداعيات الجهود التي يقودها مؤيدو بولسونارو لإعادته إلى السلطة، والتي شملت تخريب المكاتب الحكومية، وتحطيم النوافذ، وتدمير الأعمال الفنية. تماماً مثل مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول الأميركي في عام 2021 لدعم دونالد ترمب، فإن حلفاء الرئيس السابق مقتنعون بأن تزوير الأصوات هو الذي منعه من الفوز بإعادة انتخابه في انتخابات أكتوبر التي خسرها أمام لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

تنصُّل داعمي بولسورانو

تنصّل بعض أكبر الداعمين الماليين لحملة بولسونارو لعام 2022 من العنف الذي وقع يوم الأحد، بما في ذلك قطب الأعمال الزراعية، هوغو دي كارفالهو ريبيرو، والمحامي والواعظ فابيانو زيتيل، والملياردير لوسيانو هانغ، الذي يملك سلسلة متاجر "هافان".

بولسونارو، وهو قائد سابق في الجيش وسياسي شعبوي أذهل المحللين السياسيين عندما فاز بالرئاسة في عام 2018، اعتمد على شبكة من المتبرعين الأفراد، سواء كانوا ممولين صغاراً أو كباراً، في محاولة منه للاحتفاظ بمنصبه خلال العام الماضي. جاء معظم الدعم المالي لحملته من قطاع الزراعة القوي. فالبرازيل هي أكبر مصدر في العالم لفول الصويا ولحم البقر والقهوة والسكر، ويمثل هذا القطاع نحو 25% من الناتج المحلي الإجمالي.

بعد خسارته بفارق ضئيل أمام لولا، تراجع بولسونارو إلى القصر الرئاسي، ثم بعد ذلك، انتقل إلى ولاية فلوريدا الأميركية مع تولي خليفته سدة الرئاسة. لكن معارضيه يقولون إن تعليقاته في المقابلات ومن خلال التغريدات، شجّعت بعض مؤيديه على الاعتقاد بأنهم قادرون على قلب هزيمته الانتخابية، ما أدى في نهاية المطاف إلى أعمال الشغب.

ندّد بولسونارو نفسه باحتجاجات يوم الأحد. بعد نقله إلى مستشفى بالقرب من مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا بسبب آلام في البطن يوم الإثنين، قال لشبكة "سي إن إن برازيل"، إنه يتوقع قطع رحلته إلى الولايات المتحدة والعودة إلى البرازيل.

المحامي زيتيل، وهو شريك في شركة محاماة مقرها ساو باولو تركز على القطاع المالي ويُعتبر أكبر مانح منفرد لحملة بولسونارو 2022، سعى إلى النأي بنفسه عن أعمال الشغب. وقال في رد عبر البريد الإلكتروني على أسئلة من "بلومبرغ نيوز": "يجب احترام نتائج الانتخابات، ويجب أن ندافع جميعاً عن الديمقراطية".

أما الملياردير هانغ، فانتقد بدوره عنف الثامن من يناير.

قال هانغ في رد عبر البريد الإلكتروني على الأسئلة: "لم أؤيد أبداً أو أدعم أعمال العنف والتخريب.. لم أتبرع أو أشارك أو أتبنى أي عمل مناهض للديمقراطية، ولم أقم بأي عمل ضد الممتلكات العامة. أنا أستنكر كل ما حدث يوم الأحد".

كان قطب الأعمال الزراعية، ريبيرو، وهو أحد أفراد عائلة ماغي الكبيرة التي تُعتبر من أكبر مُلاك الأراضي في البرازيل، ثالث أكبر مانح لحملة بولسونارو الرئاسية في العام الماضي. وقال في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني، إنه ينبغي "تحديد هوية مثيري الشغب ومعاقبتهم".

يُذكر أن ريبيرو، هو أحد المساهمين في "أماغي" (Amaggi)، وهي مجموعة شركات تعمل في تجارة السلع، تجاوزت إيراداتها 7.3 مليار دولار في عام 2021.

المزارعون ينأون بنفسهم أيضاً

المزارعون في البرازيل، مثلهم مثل أولئك الموجودين في الولايات المتحدة، يميلون لأن يكونوا محافظين، ولذلك يدعمون بولسونارو الملتزم بعقيدة دينية وقيم أسرية. وقد أعربوا عن تقديرهم له، لاستعداده دعم أولوياتهم فيما يتعلق بالمخاوف البيئية، وخصوصاً في منطقة الأمازون.

رفض المزارعون البرازيليون فكرة أن يتحملوا أي مسؤولية عن أعمال الشغب في برازيليا. قالت مجموعة من منتجي فول الصويا في ولاية ماتو غروسو يوم الإثنين، إن أي ملاحظات أو تعليقات تشير إلى عكس ذلك، هي "غير مناسبة، ولا تعكس الأهمية الحقيقية للأعمال الزراعية بالنسبة إلى البلاد".

حالياً، وفيما تسعى السلطات لتحديد المسؤولين عن تمويل أعمال الشغب، لا تزال تحاول أيضاً تعقّب الأشخاص الذين قاموا فعلياً باقتحام المباني الحكومية.

تماماً كما حدث في الولايات المتحدة بعد 6 يناير 2021.. تكثّف السلطات البرازيلية بحثها في صور السيلفي والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، لتحديد واعتقال المزيد من المشاركين في أعمال الشغب. أنشأت وزارة العدل عنوان بريد إلكتروني، يمكن للأفراد من خلاله أن يُبلغوا عن المتظاهرين، وقد تلقت بالفعل، أكثر من 30 ألف رسالة.