قفزت الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء بسبب رهان المستثمرين على أن مؤشر أسعار المستهلك الذي اقترب الإعلان عنه سوف يكشف عن مزيد من تراجع التضخم، ما قد يساهم في دعم الفكرة القائلة بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بإبطاء وتيرة الزيادة في أسعار الفائدة – حتى وإن قال بعض المسؤولين إن الوقت مازال مبكراً لإعلان الانتصار على التضخم.
غير أن مكاسب الأسهم لم تتحقق بهذه السهولة، فقد تعرضت السوق لتقلبات كثيفة في بداية جلسة التداول بعد إحباطها بسبب صمت جيروم باول بشأن توقعات السياسة النقدية في أحد المؤتمرات.
"فيدليتي": عدم تراجع التضخم لـ2% يدق ناقوس الخطر
اتجهت الأسهم بقوة نحو الارتفاع في تعاملات المساء في نيويورك، وأنهى مؤشر ستاندرد أند بورز 500 جلسة التداول مرتفعاً فوق مستوى 3900 نقطة، الذي يعتبره كثير من المحللين الفنيين نقطة مقاومة قد تساهم في تشكيل اتجاه أكثر قوة.
أرقام التضخم التي سيعلن عنها يوم الخميس يرجح أن تأتي أفضل من التوقعات، فتساعد الأسهم على تمديد فترة الصعود في سوق هابطة، وفقاً لقسم التداول والمبيعات لدى بنك "جيه بي مورغان تشيز".
بينما تجمع التوقعات على انخفاض معدل الزيادة في مؤشر أسعار المستهلك في ديسمبر إلى 6.5% على أساس سنوي، يرى فريق العمل في البنك الاستثماري ومن بينه أندرو تايلر فرصة تقترب من الثلثين بأن تأتي البيانات في نطاق 10 نقاط أساس من التقديرات مع الميل ناحية الهبوط.
رئيس بنك "جيه بي مورغان" جيمي ديمون قال لقناة فوكس بيزنيس إن رفع أسعار الفائدة ربما ينبغي أن يتجاوز التوقعات الحالية، غير أنه يفضل وقفة لتقدير أثر الزيادات التي أقرت في العام الماضي بأكمله.
الملياردير بول تودور جونز شبه حرب باول على التضخم بمحاولة لهبوط متقن على سطح القمر، موضحاً أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي يواجه أصعب بيئة اقتصادية منذ 40 عاماً.
أضاف جونز لقناة "سي إن بي سي" إنه إذا نجح فقد تقفز أسعار الأسهم بنسبة 7% أو 8% هذا العام، ولكنه قد يضطر إلى الاستمرار في زيادة أسعار الفائدة إذا زادت أرقام التضخم سوءاً، مما يعزز من مخاطر ركود الاقتصاد.
عملاء مصرف "بنك أوف أميركا" باعوا أسهماً أميركية بقيمة 1.4 مليار دولار في أكبر تخارج أسبوعي لهم منذ شهر نوفمبر، وفق ما كتبه خبراء البنك ومنهم جيل كاري هول، الذي أضاف أن جميع العملاء في القطاعات الثلاثة – صناديق التحوط، والمستثمرين الأفراد ومؤسسات الاستثمار – سجلوا صافي بيع في معاملاتهم.
مع بداية موسم إعلان الأرباح شديد الأهمية يوم الجمعة، تدهورت مشاعر الثقة وسط المحللين بشأن مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى مستوى لم نشهده كثيراً من قبل.
على مدى ثلاثة أشهر مضت، ارتفع صافي التوقعات بانخفاض الربحية بالنسبة إلى أسهم "ستاندرد أند بورز 500" على مدى العامين القادمين إلى 32% من إجمالي التغيرات المتوقعة، بحسب البيانات التي جمعها بنك "غولدمان ساكس غروب".
ربحية الشركات.. أبرز المخاطر أمام أسهم التكنولوجيا الأميركية
باستثناء عام 2008 وفترة انتشار جائحة كورونا في 2020، هذه هي أسوأ قراءة منذ أن بدأ "غولدمان" رصد هذه البيانات في عام 1998.