الصناديق العالمية تنظر بتفاؤل لتعزيز وجودها في الصين

توقعات بأن يسجل الاقتصاد الصيني معدل نمو 5.3% خلال 2023 ارتفاعاً من تقدير سابق عند 4.7%

مشاه يمرون أمام شاشة عامة تعرض أداء الأسهم في شنغهاي، الصين
مشاه يمرون أمام شاشة عامة تعرض أداء الأسهم في شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأ مديرو شركات الأصول العالمية عام 2023، بتعزيز وجودهم في قطاع صناديق الاستثمار المشتركة في الصين البالغ حجمها 26 تريليون يوان (3.8 تريليون دولار)، إذ أدى وقف العمل بالقيود الصارمة لمواجهة "كوفيد"، والتركيز مجدداً على الاقتصاد، إلى إضفاء نوع من التفاؤل في ما يتعلق بتوقعات المستثمرين.

حصلت "فيديليتي إنترناشيونال" (Fidelity International) ووحدات الصندوق المملوكة بالكامل لـ"نيوبيرغر بيرمان" (Neuberger Berman Group)، على الموافقات التنظيمية التي طال انتظارها خلال الشهرين الأخيرين من عام 2022 لبدء العمل، بعد وقت قصير من الموافقة على عرض "مانولايف فاينانشال" (Manulife Financial Corp) للاستحواذ الكامل على مشروعها المشترك في نوفمبر 2022.

انضمت شركات إدارة الأصول تلك إلى "بلاك روك"، التي كان لها السبق عبر إنشاء عمليات مملوكة بالكامل خلال 2021.

من المرتقب أن يساعد منح الموافقات التنظيمية، التي تسارعت بعد أن ضمن الرئيس شي جين بينغ ولاية ثالثة في مؤتمر الحزب الشيوعي خلال أكتوبر 2022، شركات "وول ستريت" للحصول على حصة أكبر في إحدى الأصول الواعدة للأصول.

بعدما تراجعت عمليات جمع الأموال الجديدة في العام الماضي بمقدار النصف مقارنة بعام 2021 في ظل تراجع الأسهم، يبدو عام 2023 واعداً أكثر، بعد أن تعهد المسؤولون في الصين بدعم قطاع العقارات وتخفيف الإجراءات والقيود المرتبطة بسياسة "صفر كوفيد".

"غولدمان ساكس" يرى مكاسب 15% لمؤشر الأسهم الصينية

قال بيتر ألكسندر العضو المنتدب لدى "زي-بين أدفيزرز "(Z-Ben Advisors) ومقرها شنغهاي: "سيستغرق الأمر شهرين أو ثلاثة أشهر قبل أن تستقر الأوضاع، ولكن بحلول الصيف وحتى النصف الثاني من العام الجاري، نتوقع أن تكون الصين أولوية قصوى".

أضاف: "حينذاك، سيعمل عدد من المنافسين العالميين الرئيسيين بالكامل وبنسبة 100%، انطلاقاً من منصاتهم الخاصة بهم، ما يؤدي إلى دفع هذه العملية إلى الأمام بمعدل أسرع".

الصناديق تتوخى الحذر

الشركات التي تجري عمليات تقييم للصين، كانت تتوخى الحذر في 2022، إذ توقع المستثمرون احتمال نشوب صراعات عسكرية عبر مضيق تايوان بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

أدى تركيز الحكومة على "الاستقرار الكامل" قبل مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، إلى تباطؤ النشاط، وفقاً لما قاله ألكسندر، الذي يقدم استشارات لمديري الأصول العالميين.

قال ألكسندر: "ارتفعت المخاطر الرئيسية بعد ذلك، ما أدى إلى طرح المجموعات العالمية لتساؤل جاد، حول ما إذا كان ينبغي إعطاء الصين الأولوية على الإطلاق".

أضاف: "انتهى بي الأمر بقضاء أسابيع عدة للتواصل مع الأشخاص للتراجع"، واقترح على العملاء الانتظار ومعرفة الإجراءات المرتقبة بعد انعقاد المؤتمر".

عززت التحولات المثيرة في المشهد السياسي، منذ التعهدات بدعم قطاع العقارات في نوفمبر 2022، معنويات المستثمرين بالفعل.

قفز مؤشر شنغهاي شنزن (سي إس أي 300) القياسي في الصين 23% مقوماً بالدولار من أدنى مستوياته في 31 أكتوبر 2022، في حين ارتفع مؤشر الأسهم الرئيسي في بورصة هونغ كونغ، الذي يضم أسهم شركات التكنولوجيا الصينية، 46% خلال الفترة ذاتها.

الصين تقترب من استعادة ثلث وزن المقياس العالمي لأسهم الأسواق الناشئة

مع تخفيف الصين قيود مواجهة كوفيد، من المأمول عودة النمو إلى مساره "الطبيعي" قريباً، حسبما قال غو شوكينغ، سكرتير الحزب الشيوعي لدى بنك الشعب الصيني في مقابلة مع صحيفة "الشعب اليومية" نشرت يوم الأحد.

أوضح غو أن الصين بصدد فتح أسواقها المالية بشكل أكبر من خلال إتاحة المزيد من القطاعات وفئات الأصول أمام المستثمرين الأجانب.

الصناديق المشتركة تواصل التوسع

حالياً، تتوقع "تي دي سكيوريتيز" (TD Securities) في مذكرة بحثية صدرت في 9 يناير، أن يسجل اقتصاد الصين معدل نمو 5.3 % خلال 2023، ارتفاعاً من التقدير السابق البالغ 4.7%.

يبشّر الانتعاش بالخير بالنسبة إلى مديري شركات إدارة الأصول العالمية مثل "فيديليتي" و"نيوبيرغر بيرمان"، اللتين حصلتا على الموافقات النهائية بعد أكثر من عام من السماح لهما بالبدء في إعداد وحداتهما المحلية.

لم يرد ممثلو "فيديليتي" و"نيوبيرغر بيرمان" فوراً على طلبات التعليق.

كما قدمت "فان إيك أسوسيتس" (Van Eck Associates Corp) و"شرودرز" (Schroders Plc) و"أليانس بيرنشتاين هولدينغ" (AllianceBernstein Holding) طلبات لتأسيس وحدات الصناديق، مع ترقب تقديم المزيد.

يظل كل من "جيه بي مورغان" و"مورغان ستانلي" ينتظران الحصول على موافقة الجهات التنظيمية بشأن صفقاتهما لشراء شركاء محليين.

وفي حين لا تزال هناك عقبات أمام المديرين العالميين، بدءاً من تكاليف التوزيع إلى الحرب على المواهب، فإن إمكانات النمو في سوق الصناديق المشتركة تستمر في التوسع.

الصين تخطط لبرنامج تحفيز موجه وسط تحذيرات من مخاطر الأسعار

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يجذب إصلاح المعاشات الفردية في الصين، والذي تم الإعلان عنه العام الماضي، 54 مليار يوان من التدفقات الجديدة كل عام، وفقاً لـ"بوسيرا آسيت مانجمنت" (Bosera Asset Management).

البداية ليست من الصفر

لا يبدأ مديرو الاستثمار في شركات إدارة الأصول الدولية أعمالهم من الصفر أثناء تأسيس أنشطتهم المالية في الصين.

"مانولايف"، على سبيل المثال، تدير بالفعل 12 مليار دولار من خلال مشروعها المشترك، المعروف باسم "مانولايف تيدا فاند مانجمنت" (Manulife TEDA Fund Management).

قد توفر آفاق السوق المنتعشة حافزاً إضافياً لتوافد الشركات إلى الصين. رغم أن العديد من الشركات العالمية "لم تأتِ إلى الصين" في أوائل عام 2020، إلا أنها "تحولت 180 درجة" بعد رؤية "بلاك روك" تفوز بالموافقة في أواخر أغسطس من ذلك العام، وبعد أن وافق الشريك المحلي لـ"جيه بي مورغان" على البيع، وفقاً لما ذكره ألكسندر.

صندوق الاستثمار الأفضل أداءً في الصين يحذّر من نشوة إعادة الفتح

قال ألكسندر، رافضاً ذكر أسماء الشركات: "في غضون أسبوع، استقبلت هواتفنا والبريد الإلكتروني الخاص عشرات الرسائل من جانب الشركات ومقرها الولايات المتحدة بالأساس، والتي تريد أن تعرف كيف يمكنها التواجد بقوة في الصين".

أضاف: "تدرك الشركات العالمية جيداً أن السوق الصينية، في حال الوجود بها بشكل صحيح، يمكنها بصدق تغيير أداء الشركة تماماً".