بورصة المغرب تفقد 19% من قيمتها السوقية وتهبط لأدنى مستوى منذ 2015
سوق الدار البيضاء المالية خسرت أكثر من 12 مليار دولار في 2022
05:27 مساءً 11 يناير 2023 حدثت فى 07:38 مساءً 28 نوفمبر 2023
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع
انخفضت القيمة السوقية لبورصة المغرب العام الماضي بنحو 19% لتسجل 561 مليار درهم (55 مليار دولار)، بما يمثل أدنى مستوى لها منذ 2015.
بنك الأعمال "فالوريس" (Valoris) اعتبر في تقرير حول حصيلة سوق المال المغربية أنَّ تراجع بورصة الدار البيضاء بنحو 129 مليار درهم (12.6 مليار دولار) جاء نتيجة 5 أسباب: "تباطؤ النمو الاقتصادي، وموسم الجفاف، وتداعيات الحرب في أوكرانيا، والارتفاع الكبير في التضخم، وقرارات رفع سعر الفائدة الرئيسي من قِبل البنك المركزي".
لم يتجاوز النمو الاقتصادي في المملكة خلال الربع الثالث من 2022 حدود 1.6%، بينما تجاوز التضخم 8% في نوفمبر، مما دفع بنك المغرب لرفع الفائدة مرتين إلى 2.5%.
بورصة المغرب تطمح لإدراج 20 شركة سنوياً حتى 2035
أحمد رُشد، المحلل لدى بنك "فالوريس"، يرى أنَّ "الانخفاض في أداء البورصة كان أمراً طبيعياً، بالنظر لتداعيات التضخم على الشركات، ناهيك عن تفضيل المستثمرين لسندات الخزينة التي أتاحت عوائد أفضل ومخاطر أقل على حساب الأسهم".
بدوره، أشار فريد مزوار، المدير التنفيذي لمكتب التحليل المالي "إف إل ماركتس" (FLMarkets)، إلى أنَّ رفع "المركزي" لسعر الفائدة، وتضرر القطاع الزراعي، وبالتالي؛ الشركات العاملة بالقطاع، جرّاء تأخر هطول الأمطار؛ "أثّر سلبياً على تعامل المستثمرين في السوق المالية".
الخاسرون والرابحون
سجلت أسهم 57 شركة، من أصل 75 سهماً مدرجة في بورصة الدار البيضاء، أداءً سلبياً، وكان الانخفاض الأقوى من نصيب "البنك المغربي للتجارة والصناعة" (BMCI)، حيث هوى سعر سهمه بـ45.2% إلى 354 درهماً.
مزوار لفت في حديثه لـ"الشرق" إلى أنَّ "أداء البورصة ارتبط أيضاً بإقبال ملحوظ سُجِّل على مستوى سوق السندات، إذ اندفع المستثمرون إليها بعدما شعروا بالذعر من الاختناق الاقتصادي ليختاروا أدوات الدخل الثابت على حساب الأسهم".
| الأسهم الأكثر انخفاضاً | الأسهم الأكثر ارتفاعاً |
| البنك المغربي للتجارة والصناعة -45.2% | مناجم 61.2% |
| الضحى -40.8% | باليما 50% |
| مغرب أوكسجين -39.3% | أولماس 48% |
| لارفاج هولسيم المغرب -38.6% | أليانس 40.7% |
| إيكدوم -37.7% | تيمار 30.5% |
في المقابل، شهد سهم شركة "مناجم" (MANAGEM) الصعود الأقوى، حيث بلغ سعراً غير مسبوق عند مستوى 2598 درهماً بارتفاع 61.2% على أساس سنوي، بفضل استفادته من نمو أسعار المعادن وزيادة إنتاج الشركة وسعر الصرف. وأعلنت الشركة في ديسمبر عن استحواذها على مشاريع ذهب في أفريقيا بـ280 مليون دولار.
وأوضح رُشد لـ"الشرق" أنَّ "تداعيات التضخم والحرب الروسية الأوكرانية على أسعار المواد الأولية أضرت بأغلب الشركات، ولم يكن بإمكانها تمرير الزيادة بأكملها إلى المستهلك، وبالتالي؛ تقلّصت هوامش أرباحها".
9 إدراجات منذ 8 سنوات
استقبلت بورصة الدار البيضاء منذ 2015، وهو عام تسجيل المستوى الذي هبطت إليه القيمة السوقية للبورصة حالياً، 9 عمليات طرح أولي بقيمة إجمالية تناهز 6 مليارات درهم. وخلال العام 2022 تمّ تسجيل إدراجين؛ الأول لشركة "ديستي تكنولوجيز" المتخصصة في بيع المعدات الإلكترونية التي جمعت 171 مليون درهم، وشركة "أكديطال" العاملة في قطاع الصحة التي نجحت في جمع 1.2 مليار درهم.
يفسر رُشد ضعف الإدراجات بسبب غياب الثقة في الشركات وتعامل المستثمرين الحذر، مُنوّهاً بأنَّ "استعادة الثقة ممكنة من خلال طرح الدولة لشركات حكومية كبرى، وتشجيع الشركات والمستثمرين عبر تحفيزات ضريبية لرفع العرض والطلب".
المغرب في 2023.. مبادرات استثنائية لمواجهة تحديات غير مسبوقة
يستهدف المغرب رفع عدد الشركات المدرجة بنحو 5 أضعاف إلى 350 شركة بحلول عام 2035، من 75 حالياً، بحسب كمال مقداد، رئيس مجلس إدارة البورصة في مقابلة سابقة مع "الشرق"، أي بمعدل طرح 20 شركة سنوياً للاكتتاب على مدى الأعوام الـ13 المقبلة.
وينتظر أن يتم إدراج شركات حكومية مع تفعيل "الوكالة الحكومية للتدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة" بحيث ستعمل على إعداد لائحة بالكيانات التي ستخضع للخصخصة، إما عن طريق الإدراج في البورصة أو البيع لشركات خاصة أو دولية.
مقابل الإدراجات، تشهد البورصة أيضاً انسحابات عدّة، آخرها شركة "أي بي ماروك" (IB MAROC) المتخصصة ببيع المعدّات الإلكترونية، فقد وضعت لدى القضاء طلباً للتصفية بعدما فشلت عدّة مخططات لإنقاذها من الإفلاس نتيجة تراكم ديونها لفائدة عدد من البنوك.