عملاقة الرقائق الصينية تدرس الطرح وبيع أراضٍ لخفض ديونها

"تشينغهوا يونيغروب" تبحث إجراء طروحات عامة أولية لثلاث شركات تابعة منها "يونيسوك" و"يونيكلاود"

رقاقة قياس 12 بوصة معروضة في مقر شركة "سيميكوندكتور مانيوفاكتشرينغ إنترناشونال"، بشنغهاي، الصين.
رقاقة قياس 12 بوصة معروضة في مقر شركة "سيميكوندكتور مانيوفاكتشرينغ إنترناشونال"، بشنغهاي، الصين. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يستكشف المالكون الجدد لشركة "تشينغهوا يونيغروب" (Tsinghua Unigroup) عدداً من الطرق لتفادي الدائنين بعد استكمال عملية استحواذ بقيمة 9 مليارات دولار، بما في ذلك بيع عقارات صناعية والاكتتاب في وحدات الأعمال سريعة النمو، كمنافس محلي لـ"كوالكوم" (Qualcomm Inc).

ناقش مسؤولون تنفيذيون في "يونيغروب" إجراء طروحات عامة أولية لثلاث شركات تابعة لها، بما في ذلك "يونيسوك" (Unisoc)، التي تطور رقائق الجيل الخامس للهواتف الذكية والطائرات بدون طيار، حسبما أفاد شخص مطلع على الأمر.

يمكن أن يؤدي ذلك إلى واحدة من أبرز حالات الطروحات لأول مرة في صناعة أشباه الموصلات بالصين، التي تشهد ندرة في الرقائق المحلية المتقدمة. تشمل قائمة الشركة المرشحة الأخرى للطرح العام الأولي ذراع الأعمال السحابية "يونيكلاود" (Unicloud)، بحسب ما أشار الشخص المطلع، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب خصوصية المناقشات في هذا الأمر.

واردات الصين من الدوائر المتكاملة تتراجع لأول مرة منذ 18 عاماً

"يونيغروب"، التي كانت تابعة حتى وقت قريب للجامعة المرموقة المرتبطة بشي جين بينغ، أسهمت في قيادة جهود الصين لبناء قطاع أشباه موصلات بمستوى عالمي، ولكنها تواجه حالياً تحديات بعد سنوات من الإنفاق الهائل، شمل تأسيس "يانغتزي ميموري تكنولوجيز" (Yangtze Memory Technologies Co)، الشركة العملاقة المحلية.

في عام 2022، خضعت "يونيغروب" لعملية إعادة هيكلة مثيرة للجدل، والتي عارضها الرئيس السابق للشركة زاو ويغو، قبل أن تقود "جيه إيه كيه كابيتال" (JAC Capital) تحالفاً استحوذ على الشركة المُثقلة بالأزمات وباعت "يانغتزي"، التي تُعدّ أكبر شركة في البلاد لصناعة شرائح الذاكرة للخوادم وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة.

الصين توقف مؤقتاً تمويل صناعة الرقائق العملاقة بسبب كوفيد

استغلال أرباح الأعمال التابعة

لا تزال المناقشات في مراحلها الأولى وليس هناك ما يؤكد أن "يونيغروب" ستمضي قُدُماً في نهاية المطاف في عمليات طروحات عامة أولية. لكن الشخص المطلع قال إن الشركة بحاجة إلى زيادة السيولة لتخفيض نسبة الدين إلى حقوق الملكية لتصل إلى ما دون المستهدف وهو 50% في غضون عامين.

أضاف أنه بينما لا تزال مسألة الطرح في الأسواق الخارجية مبدئية، إلا أن المسؤولين التنفيذيين لا يستبعدون ذلك في نهاية المطاف. موضحاً أن "يونيغروب" قد تقرر أيضاً استغلال المزيد من الأرباح من شركات التأمين وخدمات التعليم بعد الدراسة والشركات العقارية التي تمتلكها.

لم يرد ممثلو "يونيغروب" على رسالة بريد إلكتروني لطلب التعليق على الأمر.

تواجه "يونيغروب"، شأنها شأن باقي الشركات العاملة في مجال صناعة الرقائق، تحديات حالياً مع تصعيد العقوبات الأميركية على تصدير التكنولوجيا جعلتها تقف في مفترق طرق.

بعد أن فُصلت "يانغتزي ميموري"، التي كانت يوماً ما جوهرة التاج بالنسبة إلى عملياتها، لم تكشف الشركة ومالكوها الجُدُد عن خططها طويلة الأجل لاستعادة مكانتها في صناعة الرقائق. استحوذت مجموعة "فوكسكون تكنولوجي غروب" (Foxconn Technology Group) التايوانية، أكبر شركة في العالم لتجميع مكونات أجهزة "أيفون"، على حصة محدودة فقط وأجبرتها الحكومة على تركها بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

"فوكسكون" تبيع حصتها في شركة صينية ضخمة لصناعة الرقائق

فشل التطوير يحبط قادة الصين

بالإضافة إلى حالة عدم اليقين، خضع "زاو" العام الماضي لتحقيق واسع النطاق في قضية الفساد بصناعة الرقائق الصينية والصندوق الذي يقود العديد من الاستثمارات الحكومية البارزة التابعة لأبرز شركاتها.

في تلك المرحلة، شعرت القيادة العليا في الصين بالإحباط بشكل متزايد بسبب الفشل المستمر منذ سنوات في تطوير أشباه الموصلات التي يمكن أن تحلّ محل الدوائر الأميركية الصنع، وهي حالة من الارتباط بلغت ذروتها مع خطة إنقاذ لشركة "يونيغروب" بقيمة 9 مليارات دولار.

ظلت الصين لسنوات أكبر دولة على مستوى العالم تنفق على حوافز الرقائق، وهو مؤشر غير مسبوق لدى الدول، من واشنطن إلى طوكيو. الآن، في ظل جهود مكافحة كورونا والتعامل مع خطر الركود العالمي تُستنزف خزائن الدولة وتُجبر بكين على إعادة التفكير في هذا النهج المثير للجدل. يبحث صانعو السياسات عن طرق أخرى لمساعدة شركات الرقائق المحلية.

التغيير في "يونيغروب" من شأنه أن يقطع شوطاً طويلاً نحو استعادة الثقة في قدرة الشركات المحلية على النجاح في صناعة الرقائق. قال الشخص المطلع إن "يونيغروب"، التي كانت يوماً ما في طليعة الصناعة شأنها شأن نظرائها مثل، "سيميكوندكتور مانيوفاكتشرينغ إنترناشونال" (.Semiconductor Manufacturing International Corp)، تهدف أولاً إلى معالجة عبء ديونها قبل وضع خطط طويلة الأجل.

في عام 2022، قال "لي بين"، رئيس مجلس إدارة "يونيغروب" الجديد، إن الشركة تعتزم في نهاية المطاف التوسع إلى ما وراء الرقائق لتشمل قطاعات مثل علم الوراثة والذكاء الاصطناعي.

كتب "لي"، في مذكرة إلى فريق عمله: "أثبت التاريخ أن كل التطور العلمي والازدهار الوطني يعتمد على إدراك المجال الذي لا يصل إليه علم المرء، بالإضافة إلى أمور أخرى. ومن ثمّ، فهي القدرة على أن يبقى المرء فضولياً، وأن يستكشف ويتعلم بلا حدود، ويسعى إلى إحراز التقدم".