تغريدات إيلون ماسك عن "تسلا" قد تكلفه مليارات الدولارات

إيلون ماسك مؤسس "سبيس إكس" والرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" في أثناء حضوره مؤتمر ستالايت 2020 في واشنطن
إيلون ماسك مؤسس "سبيس إكس" والرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" في أثناء حضوره مؤتمر ستالايت 2020 في واشنطن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعض التغريدات كفيل بإغراق إيلون ماسك في مستنقع محاكمات قضائية بتهمة الاحتيال بشأن تداولات الأوراق المالية، وهو ما قد يكبده مليارات الدولارات من ثروته المتناقصة بسرعة.

من المقرر أن يصبح الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" نجم الحضور أمام هيئة المحلفين في المحاكمة، التي بدأت يوم الثلاثاء بمحكمة سان فرانسيسكو الفيدرالية، بسبب تغريداته قبل 4 سنوات ونصف بشأن خطته لتحويل شركة صناعة السيارات الكهربائية إلى شركة خاصة وإلغاء إدراجها، وتأكيده: "التمويل مضمون".

يحاول محامو المساهمين أمام المحلفين إثبات كذب ماسك، وتسببه في خسائر فادحة لهم نتيجة تقلب أسعار أسهم الشركة على مدى 10 أيام قبل أن يعلن تراجعه عن الخطة. في المقابل، يعمل دفاع ماسك على دحض تلك الادعاءات.

يقول آدم بريتشارد، الأستاذ بكلية الحقوق في جامعة ميشيغان، إنّ خسارة ماسك لقضية جماعية بذلك الحجم قد تضعه في مأزق وتتسبب في دفعه تعويضات بمليارات الدولارات.

أضاف بريتشارد: "يتمتع إيلون بقدرات جيدة تمكنه من المناورة، فلديه مال وفير، كما يُظهِر استعداداً لتحمل مخاطر كبيرة بذلك الحجم من خسارة الأموال".

أفكر في تحويل "تسلا" إلى شركة خاصة بسعر 420 دولاراً للسهم. وجرى تأمين التمويل

خسائر فادحة

تتزامن المحاكمة مع تراجع ثروة ماسك من ذروتها البالغة 340 مليار دولار في نوفمبر 2021، ليصبح أول شخص في التاريخ يخسر أكثر من 200 مليار دولار، من بينها 44 مليار دولار أنفقها للاستحواذ على "تويتر"، ما أدى إلى خسارته لقب "أغنى شخص في العالم" الشهر الماضي. ومنذ ديسمبر، تراجع سهم "تسلا" 37% وسط تعرض شركة صناعة السيارات الكهربائية لمنافسة متزايدة وركود يلوح في الأفق.

اقرأ أيضاً: ثروة إيلون ماسك تتقهقر لأدنى مستوى منذ عامين

أحدثت تغريدات ماسك في أغسطس 2018 ضجة أوقعته تحت طائلة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، ما تسبب في تعهد ماسك بفحص محاميه لمنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي مستقبلاً.

يتعين على المستثمرين إثبات تضليل تغريدات ماسك، وأنها كانت "مؤثرة" في المستثمرين العاديين، كما يحتاجوا أيضاً إلى الربط بين تغريدات ماسك وخسائرهم من التداولات.

عرقل حكم إدوارد تشين، قاضي المقاطعة الأميركية، جهود ماسك بعد اتهامه بالتهور وكذب التغريدات، ما يفرض على 12 عضواً من هيئة المحلفين أن يأخذوا ذلك في الاعتبار، ويضع قيوداً على إجراءات المحاكمة.

قال بريتشارد إنّ مشاركة تلك التعليمات مع هيئة المحلفين تضع ماسك في "موقف سيئ للغاية".

قائمة شهود

يعتمد ماسك في نفي اتهامه بالاحتيال على ما جاء في وثائق المحكمة بدعوته بعض الشهود على خطته للاستحواذ على الأسهم وإلغاء إدراج الشركة، ومن بينهم صديقه المقرب لاري إليسون، ومديرون تنفيذيون في "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي"، وكذلك إدارة شركة الملكية الخاصة "سيلفر ليك".

فشل محامو ماسك مراراً في إقناع القاضي تشين بعدم مشاركة ما توصل إليه مع هيئة المحلفين، إذ قالوا الأسبوع الماضي إن ذلك قد يكون "ضاراً للغاية" بدفاع الرئيس التنفيذي.

ورفض محامي ماسك التعليق قبل بدء المحاكمة، ولم يردّ محامي المساهمين على طلب للتعليق.

أصرّ ماسك على جدية خطته للاستحواذ على "تسلا" وإلغاء إدراجها، التي لم تدُم طويلاً، وفقاً للمناقشات التي دارت مع صندوق الثروة السيادي السعودي، ولذلك طلب استدعاء محافظ صندوق الاستثمار السعودي للإدلاء بشهادته في المحاكمة، لكنه عاد وسحب الطلب عقب تأكيد محامي ياسر الرميان بأنه غير ملزم قانوناً المثول أمام المحكمة.

اقرأ المزيد: ياسر الرميان يرفض الإدلاء بشهادته في محاكمة إيلون ماسك

جنون ماسك

لا يبدو أن حضور الرميان للشهادة سيكون مفيداً لماسك، إذ كشفت الإيداعات القضائية تبادل مراسلات كتابية مع الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" تكشف عن اتفاق مبدئي بشأن تمويل الاستحواذ على الشركة وتحويلها إلى شركة خاصة، فيما طلب المسؤول السعودي مزيداً من المعلومات لاتخاذ قرار.

يصعب إثبات ما كان يجول بفكر ماسك بشكل دقيق. ويقول بريتشارد إن المستثمرين العاديين يدركون أن الصفقات يمكن أن تحدث حتى لو لم تكن ممكنة بنسبة 100%، وربما اعتقد ماسك أنه قادر على شراء أسهم "تسلا" حتى لو لم يحدث ذلك في نهاية الأمر.

قال بريتشارد: "إيلون ماسك شخص ناجح ويعرف كيف يدير الأمور، وإذا قال إنه سوف يستحوذ على (تسلا) فاعلم أنه يفكر في الاستحواذ عليها. هل قررت من قبل إطلاق صاروخ إلى الفضاء؟ لقد فعلها إيلون. وقد يكون مجنوناً بعض الشيء، لكن ذلك جزء من سر نجاحه، وربما اعتقد ذلك بالفعل لأنه إيلون ماسك".