"أرامكو" واثقة من ارتفاع الطلب على النفط مدفوعاً بانتعاش الصين والطيران

أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية
أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

"أرامكو" السعودية على ثقة بأن الطلب على النفط سيرتفع بقوة هذا العام، مع إعادة فتح الصين لاقتصادها وتعافي سوق الطيران، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة أمين الناصر. مؤكداً في مقابلة مع بلومبرغ: "نحن متفائلون للغاية فيما يتعلق بعودة الطلب إلى السوق".

الناصر أضاف: "بدأنا بالفعل نرى بوادر جيدة قادمة من الصين، ونأمل، خلال الشهرين المقبلين، أن نرى المزيد من الانتعاش في الاقتصاد هناك".

كذلك، نوّه رئيس أرامكو بارتفاع الطلب على وقود الطائرات بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، حيث أصبح عند مليون برميل فقط دون مستوى ما قبل جائحة كورونا، مقابل مليوني برميل قبل عام؛ و"هذه الأرقام تتحسن باستمرار".

تراجعت أسعار النفط في العام الماضي. فبعد أن قفز مزيج برنت إلى ما يقرب من 130 دولاراً للبرميل في أعقاب هجوم روسيا على أوكرانيا، هبط في الأشهر الأخيرة مع تباطؤ اقتصادات الصين والولايات المتحدة وأوروبا. ويتم تداوله عند نحو 86.80 دولار للبرميل، مرتفعاً 1% منذ نهاية ديسمبر.

تتوقع العديد من البنوك الأميركية الكبرى، بما في ذلك "غولدمان ساكس"، تخطي النفط مستوى 100 دولار للبرميل في النصف الثاني من العام. مستندين إلى الانتعاش الاقتصادي العالمي المتوقع بحلول ذلك الوقت، وهبوط مخزونات الوقود في دول مثل الولايات المتحدة، واحتمال انخفاض الصادرات الروسية مع تشديد الغرب للعقوبات.

أحد أفراد طاقم الخدمات الأرضية يربط وصلة الوقود بطائرة إيرباص.
أحد أفراد طاقم الخدمات الأرضية يربط وصلة الوقود بطائرة إيرباص. المصدر: بلومبرغ

مخزونات متضائلة

أكد الناصر أن الشركات بحاجة إلى زيادة الاستثمار في إنتاج النفط. مشيراً إلى أن الطاقة الخاملة تبلغ مليوني برميل يومياً، أعلى بقليل من إجمالي الطلب البالغ 100 مليون برميل، ومن الأرجح أن تهبط مع إنهاء الصين الإغلاقات المرتبطة بفيروس كورونا.

أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو السعودية" أن العالم يحتاج إنتاجاً جديداً من 4 إلى 6 ملايين برميل يومياً فقط للتعويض عن التراجع الطبيعي في الحقول الموجودة. مشيراً :"إننا ننتقل إلى وضع تتقلص فيه الطاقة الفائضة، وأن أي اضطراب في الإمدادات سيكون له تأثير كبير".

وقال الناصر: "سنكون في وضع مشابه للغاز الطبيعي" في إشارة إلى صعود أسعار الوقود إلى ما يعادل 250 دولاراً للبرميل بعد الغزو الروسي.

تتوقع الشركة السعودية، التي تديرها الدولة، أن يواصل الطلب على النفط النمو لبقية العقد، حتى مع تزايد شعبية السيارات الكهربائية واستثمار الأموال في الطاقة المتجددة. وأوضح الرئيس التنفيذي: "إنها تعوّض بعض الطلب على النفط. ومع ذلك، سيكون استهلاك الخام بالتأكيد أعلى في 2030".

دفعة البتروكيماويات

قال الناصر إن الاستخدام المتزايد للبتروكيماويات- المواد الأولية لكل شيء من البلاستيك إلى الأسمدة والملابس- أمر إيجابي لـ"أرامكو".

تسعى الشركة إلى تحويل 4 ملايين برميل يومياً من الخام إلى بتروكيماويات بنهاية العقد. وأوضح الناصر أنها تتطلع إلى مزيد من الاستثمارات في المصافي الصينية، ومصانع تحويل السوائل إلى الكيماويات، كجزء من هذه المساعي، وأضاف: "نجري مناقشات جادة مع العديد من الكيانات في الصين".

في العام الماضي، قالت أرامكو وشركة الكيماويات التابعة لها "سابك" إنهما تخططان لبناء مصفاة تبلغ طاقتها 320 ألف برميل يومياً في مدينة جولي الساحلية الصينية.

مفاوضات الهيدروجين

تستثمر أرامكو أيضاً مليارات الدولارات في الهيدروجين، وهو وقود يُنظر إليه على أنه حاسم للانتقال إلى أشكال أنظف من الطاقة. تهدف الشركة السعودية إلى تصدير الهيدروجين الأزرق، الذي يتم صنعه عن طريق تحويل الغاز الطبيعي والتقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث من هذه العملية، على نطاق واسع قرابة 2030.

أوضح الناصر أن المحادثات مع مستوردين محتملين من اليابان وكوريا الجنوبية في تقدم، على الرغم من أنهم ربما يحتاجون إلى الحصول على تأكيدات بالدعم المالي من حكوماتهم قبل توقيع أي عقود توريد. وقال: "هم يعتقدون أنهم سيتمكنون من القيام بذلك في 2023.. سوف نرى".

الناصر أشار إلى أن الهيدروجين الأزرق قد يكلف في نهاية المطاف ما يعادل نحو 250 دولاراً لبرميل النفط، على الرغم من أن "أرامكو" لن تتأكد إلا بعد إجراء المزيد من الأبحاث، وقال: "لن يكون في حدود 80 دولاراً أو 100 دولار للبرميل.. هذا أنظف، سيكلف أكثر".

إنفوغراف: تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر حول العالم

المفاوضات مع الشركات الأوروبية أثبتت أنها أصعب، ويرجع ذلك في الأساس إلى أنها تريد انتظار التقدم التكنولوجي لخفض سعر الهيدروجين الأزرق. وقال الناصر: "من الصعب للغاية الحصول على اتفاقية شراء إنتاج الطاقة خاصة في أوروبا".