مصرفيون ومنظمون يجدون أرضية مشتركة للعملات المشفرة في دافوس

من الممكن ألا يتفق مسؤولو الجهات التنظيمية مع المصرفيين دائماً، لكنَّهم عثروا على أرضية مشتركة في دافوس حول موضوع العملات المشفرة وقطاع الأصول المشفَّرة.

لدى حديثهما أثناء جلسة نقاش حول التحديات التي تتعرض لها المصارف؛ أكد الوزير السنغافوري البارز ثارمان شانموغاراتنام، وعضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي فرانسوا فيليروي دي غالو على الحاجة إلى تنظيم قطاع العملات المشفَّرة، وهو ما أكده رئيس مجلس إدارة مصرف "يو بي إس غروب" كولم كيليهر.

أطلق كيليهر المحادثة حول الأصول المشفَّرة عن طريق التصريح بأنَّ الجهات التنظيمية "لا تولي اهتماماً للأمور المرتبطة بالقطاع غير المصرفي".

الأنشطة غير المصرفية

رد فيليروي: "يكمن التحدي الأكبر حالياً في الأنشطة غير المصرفية"، وأشار إلى نوبات عدم الاستقرار المالي الأخيرة، بما فيها أداء صناديق استثمار أسواق المال، وصناديق استثمار المعاشات التقاعدية بالمملكة المتحدة التي تضررت من الاستثمارات الممولة بالديون، وانهيار شركة "إف تي إكس" التابعة لسام بانكمان فريد.

قال: "لدى جميع هذه المؤسسات سمة واحدة مشتركة؛ وهي ارتباطها بأنشطة غير مصرفية. وفي الوقت الراهن، لا نواكب التطورات. يعد ذلك أشد صعوبة، نظراً لأنَّها ظاهرة جديدة تماماً، ومن المفترض الإسراع بإصدار بعض اللوائح غير المصرفية العاجلة التي تبدأ بقطاع العملات المشفَّرة".

بنك إنجلترا: سوق العملات المشفرة خطيرة جداً إن لم تُنظّم

من جانبه، يرى ثارمان من سنغافورة أنَّ "بعض الأمور جلية تماماً سواء كانت عملات مشفَّرة أو كانت تمويلاً تقليدياً، يتعين عليك مراقبة أشياء مثل غسيل الأموال". لكنَّه ألمح إلى أنَّ تنظيم الأصول المشفَّرة من منظور مصرفي يهدد بإضفاء الشرعية على فئة أصول يعتبر أنَّها "تتسم بطبيعة مضاربة" و"غريبة الأطوار نوعاً ماً "، وقد أثار التعليق ضحك الحاضرين في تجمع دافوس.

عانت سنغافورة، التي برزت كمركز آسيوي معتمد للعملات المشفَّرة عقب ممارسة الصين ضغوطها على القطاع خلال 2021، من تعثر سلسلة شركات تتخذ منها مقراً في نهاية الأمر، بداية من صندوق التحوط "ثري آروز كابيتال" (Three Arrows Capital) إلى مصرفي الأصول المشفَّرة "هودلنوت" (Hodlnaut Pte) و"فولد" (Vauld). أضعف ذلك من إقبال المسؤولين على هذه الفئة من الأصول، وتفرض الجهات التنظيمية قيوداً على وصول المستثمرين الأفراد لعمليات تداول العملات المشفَّرة.

بلوكتشين "من غير الممكن إيقافها"

ردد كيليهر جملة متكررة باتت شائعة وسط المديرين التنفيذيين في المؤسسات المالية التقليدية، وشركات العملات المشفَّرة، حيث أوضح أنَّنا: "نبحث عن إطار تنظيمي يمكّننا من مراعاة احتياجات عملائنا". أشار إلى إقبال بعض عملاء "يو بي إس" على الاستثمار في الرموز المشفَّرة.

أعرب كيليهر عن تفاؤله حيال التكنولوجيا الأساسية "لبلوكتشين"، فقد ذكر أنَّه "من غير الممكن إيقافها"، في حين حذّر من وجود صعوبات حالية للتأكد من الامتثال للقوانين والسياسات المرتبطة بمتطلبات فحص هوية العميل، وقواعد مكافحة غسيل الأموال.

أكدت جين فريزر، الرئيسة التنفيذية لمصرف "سيتي غروب"، أنَّه من المهم التوقف عن مناقشة العملات المشفَّرة على أساس أنَّها أمر "حديث وبراق"، برغم أنَّها "ربما تكون أقل حداثة وأقل بريقاً، والانتقال عوضاً عن ذلك إلى اعتبارات أشد أهمية".

اختتمت: "تعالوا نصب تركيزنا على المشكلات المهمة فعلاً بالنسبة للعالم في الوقت الراهن، وكيف سنتغلب على العواصف التي نتعرض لها في الوقت الحاضر؟".