"جيه بي مورغان": تراجع حاد لاحتمالات ركود الأصول والأسواق

نموذج تداول البنك الأميركي يعكس تراجع فرص انكماش النشاط إلى 50% بدلاً من حتمية الركود

شعار بنك "جيه بي مورغان" على جدار في أحد مكاتب البنك في لندن
شعار بنك "جيه بي مورغان" على جدار في أحد مكاتب البنك في لندن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في أسبوع اتسم بتجدد المخاوف من الركود في "وول ستريت" حتى دافوس؛ قدّر "جيه بي مورغان تشيس آند كو" أنَّ احتمالات تراجع النشاط الاقتصادي المحتسبة في أسعار السوق تراجعت بحدة في الواقع عن مستوياتها العالية في 2022.

وفق نموذج التداول الخاص بالبنك، تعكس حالياً 7 من أصل 9 فئات أصول، من السندات ذات التصنيف الائتماني الاستثماري إلى الأسهم الأوروبية، احتمالاً يقل عن 50% لوقوع الركود، ونجد في ذلك تحولاً كبيراً عن أكتوبر عندما كان انكماش النشاط الاقتصادي يُرى عبر الأسواق.

لكنَّ مديري الأموال حول العالم بعيدون كل البعد عن التفاؤل بشأن المسار الاقتصادي في ظل إعطاء مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" احتمالاً نسبته 73% لحدوث ركود، وفي ذلك انخفاض عن نسبة 98% العام الماضي، وتوافق مع زيادة الرهانات على هبوط سلس، مما أشعل موجة صعود أوائل العام الجديد.

أسباب تدعو للتفاؤل

بعد أسوأ عام لـ"وول ستريت" منذ الأزمة المالية العالمية، وجد المديرون التنفيذيون في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي عدة أسباب تدعو للأمل في فتور التضخم وإعادة فتح الصين.

"أرامكو" واثقة من ارتفاع الطلب على النفط مدفوعاً بانتعاش الصين والطيران

قال نيكولاوس بانغيرتز أوغلو، الاستراتيجي في "جيه بي مورغان": "أغلب فئات الأصول كانت تتخلص بشكل مطرد من مخاطر الركود بفضل إعادة فتح الصين، وانهيار أسعار الغاز في أوروبا، والتراجع الأكبر من المتوقَّع للتضخم في الولايات المتحدة.. تتوقَّع السوق احتمال تحقّق ركود أضعف بكثير عما تصورت في أكتوبر".

حذّر زميل بانغيرتز أوغلو، ماركو كولانوفيتش، من أنَّ المستثمرين ربما لا يقدّرون بالقدر الكافي تأثير تباطؤ النمو على الأسهم في الأشهر المقبلة، وفي نفس الوقت يجد المتشائمون ذخيرة متجددة في ضعف بيانات إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة وكذلك صعود السندات، بينما يحذر مسؤولو الفيدرالي من أنَّ الفائدة ستبقى في نطاق ضيق.

إيقاع صعودي للأسواق الأوروبية

لكنْ بفضل الصعود البطيء المسجل مؤخراً، شهدت سوق الائتمان الأميركي مرتفع العائد إعادة التسعير الأكثر حدة، إذ انخفضت احتمالات الركود إلى 18% من 33%، كذلك، تحوّلت الأسواق الأوروبية فجأة لإيقاع متفائل، ويعكس مؤشر "يوروستوكس" احتمال ركود نسبته 26% فقط، بانخفاض من 93%.

تقوم مقاييس "جيه بي مورغان" على المقارنة بين مستويات الذروة قبل الركود لفئات الأصول المختلفة ومستويات القاع خلال انكماش اقتصادي.

لاغارد: التضخم ما زال مرتفعاً للغاية وسنواصل رفع الفائدة

الاقتصاديون ليسوا متفائلين أيضاً، فقد قفز الإجماع في توقُّعاتهم إلى 65% من 50% في أكتوبر. في الوقت نفسه؛ فإنَّ إشارة الركود المفضلة في سوق السندات، وهي منحنى عائد سندات الخزانة، تواصل الوميض بتحذيرات، فعلى سبيل المثال، يزيد العائد على الأذون لأجل 3 أشهر على نظيره للسندات لأجل 10 سنوات، مما يشير إلى أنَّ المستثمرين يراهنون على مسار أبطأ للنمو.

التعافي عبر فئات الأصول

مع ذلك؛ يراهن بعضهم على أنَّ البنوك المركزية ستتمكّن من إدارة هبوط سلس بعد كل شيء، مما قاد إلى التعافي في الأسابيع الماضية عبر الأصول عالية المخاطر بدءاً من الأسواق الناشئة والسندات دون التصنيف الاستثماري وأسهم الميم.

"سامرز" يحذّر من تكرار أزمة السبعينيات إذا تساهلت البنوك المركزية مع التضخم

قال ماكس كيتنر، الاستراتيجي في "إتش إس بي سي"، في مقابلة مع "بلومبرغ": "لا أقول إنَّ النمو سيرتفع بحدة، لكنَّ الشيء الوحيد الذي سأقوله يتمثل في أنَّ النمو لن يقدّم استعراضاً مرعباً، هناك ببساطة نقصٌ في العوامل المسببة للهبوط، ونقصٌ في المفاجآت المسببة للركود، وبالتالي؛ فإنَّ الطريق الوحيد هو طريق الصعود".