"مايكروسوفت" تفتتح موسم الأرباح الأضعف للتكنولوجيا منذ 2016

شركات القطاع تعمل على تقليص التكاليف مع تراجع الطلب جراء تباطؤ الاقتصاد

متداول ببورصة نيويورك للأوراق المالية في نيويورك بالولايات المتحدة
متداول ببورصة نيويورك للأوراق المالية في نيويورك بالولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المنتظر أن تواجه أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية عقبتها التالية عندما ينطلق موسم الإعلان عن أرباح القطاع الأكثر تأثيراً على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأسبوع الجاري حين تبدأ الأرباح في الاختفاء.

مؤشر "ناسداك 100" الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا سيمر بتوقيت هام وسط ضبابية قلصت بالفعل المكاسب التي جناها بداية العام الجاري، ما يبرز وجود مخاطر مستقبلية. لحقت شركة "مايكروسوفت"، التي ستنشر تقارير الأرباح الخاصة بها الثلاثاء، بشركة "أمازون"، إذ قامت بتخفيض للعمالة شمل آلاف الوظائف الأسبوع الماضي مع تراجع المبيعات. تبعتهما شركة "ألفابت"، وهي الشركة الأم لشركة "غوغل"، في وضع خططها الخاصة بتخفيض العمالة.

قلصت "وول ستريت" تقديراتها للأرباح الخاصة بقطاع التكنولوجيا، ومن المتوقع أن تسجل أرباح شركات القطاع المدرجة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أكبر تراجع خلال الربع الأخير من العام المنصرم، حسب بيانات جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس" عن تقديرات المحللين. رغم ذلك فإن الخطر أمام المستثمرين، يكمن في استمرار تفاؤل المحللين بدرجة كبيرة، في ظل تدهور الطلب على منتجات القطاع جراء تباطؤ النمو الاقتصادي.

الركود الاقتصادي

أوضح مايكل كاسبر، وهو محلل استراتيجي مختص بالأسهم لدى "بلومبرغ إنتلجينس": "يأتي القطاع بدرجة كبيرة في مقدمة انكماش إجمالي الأرباح الذي نراه بمؤشر (ستاندرد آند بورز)، ورغم وجود كثير من التوقعات فإنه بناءً على ما إذا كان هذا الركود قد حدث فعلاً وإلى أي مدى سيكون سيئاً، فما زال يوجد قَطْعاً بعض مخاطر وجود مراجعة بالسالب لنتائج القطاع",

من المقرر أن تعلن أيضاً شركات من بينها "تكساس إنسترومنتس" و"لام ريسيرش" و"إنتل" تقاريرها الأسبوع المقبل. وستنشر شركتا "أبل" و"ألفابت" وغيرهما من الشركات العملاقة نتائجها خلال الأسبوع الذي يليه. تحظى هذه المجموعة من الشركات بتأثير بالغ في مسار السوق عموماً، إذ تشكل شركات تكنولوجيا المعلومات ما يفوق 25% من القيمة السوقية لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500".

ربحية الشركات.. أبرز المخاطر أمام أسهم التكنولوجيا الأميركية

توضح بيانات جمعتها "بلومبرغ إنتلجينس" أنه من المنتظر أن تهبط الأرباح خلال الربع الأخير من السنة المنصرمة لشركات التكنولوجيا المدرجة بالمؤشر 9.2% بالمقارنة مع ذات الفترة من السنة السابقة، ما يُعَدّ أكبر تراجع منذ 2016. كان من الملاحظ تدهور ثقة المستثمرين على نحو سريع، إذ كانت الأرباح ثابتة تقريباً قبل 3 أشهُر.

بدأ نمو إيرادات هذه الشركات يضعف بالمقارنة مع العامين الماضيين حين أدى وباء كورونا وعمليات الإغلاق اللاحقة إلى مبيعات قوية بكل خدمات القطاع من الرقمية وصولاً إلى أجهزة الكمبيوتر الشخصية ومكونات تشغيلها. ارتفاع تكاليف التشغيل يعمل أيضاً على تقليص معدلات الأرباح.

مخاوف التقييمات

رغم ذلك فإن الهواجس تتمثل في أن التقييمات السعرية ما زالت بعيدة عن أن تصبح زهيدة رغم انخفاضها السنة الماضية 33% بمؤشر "ناسداك 100". جرى تقييم المؤشر بمضاعف ربحية 21 مرة تقريباً بالنسبة إلى الأرباح المتوقعة خلال الأشهر الـ12 المقبلة، بالمقارنة مع متوسط 20.5 مرة سجله العقد الماضي، كما أن حدوث تخفيضات أكثر في التوقعات سيجعلها تبدو أعلى تكلفة. بلغ المضاعف الربحي أدنى مستويات عند 17.7 مرة خلال 2020 و11.3 مرة في 2011، على إثر الركود الاقتصادي المنتهي خلال 2009.

رئيس "مايكروسوفت": شركات التكنولوجيا تحتاج إلى الكفاءة

يرى سمير باسين، رئيس شركة "فاليو بوينت كابيتال" (Value Point Capital)، أن غالبية الأنباء السيئة انعكست بالفعل على الأسعار. يتوقع باسين تراجعاً أكبر لتقديرات أرباح الربع الأول من العام الجاري، لكنه يقول إنّ بعضاً من هذه التخوفات مُبالَغ فيه.

تابع: "لا تعاني شركات التكنولوجيا من مشكلة تتعلق بالطلب في القطاع"، بل تعاني بدرجة أكبر من كيفية البناء على الأداء الكبير الذي تحقق في أثناء فترة وباء كورونا. وقال إنّ لدى المستثمرين المترددين أموالاً تنتظر إعادة ضخها بالقطاع.

نمو الأرباح

يتوقع محللون أن تعود أرباح شركات التكنولوجيا للنمو خلال النصف الثاني من السنة الحالية حسب بيانات جمعتها "بلومبرغ إنتلجيس". سيجعل ذلك توقعات المديرين التنفيذيين للسنة كاملة تحظى بأهمية أكثر للأسهم.

في ظل نشر تقارير الأرباح بغضون الأسابيع القليلة المقبلة، سيكون هناك مخاطر كثيرة يتوجب على المستثمرين رصدها.

معاناة ما بعد الوباء.. شركات التكنولوجيا تسرع وتيرة تسريح الموظفين

يرى نيك غيتاز، وهو مدير محفظة أصول بصندوق "فرانكلين رايزينغ ديفيندز فاند" (Franklin Rising Dividends Fund)، أنه من بين هذه المخاطر وجود احتمال أن تُثبت معدلات التضخم أنها أشد صلابة مقارنة بتوقعات كثيرين، علاوة على تأثير أسعار الفائدة العالية على معدلات الأرباح.

أضاف: "تمرّ السياسة النقدية بفترة فاصلة قبل حدوث تغيرات ملموسة، وعلى الأرجح سنستمر على هذه الحال، ولم يُشاهَد أثر ذلك في الأرباح، الذي كان من المنتظر أن يحدث جراء ارتفاعات أسعار الفائدة".