شهدت "وول ستريت" نوعاً من الإرهاق بعد صعود قوي للأسهم، وسط تفحص المستثمرين الدفعة الأولى من نتائج الأعمال بحثاً عن علامات تشير إلى الآفاق المستقبلية للشركات الأميركية وسط تصاعد مخاوف الركود الاقتصادي.
في نهاية جلسة التداول؛ قفز صندوق مؤشرات "َQQQ" المتداول، الذي تبلغ قيمته 151 مليار دولار ويتتبع مؤشر "ناسداك 100"، بعد أن تجاوزت أرباح شركة "مايكروسوفت" تقديرات المحللين.
شركة "تكساس إنسترامينتس" (Texas Instruments)، وهي واحدة من شركات صناعة الرقائق الإلكترونية الكبرى في العالم؛ عانت من أول تدهور في مبيعاتها منذ عام 2020، وأعلنت توقُّعات فاترة عن أدائها لربع السنة الحالي بسبب تدهور الأداء على مستوى القطاع.
مع اقتراب موسم إعلان أرباح شركات التكنولوجيا؛ أعلنت شركات قليلة تعد مؤشراً على أداء القطاع عن أرقامها.
يدفع هذا المزيج من أرباح الشركات التي جاءت مختلطة وبيانات الأداء الاقتصادي المستثمرين إلى التردد في الإقبال على المخاطرة، خاصة بعد صعود الأسهم إلى مستوى دفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى الارتفاع بما يزيد على 10% عن مستواه المنخفض في منتصف أكتوبر الماضي.
وانكمش نشاط قطاع الأعمال في الولايات المتحدة للشهر السابع على التوالي، حتى لو كان بوتيرة أكثر اعتدالاً، بينما تماسك المؤشر على أسعار مدخلات الإنتاج في إشارة إلى ضغوط تضخمية عالقة.
نشاط الأعمال في الولايات المتحدة ينكمش للشهر السابع
كتب كيني بولكاري، محلل أسواق أول في شركة "سليتستون ويلث" (Slatestone Wealth): "عليك أن تسأل: هل رفع المستثمرون أسعار الأسهم إلى مستويات لا يستطيع أن يدعمها ما نحن على وشك سماعه؟"
يحذر جيرمي غرانتام، المؤسس المشارك وخبير الاستثمار في شركة "جي إم أو" (GMO) من أنَّ احتمال ظهور الفقاعة في أسهم الولايات المتحدة أبعد ما يكون عن التلاشي، ولا ينبغي أن يبالغ المستثمرون في حماسهم بسبب قوة أداء السوق في بداية العام.
أضاف غرانتام: "نطاق المشكلات التي تواجه السوق أكبر من المعتاد – ربما هو أكبر مما شهدته في حياتي".
تواجه البداية القوية للعام بالنسبة لأسهم التكنولوجيا عقبتين فنيتين:
صعود "ناسداك 100" الأخير دفع المؤشر إلى قرب مستوى 23.6% من مستويات تصحيح فيبوناتشي عن أعلى رقم قياسي سجله في 2021 وأدنى مستوى له في سبتمبر. ومثَّل هذا المستوى نقطة مقاومة ثلاث مرات في نهاية العام الماضي، مع ضعف موجات الصعود فوقه مباشرة في كل مرة. وفي حال نجح في تجاوز هذا المستوى؛ فإنَّه يواجه اختباراً بعد ذلك لمتوسطه المتحرك لمدة 200 يوم، وهو خط لم يستطع تجاوزه في عام تقريباً.
قالت بورصة نيويورك إنَّ بعض التعاملات سوف تعتبر "باطلة وملغاة" بعد رصد مشكلة في "النظام" نتجت عندما بدأت مجموعة من الأوراق المالية التداول من دون سعر افتتاحي عبر المزاد.
أضافت البورصة إنَّ هذه التعاملات ستُراجع بوصفها "خاطئة بوضوح"، وفقاً لقواعد بورصة نيويورك لتداول الأوراق المالية. وينطبق ذلك على التعاملات في بعض الأوراق المالية التي لم يجرِ عليها المزاد الافتتاحي، والتي تمت بعد جرس الساعة 9:30 صباحاً، وقبل وضع مستويات سعرية محددة، وتم تنفيذها بأسعار بعيدة جداً عن السعر المرجعي، بحسب تصريحات "بورصة نيويورك" في بيان محدث على موقعها على الإنترنت.
وفي حين يتبقى سوى أسبوع واحد على اجتماع قرار السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في أول فبراير القادم؛ يتصور المتعاملون في سوق الخيارات سيناريو ينتهي فيه رفع سعر الفائدة المتوقَّع إلى أن يكون هو القرار الأخير برفع الفائدة في هذه الدورة من التقشف.
تراهن أسواق عقود المبادلة على زيادة بسعر الفائدة بحوالي 48 نقطة أساس موزعة على اجتماعي السياسة النقدية القادمين. ومعنى ذلك وجود احتمال ضئيل – بنحو 8% تقريباً – بأنَّ الاحتياطي الفيدرالي إذا رفع الفائدة المعيارية بمقدار ربع نقطة مئوية في الأسبوع القادم؛ فقد يكون ذلك آخر إجراء للبنك المركزي في دورة تقشفية شهدت أعنف إجراءات ضد التضخم منذ عدة عقود.