الأسهم الأميركية ترتفع رغم الأرقام المختلطة للنمو الاقتصادي

متداولون يعملون داخل مقر بورصة نيويورك في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة
متداولون يعملون داخل مقر بورصة نيويورك في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ساعدت شركات التكنولوجيا العملاقة في انتعاش سوق الأسهم، مما أدى إلى تلطيف تأثير البيانات التي تشير إلى استمرار مخاطر الركود الاقتصادي هذا العام برغم أنَّ مجلس الاحتياطي الفيدرالي ما زالت أمامه فرصة لتحقيق الهبوط السلس.

بعد معاناة البحث عن وجهة، أغلق مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" عند أعلى مستوى منذ أوائل ديسمبر. وكان على "وول ستريت" أن تتعامل مع دفعة من نتائج أعمال الشركات.

أسهم "تسلا" قادت الزيادة في مؤشر "ناسداك 100" بعد أن أعلن إيلون ماسك أنَّ بإمكان شركة صناعة السيارات إنتاج مليوني سيارة في عام 2023.

"تسلا" تسعى إلى زيادة الإنتاج مع تجاوز أرباحها تقديرات السوق

في الوقت نفسه، هبطت أسهم شركة "إنترناشيونال بيزنيس ماشينز" (IBM) بسبب ضعف أرقام التدفقات النقدية.

حقق إجمالي الناتج المحلي بالولايات المتحدة نمواً بوتيرة أعلى مما يُتوقَّع مع نهاية عام 2022، لكن ظهرت علامات على تباطؤ الطلب الأساسي مع تهديد النمو الاقتصادي بسبب أسرع معدلات زيادة في أسعار الفائدة منذ عقود.

الاحتياطي الفيدرالي ينتظر أن يرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع القادم وسط رهانات على أنَّ البنك المركزي يقترب من نهاية دورة التقشف النقدي. لكنَّ مسؤولي البنك يشيرون إلى أنَّ أسعار الفائدة ستظل مرتفعة خلال ما تبقى من العام الحالي.

في عين العاصفة

الاقتصاد ما زال قوياً جداً في مواجهة رفع أسعار الفائدة، لكنَّ الكثير من المخاطر تنتظره مستقبلاً، لذلك "لن نتعجل في الإشارة إلى زوال جميع المخاطر" كما قال كريس زاكاريللي في شركة "إندبندنت أدفايزر أليانس" (Independent Advisor Alliance).

أضاف رئيس الشركة لشؤون الاستثمار: "برغم ذلك؛ فإنَّ صعود الأسهم في هذا العام أمر مدهش ولا ينبغي تجاهله. ولسوء الحظ؛ ربما يحبط الاحتياطي الفيدرالي السوق مرة أخرى، وفي وقت قريب في الأسبوع القادم، ولذا ينبغي أن نستعد لتقلب الأسعار، فربما ما نزال في عين العاصفة، ولم نخرج تماماً بعد من منطقة الخطر".

الاقتصاد الأميركي ينمو 2.9% في الربع الأخير متجاوزاً التوقعات

فريق من بنك "دويتشه بنك" بقيادة بنكي تشادا ما يزال يرى أنَّ مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" يستطيع أن يرتفع إلى 4500 نقطة بحلول نهاية الربع الأول من العام، صاعداً بنسبة 12% عن مستوى إغلاق يوم الأربعاء، قبل أن يتدهور وسط انكماش الاقتصاد. يتجه المؤشر المعياري حالياً إلى تسجيل أفضل أداء له في شهر يناير منذ عام 2019.

برغم ذلك، يبدو أنَّ العديد من المستثمرين لا يقبلون على ملاحقة موجة الصعود.

قرابة 35% ممن شاركوا في مسح أجراه "جيه بي مورغان تشيز" مؤخراً قالوا إنَّهم يعتزمون زيادة حيازتهم من الأسهم في الأسابيع المقبلة، بزيادة ضئيلة فقط عن نسبة 33% في المسح الذي أجري في شهر نوفمبر الماضي، التي تعد في أدنى مستوى لها على الإطلاق.

قد يرغب المستثمرون الذين يشعرون بالقلق إزاء معدل نمو الربحية بالاستعداد لفترة طويلة من المعاناة هذا العام، علماً أنَّ رياحاً معاكسة عنيدة أمام حركة الأسهم نتيجة لذلك.

كما تواصل تقديرات المحللين لأرباح عام 2023 هبوطها مع ظهور مراجعة سلبية في مناطق ومجالات رئيسية، وفقاً لبحث صادر عن "بلومبرغ إنتيليجنس"؛ من إعداد جينا مارتين آدمز و جيليان وولف.

مثال ذلك يتمثل في أنَّ المحللين الذين يوصون بالبيع في الولايات المتحدة خفّضوا توقُّعاتهم بما يتجاوز النصف منذ سبتمبر، بينما تدهورت التوقُّعات المستقبلية بالنسبة للأسواق الناشئة بنسبة أكبر.

أهم أخبار الشركات

- توقَّعت مجموعة "أميركان إيرلاينز" أن تتجاوز أرباحها هذا العام تقديرات السوق بعد بداية ضعيفة، نتيجة انتظام معدلات الطلب على السفر جواً الذي يحافظ على استمرار انتعاش القطاع في 2023.

- تدهور عمليات شركة "ساوث ويست إيرلاينز" في الشهر الماضي سيؤدي إلى تحقيق خسائر في الربع الأول من العام.

- حذّرت شركة "ماستركارد" من تباطؤ نمو الإيرادات بمعدلات أسرع مما يُتوقَّع في ربع السنة الحالي، مثيرة بعض المخاوف من أن يكون التضخم قد أضعف إنفاق المستهلكين.

- تجاوزت شركة "كومكاست كورب" تقديرات الربحية في "وول ستريت" في الربع الأخير من العام برغم استمرارها في خسارة عملائها في نشاطي الإنترنت فائق السرعة والتلفزيون الكابلي.

في الوقت نفسه، أكد مزاد سندات الخزانة لأجل سبع سنوات يوم الخميس أنَّ شهر يناير سيكون واحداً من أفضل الشهور على الإطلاق في مزادات ديون الحكومة الأميركية.

يعكس الطلب المرتفع رهان المستثمرين على اقتراب الاحتياطي الفيدرالي من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة مع تراجع معدل التضخم عن ذروته.

على صعيد آخر، واصلت عقود الغاز الطبيعي المستقبلية بالولايات المتحدة خسائرها دون 3 دولارات وسط طقس الشتاء المعتدل الذي ساعد على إطلاق أعنف موجة بيعية في أسواق السلع الأولية بالبلاد.

بعض التحركات الرئيسية في الأسوق:

الأسهم

  • مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" ارتفع بنسبة 1.1% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
  • قفز مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2%.
  • ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.6%.
  • سجل مؤشر "ستوكس 600" للأسهم الأوروبية ارتفاعاً بنسبة 0.4%.
  • صعد مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية بنسبة 0.9%.

العملات

  • مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" لم يشهد تغييراً يُذكر.
  • تراجع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.0891 دولار.
  • لم يتغير سعر الجنيه الإسترليني عن مستوى 1.2412 دولار.
  • انخفض الين الياباني بنسبة 0.5% إلى 130.23 ين للدولار.

العملات المشفرة

  • هبطت "بتكوين" بنسبة 2.1% إلى 23112.34 دولار.
  • انخفضت "إيثر" بنسبة 0.6% إلى 1608.75 دولار.

السندات

  • عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ارتفع 5 نقاط أساس مسجلاً 3.49%.
  • عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات صعد 6 نقاط أساس إلى 2.22%.
  • تراجع العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات بواقع 7 نقاط أساس إلى 3.32%.

السلع

  • ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.2% إلى 81.10 دولار للبرميل.
  • تراجعت عقود الذهب المستقبلية بنسبة 0.6% إلى 1946.90 دولار للأونصة.

الأميركيتان