رئيس وزراء ماليزيا يطالب "غولدمان ساكس" بدفع تسوية الصندوق السيادي

فضيحة "1 إم دي بي" تُعتبر أكبر قضية رشوة أجنبية في تاريخ إنفاذ القانون الأميركي

أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا يتحدث خلال مقابلة في سنغافورة.
أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا يتحدث خلال مقابلة في سنغافورة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

طالب رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم بنك "غولدمان ساكس" باحترام تسويته مع الحكومة بشأن ضلوعه في فضيحة "1 إم دي بي" (1MDB )، قائلاً إن البنك، الذي يقع مقره في "وول ستريت"، يجب ألا يستخدم قوته المالية لإملاء الشروط.

صرّح أنور لمذيعة تلفزيون "بلومبرغ" هاسليندا أمين في أول مقابلة يجريها مع إحدى وسائل الإعلام الدولية منذ أن أصبح رئيساً للوزراء، بأن سوء استخدام صندوق الدولة السيادي حدث بسبب "تواطؤ" مؤسسات مثل "غولدمان ساكس".

فضيحة بمليارات

أضاف أنور، اليوم الإثنين، في سنغافورة: "مناشدتي الوحيدة لهم هي تسوية هذه الصفقة مع ماليزيا لأن (1 إم دي بي) معروف في جميع أنحاء العالم... تفاصيل التسوية موجودة في وثائقهم، وأعتقد أنه يجب على (غولدمان ساكس) أن يقر بخطئه، وأن يتعامل مع ماليزيا".

رئيس الوزراء الماليزي يراجع مشاريع مليارية أقرها سلفه

أصبح صندوق التنمية الحكومي "1 إم دي بي" مركز فضيحة بمليارات الدولارات نتج عنها إجراء تحقيقات في آسيا، والولايات المتحدة، وأوروبا. اعترف بنك "غولدمان ساكس" في عام 2020 بدوره في أكبر قضية رشوة أجنبية في تاريخ إنفاذ القانون الأميركي، ووصل إلى عدة تسويات دولية بمليارات الدولارات لإنهاء التحقيقات في قيامه بجمع الأموال لصالح "1 إم دي بي".

في 2018، حولت الحكومة الماليزية انتباهها إلى "غولدمان ساكس" بسبب عمله الذي جمع خلاله 6.5 مليار دولار في 2012، و2013 لصالح "1 إم دي بي"، المعروف رسمياً باسم "1 ماليزيا ديفلوبمنت بيرهاد". وفقاً للمدعين الفيدراليين الأميركيين، تم تخصيص السندات لإعادة التطوير، لكن تم تحويل كل الأموال باستثناء ملياري دولار لدفع الرشاوى إلى المسؤولين الحكوميين.

أمضت السلطات سنوات في تعقب الأموال التي يُزعم أنها تدفقت من "1 إم دي بي" إلى القطع الفنية الفاخرة، والعقارات، واليخوت الضخمة. ومن المفارقة، أنها تدفقت أيضاً إلى فيلم هوليوود الشهير "ذا وولف أوف وول ستريت" (The Wolf of Wall Street)، الذي يسرد حقبة سابقة من الجرائم المالية.

تفاصيل التسوية

طالبت التسوية التي أُعلن عنها في يوليو 2020، بنك "غولدمان ساكس" بدفع 2.5 مليار دولار مع ضمان إعادة 1.4 مليار دولار من أصول "1 إم دي بي" التي استولت عليها السلطات في جميع أنحاء العالم، مقابل إسقاط ماليزيا التهم ضد البنك.

رئيس الوزراء: ماليزيا ستراعي ارتفاع مستوى الديون بموازنة 2023

وفقاً للبنك، يجب أيضاً أن يقوم "غولدمان ساكس" بسداد دفعة مؤقتة لمرة واحدة قدرها 250 مليون دولار إذا لم تتلق ماليزيا ما لا يقل عن 500 مليون دولار من الأصول، والعائدات بحلول أغسطس 2022. مع ذلك، قال "غولدمان" في تقرير العام الماضي، إن الطرفان يختلفان حول ما إذا كانت الحكومة قد تلقت 500 مليون دولار من العائدات بحلول الموعد النهائي في أغسطس.

تبادل الاتهامات

اتهم البنك أيضاً في التقرير ماليزيا بأنها "خفضت من جانب واحد" قيمة أحد الأصول بمقدار 80 مليون دولار، بينما رفضت إدراج أصول إضافية كبيرة في عملية حساب الأصول، والعائدات المُستردة.

رداً على مزاعم "غولدمان"، قال أنور: "في ظل صفقة عادلة، من المفترض أن نحصل على مبلغ أكثر من ذلك بكثير، وهو ما أعتزم معالجته إذا لم تتم تسوية هذه الأمور بشكل ودي... هذه ليست نيتي– إنني جديد على اللعبة فحسب... أريد فقط تصفية الحسابات القديمة، بمعنى الالتزامات القديمة التي قطعناها على أنفسنا... يجب أن نمضي قدماً".

"غولدمان" ينقل مصرفيين أكثر إلى دبي لجذب ثروات الشرق الأوسط

طلبت "بلومبرغ" الحصول على تعليق، لكن المتحدث باسم "غولدمان ساكس" أحالها إلى التقرير المالي الفصلي للبنك.

عند إصدار التقرير، قال "غولدمان ساكس" إنه لدى الأطراف فرصة لمدة ثلاثة أشهر لمحاولة حل النزاع. وإنه سيتم تسوية الأمر عن طريق التحكيم في حالة عدم التوصل إلى حل.

وتابع رئيس الوزراء الماليزي: "إذا جاؤوا وضغطوا علينا في هذا الأمر، فلن يكون لدي خيار لأن لدي تفويضاً من شعبي، والناس يكافحون من أجل العيش، بينما لدينا مئات المليارات من الأرباح، والهدر، لا يمكنك التهرّب عبر تجاهل المسؤولية الأخلاقية، والمالية".