هبطت الأسهم الأميركية يوم الإثنين مع اتخاذ المستثمرين موقفاً حذراً على مشارف أسبوع مفعم بالأحداث التي تشمل قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة بالإضافة إلى إعلان مجموعة شركات التكنولوجيا نتائج الأعمال.
مؤشر "ناسداك 100" شهد أسوأ أيامه منذ 22 ديسمبر، بينما تدهور مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بأكبر نسبة منذ 18 يناير.
هبوط أسهم "أبل" و "مايكروسوفت" أثّر سلباً على كل من المؤشرين، بينما ينتظر المستثمرون إعلان الأرباح من شركات بينها "ألفابت" و"ميتا بلاتفورمز" هذا الأسبوع.
انخفضت أسعار سندات الخزانة، وقفزت العوائد على امتداد المنحنى. فارتفع العائد على سندات الخزانة المعيارية لأجل 10 سنوات إلى نحو 3.55% بعد أن أنهى الأسبوع الماضي عند حوالي 3.50%.
ارتفع مؤشر على أسعار الدولار. وانخفض البترول، مع تدهور عقود خام غرب تكساس الوسيط دون مستوى 78 دولاراً للبرميل بسبب انتظار المتعاملين ظهور علامات على مسار الاحتياطي الفيدرالي في الفترة المقبلة.
"ستاندرد تشارترد" يحذر من التفاؤل المفرط بوضع اقتصادي مثالي
توقعات واسعة تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، ما يعني إبطاء وتيرة الزيادة للمرة الثانية على التوالي.
غير أن المتعاملين سوف يتطلعون إلى استشراف النبرة التي سيستخدمها المسؤولون في الاجتماعات اللاحقة.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يواصل الضغط في مواجهة المتعاملين الذين يخمنون تخفيض أسعار الفائدة في وقت متأخر من السنة الحالية، مؤكداً أنه لن يتزحزح حتى يتراجع التضخم بنسبة معقولة.
كيف تتصدى البنوك المركزية للتضخم عبر الحد من زيادة الأجور؟
ارتفعت أسعار الأسهم في يناير رغم ذلك، مع تجاهل المستثمرين فيما يبدو لتحذيرات باول بأن أسعار الفائدة "ستظل مرتفعة لفترة طويلة".
في مذكرة بحثية، كتب فريق من بنك "مورغان ستانلي" يقودهم مايكل ويلسون: "يبدو أن المستثمرين ينسون القاعدة الأساسية التي تقول بعدم مجابهة الاحتياطي الفيدرالي. وربما سيكون هذا الأسبوع تذكيراً لهم".
المستثمرون الذين دعموا صعود الأسهم في شهر يناير سوف يخيب أملهم إذا وقفوا موقف التحدي المباشر مع الاحتياطي الفيدرالي، بحسب المحللين.
كريستن بيترلي من شركة "سيتي غلوبال ويلث" (Citi Global Wealth) رددت نفس المعنى قائلة إن صعود الأسهم في شهر يناير كان صعوداً فنياً لأن قوته الدافعة هي الأسهم التي خسرت وتأخرت في عام 2022.
المتعاملون ينتظرون أيضاً تقرير التوظيف في الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع. ويستهدف الاحتياطي الفيدرالي بصورة رئيسية زيادة المعروض من الأيدي العاملة.
يحلل المستثمرون أيضاً مجموعة من تقارير ربحية الشركات، مع تدفق مزيد منها على مدى الأسبوع. وتثير بعض العلامات على ضغوط الربحية قلقاً بشأن حالة الاقتصاد وتوقعات الأسهم المستقبلية.
كتب بن جيفري وإيان لينغن من شركة "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets): "لن يتعلق الأسبوع المقبل فقط بقرارات الاحتياطي الفيدرالي، ذلك أن تقرير التوظيف الذي سيصدر يوم الجمعة سيوضح مدى قوة سوق العمل في بداية السنة الجديدة".
البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا ينتظر أن يرفعا أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية عند صدور قراريهما بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي بيوم واحد.