ازدهار الطلب على خدمات توصيل الطعام يضاعف تراكم النفايات

أحد عمال توصيل الطلبات إلى المنازل
أحد عمال توصيل الطلبات إلى المنازل تصوير: كوستفوتو/ Getty Images
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تلقَّى عمال خدمات التوصيل الكثير من الثناء، واعتبروا أبطالاً لمساهمتهم في إمداد الأشخاص العالقين في منازلهم بالغذاء في خضم جائحة كورونا. إلا أنَّ لهذه الخدمة جانباً سلبياً يتمثَّل بتراكم هائل للنفايات.

وفي الصين، التي تعدُّ أكبر سوق لخدمات توصيل الطعام عبر الانترنت، لبَّى موقع Meituan العملاق لخدمات التوصيل 40 مليوناً من طلبات توصيل وجبات الطعام خلال يوم واحد في شهر أغسطس.

نمو كبير لسوق توصيل الطعام

وارتفع حجم قطاع خدمات توصيل الطعام في الصين ليصل اليوم إلى 51.5 مليار دولار بحسب باحثين في جامعة أوتاغو في نيوزيلندا. مع العلم أنَّه عند إنشاء موقع "Meituan" في عام 2013، قدَّرت شركة الاستشارات الصينية

"iiMedia Research" قيمة سوق خدمات التوصيل بـ50.2 مليار يوان فقط (7.63 مليار دولار).

ويقول الباحثون، إنَّ كمية النفايات الناتجة عن أغلفة الطعام ارتفعت من 0.2 مليون طنٍّ متري في عام 2015 إلى 1.5 مليون طنٍّ متري في عام 2017.

وفي الولايات المتحدة، تشكِّل المنتوجات الغذائية ومواد تغليفها 45% من إجمالي المواد في مكبَّات النفايات، بحسب وكالة حماية البيئة. أما في الهند، فتشير التقارير الإعلامية المحلية إلى أنَّ السكان رموا 235 مليون مستوعب من الطعام في عام 2018. وفي أوروبا، قدَّر الباحثون من جامعة مانشستر أنَّ أكثر من ملياري غلاف طعام يرمى في النفايات سنوياً.

نفايات بلاستيكية

وتشكِّل مادة البلاستيك الجزء الأكبر من النفايات، إذ نادراً ما يتمُّ إعادة تدويرها، بغض النظر عن المستوعب الذي ترمى فيه، إلا أنَّ النفايات الصلبة ليست المشكلة الوحيدة الناجمة عن خدمات التوصيل.

ففي الصين، استهلكت الدراجات المستخدمة في توصيل الطعام ما يقارب 20 ألف بطارية في عام 2016، وحوالي 17 ألف منها مصنوعة من حمض الرصاص، وهي مادة آكلة تلحق الضرر بالمواد الأخرى التي تحتك بها، بحسب دراسة صادرة عن جامعة برنو للتقنية في جمهورية التشيك، وجامعة التقنية "Teknologi" في ماليزيا.

ويقول الباحثون في نيوزيلندا، إنَّه في السنة عينها، كانت الدراجات المستعملة في خدمات التوصيل في الصين، بالإضافة إلى مستوعبات الطعام مسؤولة عن إنتاج 73.9 جيغا طنّ من ثاني أكسيد الكربون في الجو.