الأجانب يقتنصون أسهماً صينية في يناير تفوق ما تحقق في 2022

إنهاء بكين لسياسة "صفر كوفيد" عزز المعنويات تجاه تألق الأسهم الصينية المرتقب في العام الجاري

مارة يسيرون في شارع بشنغهاي، وخلفهم شاشة تعرض أسعار العقود الآجلة للقمح الأميركي، شنغهاي، الصين
مارة يسيرون في شارع بشنغهاي، وخلفهم شاشة تعرض أسعار العقود الآجلة للقمح الأميركي، شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عاد الأجانب إلى سوق الأسهم الصينية بقوة تفوق التوقعات، حيث اقتنصوا خلال يناير وحده أسهماً تزيد عن ما تم تنفيذه خلال عام 2022 بأكمله.

أضافت الصناديق الأجنبية ما مجموعه 141.2 مليار يوان (20.9 مليار دولار) من الأسهم المدرجة في شنغهاي، وشنغن من خلال روابط تجارية مع هونغ كونغ الشهر الجاري، رغم فترة توقف التداول بسبب العطلة التي امتدت لأسبوع. يعتبر هذا أعلى بنسبة تفوق 50% مقارنةً بالرقم القياسي الشهري السابق، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، التي بدأت تسجيلها عام 2017.

انتعاش إلى عتبة السوق الصاعدة

ساعد الحماس في دفع مؤشر "سي إس أي 300" - وهو معيار لأسهم البر الرئيسي - إلى عتبة السوق الصاعدة، حيث عاد المتداولون من عطلة رأس السنة القمرية الجديدة هذا الأسبوع. يتوقع المحللون أن تؤدي عمليات الشراء الأجنبية إلى تحفيز أداء متفوق في أسهم البر الرئيسي خلال الأشهر المقبلة، فيما يُعتبر لحاقاً بركب الارتفاع الهائل الذي شهدته الأسهم الصينية في الخارج منذ بداية نوفمبر.

قال جانغ شي، المحلل لدى "كايوان سيكيوريتيز" (Kaiyuan Securities)، في مذكرة إن بيانات الإنفاق القوية في العطلات ستستمر في كونها عاملاً إيجابياً مُنشطاً خلال الربع الأول، يعزز ثقة المستثمرين تجاه التعافي.

أسواق آسيا تتقلب بين عودة الصين وترقب قرارات البنوك المركزية

استمرت سلسلة الشراء حتى يوم الثلاثاء، حتى مع هبوط مؤشر "سي إس أي 300" بنسبة 1.1%.

ارتفع المؤشر المعياري 18% خلال الأشهر الثلاثة الماضية مع تحسن المعنويات بفضل تغيير بكين لسياستها تجاه كوفيد، واتخاذها خطوات لدعم النمو.

في حين أن ذلك يعتبر بحد ذاته إنجازاً على مستوى العالم، تظل المكاسب متأخرة عن الارتفاع البالغ 49% في مؤشر "هانغ سينغ تشاينا إنتربرايزس"، الذي يتتبع الشركات الصينية المتداولة في هونغ كونغ.

أدى الارتفاع الذي استمر لأشهر إلى تحقيق بعض المستثمرين للمكاسب. لكن، كما اتضح يوم الاثنين، ومرة أخرى يوم الثلاثاء، تراجع مؤشر "سي إس أي 300" من حافة السوق الصاعدة.

تألق الأسهم الصينية في 2023

مع ذلك، يشك قلة فقط في أن الأسهم الصينية ستتألق هذا العام. إذ كانت هناك سلسلة من التوقعات المُحسنة بشأن اقتصاد البلاد، حيث توقع بنك "غولدمان ساكس" توسع الاقتصاد فيها 5.5%، حتى في الوقت الذي تعالج فيه معظم الاقتصادات المتقدمة مخاوف حدوث ركود.

لا يزال هناك مجال لمزيد من عمليات الشراء. عزز مستثمرو صناديق التحوط حيازاتهم من الأسهم الصينية لثلاثة أشهر متتالية، لكن بناء المراكز لم يواكب تحسن الاستثمار، وفقاً لما كتبه الاستراتيجيون في "غولدمان" في 29 يناير. أظهر بحث أجراه "مورغان ستانلي" في وقت سابق من هذا الشهر أيضاً أن الصناديق الأميركية لا تزال أقل وزناً في الأسهم الصينية.

الشركات الصينية تستهل 2023 بتفوق عالمي في تمويل الأسهم

من المرجح أن يتبع تعافي الاقتصاد نمواً في الأرباح، وسيضيف زخماً إلى سوق الأسهم.

قال المحللون الاستراتيجيون في "جيفريز فايننشال غروب" بما في ذلك شون داربي في مذكرة صدرت بتاريخ 30 يناير: "توقعات ربحية السهم في الصين لم تُدرج أياً من تعديلات الاتجاه الصعودي، سيكون هناك عدد كبير من الترقيات التي ستجبر المستثمرين على تتبع السوق".