الأسهم التركية الأفضل عالمياً في 2022 تصبح الأسوأ خلال يناير

مؤشر سوق المال يتجه لتسجيل أضعف بداية في مستهل عام جديد منذ الأزمة المالية

أوراق نقدية فئة 200 ليرة في متجر لاستبدال عملات بإسطنبول، تركيا.
أوراق نقدية فئة 200 ليرة في متجر لاستبدال عملات بإسطنبول، تركيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحولت الأسهم في تركيا سريعاً من كونها الأفضل من حيث الأداء في العالم إلى الأسوأ، إذ من المرتقب أن يسجل مؤشر الأسهم في البلاد أضعف بداية في مستهل عام جديد منذ الأزمة المالية العالمية.

انخفض مؤشر بورصة إسطنبول 100 القياسي9% منذ بداية الشهر الجاري بحلول الساعة 11:13 صباحاً في إسطنبول، اليوم الثلاثاء، وهو أسوأ أداء خلال يناير منذ عام 2008 وأكبر انخفاض على أساس شهري منذ بداية جائحة كوفيد-19.

أصبح عدم اليقين السياسي محركاً رئيسياً لجني الأرباح بعد ارتفاع المؤشر 200% خلال العام الماضي، إذ يقترب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال وقت لاحق من 2023. ويواجه الرئيس رجب طيب أردوغان منافسة شرسة قد تهدد حكمه الذي دام 20 عاماً، وهو الأطول في تاريخ تركيا.

تمثل الانتخابات، التي كانت مقررة أساساً في 18 يونيو، لكن من المرجح تقديم موعدها كما ألمح "أردوغان"، لحظة محورية للأسواق والمستثمرين الأجانب وسط مخاوف بشأن سنوات من تطبيق السياسات النقدية غير التقليدية.

تواجه تركيا حاليا أسوأ أزمة تكلفة معيشية منذ عقود وسط ارتفاع معدل التضخم، الذي قفز إلى 85% في 2022 قبل أن يتباطأ في نهاية العام.

الأسواق التركية تختتم عاماً حافلاً وتترقب انتخابات حاسمة

قال بوراك إيسيار المحلل لدى "آي سي بي سي تركيا إنفستمنت" إن "حالة عدم اليقين في المشهد السياسي قبل إجراء انتخابات خلال العام الجاري -بما في ذلك موعد التصويت- وارتفاع أسعار الفائدة على الودائع أدت إلى زيادة عمليات تخارج المستثمرين وجني الأرباح التي تحققت العام الماضي".

أعلى معدل على الودائع منذ 2018

ارتفع سعر الفائدة على الودائع في الآونة الأخيرة مع تكثيف البنوك جهودها لجذب المزيد من المدخرات بالليرة لتلبية المتطلبات التي وضعتها الجهات التنظيمية.

بلغ متوسط سعر الفائدة المرجح على الودائع بالليرة لأجل ثلاثة أشهر 24.6% خلال الأسبوع المنتهي 20 يناير، وهو أعلى معدل منذ أكتوبر 2018، وفقاً لأحدث البيانات الرسمية.

من المحتمل أن يكون ارتفاع العائد قد ساعد في تحويل مسار بعض الأموال بعيداً عن أسواق الأسهم، حيث لا تزال الودائع واحدة من أدوات الاستثمار الأكثر تفضيلاً لدى المستثمرين المحليين، في حين لا تزال الأسهم التركية وسيلة تحوط مفيدة ضد التضخم المرتفع بالنسبة للمستثمرين المحليين، ويُنظر إلى مكاسب العام الماضي على أنها توفر عاملاً لجني الأرباح عندما تتبدل المعنويات.

مشاهد من انعكاسات التضخم الحاد على نمط الحياة في تركيا

أضاف "إيسيار": "في ظل ارتفاع مستويات الاستدانة، تؤدي حتى الانخفاضات الأقل نسبياً إلى زيادة طلبات تغطية الهامش وتضخيم الخسائر، مما يجعل من الصعب إقناع السكان المحليين بحدوث تعافٍ على المدى الطويل. كل ما يحدث يغذي في النهاية المزيد من حدوث التقلبات نتيجة لذلك".