الهند تصرّ على الوقود الأحفوري مساراً نحو صافي صفر انبعاثات

نيودلهي تحدد العام 2070 هدفاً لبلوغ صفر انبعاثات كربونية

رجل على مقربة من عمليات حرق مخلفات الفحم داخل منجم للفحم بسونبهادرا في ولاية أتر براديش الهندية
رجل على مقربة من عمليات حرق مخلفات الفحم داخل منجم للفحم بسونبهادرا في ولاية أتر براديش الهندية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

دافعت الهند عن استخدامها الوقود الأحفوري، بسبب ما قالت إنها أولويات أمن الطاقة لديها، على الرغم من تعهدها بالاستمرار في التزامها بخطط إزالة الكربون.

غالباً ما تجابه هذه الدولة، وهي واحدة من كبار الدول المنتجة للفحم على مستوى العالم، مطالبات بتقليص استخدام الوقود الأحفوري الأشدّ تلويثاً للبيئة، باعتبار أنَّ ذلك يعد مفتاح أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية. تسببت الحرب بأوكرانيا في تصدّر الطاقة جدول أعمال البلدان المتقدمة، التي عاد الكثير منها مجدداً للاعتماد على الفحم عقب انخفاض إمدادات النفط والغاز الطبيعي من روسيا.

كشفت ورقة بحثية لموقع "إكونوميك سيرفاي" طُرحت للنقاش بالبرلمان الهندي أنَّ "تصرفات البلدان الأوروبية في 2022، المنطقية بشكل واضح، تُظهر عودة أمن الطاقة بوصفه مطلباً رئيسياً لهذه الدول، ومن ثم؛ فإنَّه من المنطقي أنَّ موقف الاقتصادات النامية لن يختلف عن ذلك أيضاً".

أوضح "إكونوميك سيرفاي" أنَّه توجد مطالبات للاقتصادات النامية بأن تحمل على عاتقها أعباء التحول العالمي للوقود الأخضر، برغم أنَّ نسبة مساهمتها بالانبعاثات المتراكمة أقل بالمقارنة مع بلدان متقدمة حققت نهضتها في ظل "الاعتماد على الوقود الأحفوري بلا قيود". تشكّل الورقة، المقدّمة قبل يوم واحد من إقرار الميزانية السنوية، كشف حساب لأداء الحكومة وطموحاتها بالنسبة لقطاعات الاقتصاد المختلفة.

محاسبة الدول الغنية

تعكس النقاشات موقف الهند في قمة المناخ "كوب 27" مصر التي عُقدت في نوفمبر الماضي، الذي يضغط لمناقشة الوقود الأحفوري وليس الفحم بمفرده، ومحاسبة البلدان الغنية على استخدام الغاز الطبيعي والنفط.

بالإضافة لأمن الطاقة؛ فإنَّ خسارة الوظائف المحتملة في سلاسل الإنتاج والإمداد للوقود الأحفوري - بداية من مناجم الفحم ووصولاً إلى مصافي النفط – تعد مشكلة أخرى تثير اهتمام الهند. تأتي شركة التعدين الحكومية "كول إنديا" (Coal India)، أكبر منتج للوقود بالبلاد، ضمن أكبر جهات التوظيف بالبلاد، ولديها قوة عاملة تبلغ 242 ألف موظف تقريباً. كما يعمل مئات الآلاف بمناجم أخرى، وفي حقول الآبار النفطية، ومرافق لمعالجة الخام.

في حين أكد خبراء أنَّ الطاقة النظيفة يمكنها توليد وظائف أكثر، أشار "إيكونوميك سيرفاي" إلى أنَّ ذلك "من النادر أن يحدث بسهولة من الناحية العملية".

الهند تسعى لـ"التخلص التدريجي" من كل أشكال الوقود الأحفوري

برغم ذلك، بيّنت الورقة البحثية أنَّ البلاد "ما زالت متمسكة بالتزامها تجاه مكافحة التغير المناخي"، إذ تبذل قصارى جهدها لزيادة قدراتها الإنتاجية من الطاقة النظيفة، وزراعة أشجار أكثر لإزالة الكربون، ودعم اقتصاد يعتمد على الهيدروجين الأخضر. ووضعت البلاد هدفاً للوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر مع حلول 2070.

نفط

حرق الفحم

في حين وثّقت ورقة "سيرفاي" موقف الهند بشأن انبعاثات الكربون؛ لكنَّها التزمت الصمت حيال مشكلة محلية ناجمة بشكل جزئي عن عمليات حرق الفحم المتمثلة في تلوث الهواء.

ألقى نشطاء البيئة باللائمة على هذا الوقود - علاوة على عوامل أخرى على غرار حرق المحاصيل وغبار أعمال البناء وانبعاثات المركبات - باعتباره يشكّل مصدراً لتسميم الهواء بالبلاد الذي يصل إلى معدلات تنذر بالخطر في كل شتاء.