تصفية أول صندوق متداول للرموز غير القابلة للاستبدال

تقول الرئيسة التنفيذية لشركة "ديفاينس" إن الصندوق فشل في جذب الأصول

صورة ثلاثية الأبعاد مركبة لرمز صندوق "ديفاينس ديجيتال ريفلوشن" (NFTZ)
صورة ثلاثية الأبعاد مركبة لرمز صندوق "ديفاينس ديجيتال ريفلوشن" (NFTZ) المصدر: شركة "ديفاينس"
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المقرر أن تتم تصفية أول صندوق متداول في البورصة على الإطلاق يركز على الرموز غير القابلة للاستبدال، بعدما تحوّل الهوس بالعملات المشفرة إلى حالة من عدم الاكتراث.

في نهاية فبراير، ستتم تصفية صندوق "ديفاينس ديجيتال ريفلوشن" (Defiance Digital Revolution) المتداول في البورصة، ورمزه (NFTZ)، والذي أُطلق في نهاية عام 2021، وفقاً لما أعلن عنه في بيان صحفي، حيث سيبدأ الصندوق الذي يتتبع شركات مرتبطة بشبكة بلوكتشين، ومؤشر الرموز غير القابلة للاستبدال، تصفية محفظته يوم 16 فبراير أو نحو ذلك.

قالت سيلفيا جابلونسكي، الرئيسة التنفيذية ورئيسة قسم المعلومات في "ديفاينس" للصناديق المتداولة في البورصة: "لقد فشل الصندوق في جذب الأصول".

معدّنو "بتكوين" يعاودون العمل بنشاط بعد مكاسب السوق الأخيرة

تأتي تصفية الصندوق بعدما تلاشى بشكل كبير، الصخب الذي رافق صعود كل ما هو متعلق بمجال التشفير، في أعقاب انخفاض أسعار الرموز والعملات الرقمية، إذ لم يعد المستثمرون يهتمون كثيراً بأمور مثل "بتكوين"، والتمويل اللامركزي، والرموز غير القابلة للتدول، أو غيرها مما يشتهر به قطاع التشفير، والتي جذبت اهتماماً كبيراً في البدايات المبكرة لسنوات الجائحة.

تشديد الاحتياطي الفيدرالي وشتاء التشفير

الرموز غير القابلة للاستبدال، التي تسمح لمالكي الأعمال الفنية وجامعي المقتنيات بتتبع ملكيتها، كانت قد جذبت اهتماماً لافتاً في عام 2021، عندما كانت أسعار العملات المشفرة تسجل ارتفاعات متتالية. غير أن سياسة التشديد النقدي التي يتّبعها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أوجدت بيئة شديدة التعقيد بالنسبة إلى الأصول المضاربية، وهو ما دفع بأسعار الرموز الرقمية إلى الانخفاض. فعلى سبيل المثال، يجري اليوم تداول "بتكوين"، أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، عند نحو 23,000 دولار، بينما كان سعرها قد وصل في نهاية 2021 إلى ما يقرب من 69,000 دولار.

بانكمان فريد.. من رائد للعملات المشفرة إلى ملك فقاعات التكنولوجيا الخاسرة

صندوق "ديفاينس ديجيتال ريفلوشن" الذي لم يستثمر بشكل مباشر بالعملات المشفرة، أنهى شهر يناير بأصول بلغت نحو 5.3 مليون دولار، بعدما وصلت في ذروتها إلى 14 مليون دولار تقريباً في مارس 2022، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

كذلك، يجري إغلاق العديد من الصناديق المتداولة الأخرى المرتبطة بالعملات الرقمية، في ظل تباطؤ القطاع بعد الفضائح وحالات الإفلاس العديدة التي شهدها. من بين تلك الحالات، انهيار إمبراطورية العملات الرقمية "إف تي إكس" (FTX) الذي طالت تداعياته الكثير من المستثمرين، والذي تسبب بسقوط عدد من أبرز اللاعبين في قطاع التشفير. وبالإضافة إلى ذلك، شهدت عمليات إطلاق المنتجات المتداولة في البورصة التي تركز على الأصول الرقمية، تباطؤاً كبيراً في كل أنحاء العالم.

قال شون كروز، كبير محللي التداول في "تي دي أميريتريد" (TD Ameritrade): "عندما بدأ شتاء التشفير الذي نعيشه اليوم، كان من المنطقي أن تنحسر استثمارات كثيرة تركز على هذا القطاع". وأضاف: "لا بد أن يكون هناك حدّ أدنى من الاهتمام لدى المستثمر بصندوق متداول في البورصة أو بأي صندوق استثمار أو منتج مالي آخر، وإلا فإن الأمر لا يستحق عناء محاولة الاستمرار بإدارته.. الاستمرار في هذه الحالة لن يكون منطقياً من وجهة النظر التجارية".