تراجع صادرات الرقائق يقود كوريا الجنوبية لعجز تجاري قياسي في يناير

رقائق إلكترونية متقدمة
رقائق إلكترونية متقدمة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت كوريا الجنوبية عجزاً تجارياً قياسياً في يناير مع ضعف أكبر في قيمة الصادرات، مما يثير مخاوف من أن الاقتصاد قد يسقط في حالة ركود وسط تدهور الطلب على أشباه الموصلات وارتفاع أسعار الطاقة.

تضخم العجز التجاري لكوريا الجنوبية إلى 12.7 مليار دولار، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف الرقم الشهري السابق في ديسمبر، حيث تراجعت الصادرات بنسبة 16.6%، حسبما أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة التجارة يوم الأربعاء. كذلك انخفضت شحنات أشباه الموصلات بنسبة 44.5%، بينما انخفض إجمالي الواردات بنسبة 2.6%.

كان تباطؤ الصادرات في صلب انكماش الاقتصاد الكوري في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي وقد يستمر لأشهر قادمة مع تباطؤ الاستهلاك العالمي.

تنخفض الثقة بين الشركات الكورية التي تصدر منتجاتها للخارج، وكذلك لا يزال الإنتاج الصناعي ضعيفاً حيث يتبنى المصنعون نظرة حذرة.

ركود معتدل

قال بارك سانغ هيون، الاقتصادي في شركة إتش أي انفستمنت ومقرها سيول: "ازدادت فرصة حدوث انكماش اقتصادي آخر.. العجز لا يضر فقط أرباح الشركات ولكن أيضا الإنفاق الاستهلاكي.. من المؤكد أنه يؤثر على الاقتصاد".

تتوقع أبحاث "سيتي غروب" حدوث ركود معتدل هذا الشتاء في كوريا الجنوبية.

كانت الصادرات المرنة عاملاً رئيسياً في ثقة بنك كوريا بأن الاقتصاد يمكن أن يتحمل سياسة التشديد على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية. وتدعم بيانات التجارة الجديدة توقف رفع معدل الفائدة عندما يجتمع المركزي في وقت لاحق من هذا الشهر.

مع وصول سعر الفائدة الرئيسي الآن إلى 3.5% وهو أعلى معدل منذ عام 2008، يرى المحافظ ري تشانغ يونغ أن المخاوف الاقتصادية تظهر بشكل متزايد، بينما يريد البنك إبقاء السياسة مشددة لمنع إعادة بناء الضغوط التضخمية.

تعد الصادرات الكورية مقياساً رئيسياً للتجارة العالمية حيث تنتج البلاد عناصر رئيسية مثل الرقائق والشاشات والنفط المكرر الذي يمتد عبر سلاسل التوريد. كما أنها موطن لبعض أكبر صانعي أشباه الموصلات والهواتف الذكية في العالم، ويؤدي الانكماش الكبير بتلك الصناعات إلى الإضرار باقتصادها.

خسائر شركات الرقائق

أعلنت شركة إس كيه هاينكس، ثاني أكبر شركة لتصنيع الرقائق في كوريا، عن أكبر خسارة فصلية لها على الإطلاق يوم الأربعاء، بعد يوم من إعلان شركة سامسونغ للإلكترونيات أن دخلها التشغيلي انخفض بنسبة 97% عن العام السابق.

يتباطأ الاقتصاد العالمي نتيجة لارتفاع معدلات الفائدة لمعالجة التضخم، فضلاً عن الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا والتي غذت أسعار النفط والغذاء. وكذلك لم تتعاف الصين تماماً بعد إلغاء قيود كوفيد.

قال وزير المالية الكوري تشو كيونغ هو في بيان إن التباطؤ في الصين وانخفاض أسعار أشباه الموصلات كانا من بين العوامل الرئيسية التي أضرت بالتجارة الكورية، إلى جانب زيادة واردات الطاقة ذات السعر المرتفع.

قالت فيتش سوليوشنز في مذكرة إن الطلب العالمي من المرجح أن يظل ضعيفاً هذا العام، في حين أن ديون الأسر والتشديد المالي وتكاليف الاقتراض المرتفعة تقيد الانتعاش المحلي في كوريا.

قد يأتي التحول في الصادرات الكورية من الصين إذا نجح ثاني أكبر اقتصاد في العالم في إنعاش محرك النمو بعد فترة طويلة من قيود كوفيد. وتعد الصين أكبر مشتر للسلع الكورية التي يتم إعادة تجميعها في الغالب لشحنها إلى مكان آخر.

قال وزير المالية الكوري إنه من المرجح أن يتحسن الميزان التجاري في الأشهر المقبلة مع إعادة فتح أبواب الصين. فيما قالت أبحاث "بانثيون ماكرو إيكونوميكس" إن النشاط الاقتصادي في الصين توسع في يناير مع احتمال تجاوز ذروة موجات كوفيد.