أسهم "ميتا" تقفز بقوة مدعومة بإيرادات فاقت التوقعات

اكتسبت أسهم الشركة أكثر من 20% في التداولات الإضافية بعد إغلاق السوق

لافتة ضخمة تحمل شعار "ميتا بلاتفورمز" أمام مقر الشركة في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة
لافتة ضخمة تحمل شعار "ميتا بلاتفورمز" أمام مقر الشركة في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حدد مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ"ميتا بلاتفورمز"، اتجاهاً جديداً الأربعاء مفاده أنَّ شركة الوسائط الاجتماعية العملاقة ستكون أكثر رشاقة وكفاءة وحسماً بمساعدة كبيرة من الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك بعد إعلان الشركة عن إيرادات فاقت التوقُّعات للربع الأخير من العام المنصرم، مما دعم أسهمها لتكسب أكثر من 20% في التداولات الإضافية بعد إغلاق السوق.

أمضى زوكربيرغ العام الفائت واعداً بمستقبل بعيد في عالم رقمي يسمى "ميتافيرس". لكنَّه كان يوم الأربعاء أكثر تركيزاً على المشكلات الفورية، مثل إرسال مقاطع الفيديو الأكثر صلة إلى المستخدمين في الوقت المناسب، وأخيراً تحقيق إيرادات كبيرة من خدمات المراسلة. وأطلق على عام 2023 "عام الكفاءة".

وفي مكالمة مع المستثمرين حول الأرباح؛ قال زوكربيرغ: "نعمل على تسوية هيكل مؤسستنا، وإزالة بعض طبقات الإدارة الوسطى لاتخاذ القرارات بشكل أسرع، بالإضافة إلى نشر أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدة مهندسينا على أن يكونوا أكثر إنتاجية". "سيكون هناك المزيد الذي يمكننا القيام به لتحسين إنتاجيتنا وسرعتنا وهيكل التكلفة".

قال زوكربيرغ إنَّ الشركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الطريقة التي توصي بها بالمحتوى؛ وهي استراتيجية لجعل النظام الأساسي أكثر جاذبية للمستخدمين والمعلنين على حدٍ سواء.

المبيعات تواصل التراجع

تعاني "ميتا بلاتفورمز" تراجعاً في الطلب على الإعلانات الرقمية التي تشكّل الغالبية العظمى من مبيعاتها، وخاصة من العملاء في مجال التمويل والتكنولوجيا. لكنَّ الشركة أشارت أيضاً إلى بعض القطاعات، بما في ذلك الصحة والسفر، حيث تنفق الشركات أكثر.

انخفضت مبيعات الشركة في الربع الرابع بنسبة 4% إلى 32.2 مليار دولار، وهي ثالث فترة تراجع على التوالي. ومع ذلك؛ تجاوزت هذه الأرقام إجمالي تقديرات المحللين. وتوقَّعت "ميتا" إيرادات تتراوح من 26 مليار دولار إلى 28.5 مليار دولار للربع الأول من العام الجاري، بما يتماشى مع متوسط توقُّعات المحللين عند 27.3 مليار دولار. يتوقَّع المحللون عودة الشركة إلى النمو بعد الفترة الحالية.

أعطت شركة "سناب" الشركة الأم لتطبيق التواصل الاجتماعي المنافس "سناب تشات"، نظرة أقل تفاؤلاً يوم الثلاثاء، مما أدى إلى انخفاض أسهمها بنسبة 10%. قالت "سناب" إنَّها تتوقَّع انخفاض المبيعات في الفترة الحالية، فقد أشار الرئيس التنفيذي إيفان شبيغل إلى أنَّ التراجع الإعلاني يبدو أنَّه وصل إلى أدنى مستوياته. وقال في مؤتمر هاتفي: "في حين لم يتحسن الطلب على الإعلانات حقاً، لكنَّه لم يزدد سوءاً بشكل ملحوظ أيضاً".

بعد أسوأ سنة لها على الإطلاق، انتعشت أسهم "ميتا" لترتفع بنسبة 27% منذ بداية العام. واجهت الشركة انخفاضاً في الطلب من المعلنين بسبب الضعف في الاقتصاد الأوسع بالإضافة إلى تغيير في قواعد الخصوصية على أجهزة أيفون التابعة لشركة "أبل"، ما جعل تقديم إعلانات دقيقة الاستهداف مهمة صعبة على "ميتا". وفي نوفمبر، اضطرت الشركة للتخلي عن 11 ألف موظف (13% من القوة العاملة)، وهو أول تسريح كبير للموظفين لديها على الإطلاق. جاءت تلك التخفيضات خلال فصلٍ مثّل تحسناً للشركة.

بلغ عدد مستخدمي "فيسبوك"، الشبكة الاجتماعية الرئيسية لـ"ميتا"، أكثر من 2 مليار مستخدم يومياً، بزيادة تجاوزت 70 مليوناً عن العام الماضي.

زادت الشركة أيضاً برنامجها لإعادة شراء أسهمها بمقدار 40 مليار دولار، بالإضافة إلى 10.9 مليار دولار متبقية من برامج إعادة شراء سابقة.

في الربع الرابع، كشفت الشركة عن تكلفها 4.2 مليار دولار لإعادة هيكلة تتعلق بخفض الوظائف.

النفقات الرأسمالية

أنفق زوكربيرغ عشرات المليارات من الدولارات في محاولة لبناء "ميتافيرس"، وهو عالم رقمي يمكّن مستخدميه من العمل واللعب. لكن هذه الجهود

ما تزال في مراحلها الأولى، مما يعني أنَّ الكثير من الاستثمار لا يؤدي إلى عوائد فورية.

ومع ذلك؛ قالت "ميتا"، التي تتخذ من مينلو بارك بولاية كاليفورنيا مقراً لها، إنَّ نفقات عام 2023 ستكون ما بين 89 مليار دولار إلى 95 مليار دولار؛ أي أقل من توقُّعاتها السابقة. يمكن أن يساعد ذلك على تخفيف مخاوف المستثمرين من أنَّ الشركة تفرط في الإنفاق على طموحاتها في الواقع الافتراضي.

ارتفعت النفقات الرأسمالية في الربع الأخير من العام الماضي إلى 32 مليار دولار؛ ما يقزّم ما أنفقته الشركة خلال الفترة المقابلة من العام 2021، إذ بلغت آنذاك 5.54 مليار دولار.