تراجع الاقتصاد يضعف الطلب ويضر بـ"أبل" و"ألفابت" و"أمازون"

انخفاض مبيعات الإلكترونيات وتجارة الإنترنت والحوسبة السحابية والإعلانات الرقمية

كمبيوتر "آي ماك" الذي تنتجه شركة "أبل" معروض بمتجر "أبل".
كمبيوتر "آي ماك" الذي تنتجه شركة "أبل" معروض بمتجر "أبل". المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كشفت نتائج أعمال عمالقة التكنولوجيا "أبل" و"أمازون" و"ألفابت"، التي تم الإعلان عنها أمس الخميس، أن التباطؤ الاقتصادي يُقيّد الطلب على كل شيء من الإلكترونيات إلى التجارة عبر الإنترنت وخدمات الحوسبة السحابية والإعلانات الرقمية.

فاق هبوط مبيعات "أبل" توقعات المحللين خلال الربع الأخير من العام الماضي الذي يشهد موسم عطلات، حيث تضررت من تراجع مشتريات أجهزة "أيفون" و"ماك". كما تضررت إيرادات "أمازون" من تدهور طلب المستهلكين على المنتجات المبيعة عبر الإنترنت وتباطؤ النمو بالنشاط الذي يوفر قدرات حاسوبية عن بُعد للشركات والذي كان مزدهراً في السابق.

مبيعات "أبل" تخيّب التوقعات بسبب تباطؤ الاقتصاد ومشكلات العرض

جاءت نتائج أعمال شركة "ألفابت" أقل من تقديرات البنوك الأميركية الكبرى في أعقاب تخفيض العملاء لطلبات الإعلانات التي تظهر بجوار نتائج البحث على الإنترنت.

معنويات المستهلكين

كتب هارميت سينغ واليا، المحلل الأول بشركة "كونتربوينت ريسيرش" (Counterpoint Research)، في تقرير حول "أبل": "استمر ضعف معنويات المستهكلين خلال 2022 بسبب الحرب في أوكرانيا، والضغوط التضخمية، وعدم اليقين الاقتصادي، وظروف الاقتصاد الكلي غير المواتية، كما قلّص مستخدمو الهواتف الذكية من معدلات مشترياتهم".

ما الذي ينتظر شركات التكنولوجيا في عام 2023؟

أوضح مانديب سينغ، رئيس وحدة تكنولوجيا "بلومبرغ إنتليجنس"، أن تدهور الاقتصاد أثر سلباً أيضاً على طلب الشركات على الإعلانات والحوسبة السحابية. وأشار أثناء مقابلة إلى أن تأثير الاقتصاد المتراجع كان واضحاً أكثر بنتائج "ألفابت" التي "اشتكت من انسحاب المعلنين، مرددة ما ذكره بائعو خدمات الإعلانات الآخرون" حيث يتراجع استهلاك خدمة الحوسبة السحابية، رغم أن معدلات النمو ما زالت مرتفعة.

انخفضت أسهم الـ3 شركات خلال تعاملات ما قبل فتح السوق، تراجع "أمازون" بنسبة 5.4%، وانخفض"ألفابت" بنحو 3.8%، هبط "أبل" 3.2%. كما تقهقرت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك 100"، ما يدل على التحول المحتمل لارتفاع الخميس الذي قادته "ميتا بلاتفورمز"، التي أبرزت نتائج أعمالها تخفيض التكاليف وعمليات إعادة شراء الأسهم بقيمة تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات.

الذكاء الاصطناعي

أكدت شركات التكنولوجيا الكبرى على الأساليب التي تعمل عليها لتخطي فترة التراجع. اعتمد الرئيس التنفيذي لـ"ألفابت" سوندار بيتشاي بقوة على الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة لتحسين نتائج البحث والمنتجات الأخرى. بداية من العام الجاري، ستُدرج وحدة "ديب مايند" (DeepMind)، القسم الذي يركز على بحوث الذكاء الاصطناعي، ضمن تكاليف "ألفابت". أكدت الشركة أن ذلك سيبين طريقة اندماج هذه التكنولوجيا بأنشطة تجارية أخرى، عوضاً عن "أذر بتس" (Other Bets) فقط في "ألفابت".

أوضح بيتشاي في بيان "أشعر بالحماس تجاه القفزات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي التي نوشك الكشف عنها في مجال البحث وما بعده".

تباطؤ الطلب على الإعلانات يضغط على أرباح "غوغل" الفصلية

يُعزى تدهور نتائج "أبل" خلال الربع الأخير جزئياً لمعوقات سلاسل التوريد، خاصة في الصين، إذ أعاقت الإغلاقات المرتبطة بفيروس كوفيد-19 الإنتاج كما أدت إلى تراجع مشتريات المستهلكين بالمتاجر.

من جهته، أكد تم كوك الرئيس التنفيذي لـ"أبل" أن تخفيف قيود كوفيد بالصين -إحدى أكبر أسواق "أبل"- يسهم بتحسين توقعاته المستقبلية.

أضاف كوك بمؤتمر عبر الهاتف مع محللين: "بالنظر لإعادة فتح الاقتصاد التي انطلقت بديسمبر الماضي، فقد لاحظنا ارتفاعاً ملموساً في الزيارات بمتاجرنا بالمقارنة مع نوفمبر الماضي، وهو ما انتقل بالتبعية أيضاً إلى الطلب، كما أن عمليات الإنتاج عادت حالياً للمستوى الذي نريده".

خفض التكاليف

ركز الرئيس التنفيذي لـ"أمازون"، أندي جاسي، اهتمامه على جهود الشركة لتقليص التكاليف، وعكس الاتجاه الكبير للتوظيف والإنفاق المرتبط بازدهار التجارة عبر الإنترنت المصاحب لفترة تفشي وباء كورونا.

صرح جاسي لمحللين بمؤتمر عبر الهاتف: "أعتقد أن أبرز أولوية تستهلك وقتي مع فريق العمل تتمثل في تقليص التكاليف لخدمة شبكة عملياتنا التشغيلية".

أوضحت روث بورات، المديرة المالية لـ"ألفابت" أيضاً للمستثمرين أن الشركة ستخفض "بطريقة مجدية" وتيرة التوظيف العام الجاري. سبق وأعلنت الشركتان أيضاً عن عمليات ضخمة لتسريح العمالة خلال الأسابيع الأخيرة.