إفلاس "جينيسيس" يوفّر صيداً جديداً لمستثمري الأصول المتعثرة

مطالبات الدائنين للشركة يجري تداولها بسعر يصل إلى 35% من قيمتها الاسمية

شعار "جينيسيس" على أحد الهواتف الذكية
شعار "جينيسيس" على أحد الهواتف الذكية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد أشهر فقط من انهيار "إف تي إكس" (FTX) الذي جذب عدداً من أكبر المستثمرين في الأصول المتعثرة إلى مجال العملات المشفرة، تطرح الصناعة التي تواجه صعوبات متزايدة هدفاً جديداً رفيع المستوى، وهو شركة "جينيسيس" (Genesis).

في الوقت الذي تقدمت فيه شركة الإقراض بطلب للحماية من الإفلاس قبل أقل من أسبوعين، أكدت شركة الوساطة "إكس كليم" (XClaim) إبرام ثلاث صفقات بمتوسط قيمة يزيد على مليون دولار ضمن المطالبات ضد "جينيسيس"، وذلك بحدود 25% إلى 35% من القيمة الاسمية، وفقاً لرئيس الاستراتيجية في الشركة، أندرو غلانتز. وبيعت مطالبة بقيمة 4 ملايين دولار إلى شركة "جيفريز ليفريجد كريديت برودكتس" (Jefferies Leveraged Credit Products LLC)، وفقاً لإيداع قُدِّم يوم الثلاثاء الماضي.

أصبحت "جينيسيس"، وهي وحدة مملوكة لـ"ديجيتال كارانسي غروب" (Digital Currency Group) التابعة لباري سيلبرت، أحدث قطعة دومينو تسقط في ظل تراجع صناعة العملات المشفَّرة، بعدما أدت إخفاقات شركات مثل "ثري أروز كابيتال" (Three Arrows Capital) و"إف تي إكس" (FTX)، إلى تأجيج أزمة السيولة. بالنسبة إلى المستثمرين في الأصول المتعثرة؛ تعدّ هذه فرصة أخرى للاستزادة من مطالبات العملات المشفَّرة بخصومات حادة، أملاً في الاستفادة من أي تعافٍ في نهاية المطاف.

"جينيسيس" للعملات المشفرة تتقدم بطلب حماية من الإفلاس

تدافع نحو مطالبات التشفير

على عكس قضايا التشفير السابقة؛ تقدّمت "جينيسيس" بطلب الحماية من الإفلاس عبر خطة إعادة هيكلة. كما أنَّها تحتفظ بمطالبات، بما في ذلك قرض بحوالي 575 مليون دولار، فضلاً عن سند مستحق الدفع بقيمة 1.1 مليار دولار على "ديجيتال كرانسي غروب"، مما قد يسهم في الاسترداد.

قال غلانتز: "هناك ميزة غير عادية هنا، حيث لديك (ديجيتال كارانسي غروب)، وهي دائن كبير لشركة (جينيسيس) والمساهم الرئيسي فيها".

شتاء التشفير يدفع "ديجيتال كارانسي" لإغلاق قسم إدارة الثروات

تدافع المستثمرون في الأصول المتعثرة إلى مطالبات العملات المشفَّرة بصورة جدّية عندما انهارت "إف تي إكس" في نوفمبر الماضي نتيجة التزامات لا تقل عن 10 مليارات دولار، مما جذب اهتمام الصناديق الكبيرة، بما في ذلك "باوبوست غروب" (Baupost Group) و"أوكتري كابيتال مانجمنت" (Oaktree Capital Management)، بحسب ما ذكرت "بلومبرغ نيوز" في وقت سابق. بالنسبة إلى الدائنين الذين تقطّعت بهم السبل في هذه الشركات المفلسة؛ فإنَّ بيع مطالباتهم، يعتبر وسيلة لجمع السيولة النقدية التي تشتد الحاجة إليها لمواصلة النشاط أو إعادة توظيفها في السوق.

جمع الأموال من "ديجيتال كارانسي غروب"

قالت "جينيسيس" إنَّها تأمل في تنفيذ خطتها لإعادة الهيكلة في موعد لا يتجاوز 19 مايو المقبل، برغم أنَّ ذلك ما يزال يتطلب موافقة قاضٍ ودائنين آخرين. كما عيّنت الشركة مدعياً فيدرالياً سابقاً للتحقيق في المعاملات مع الكيانات التابعة لـ"ديجيتال كارانسي غروب"، الأمر الذي زاد من إمكانية جمع بعض الأموال من الشركة الأم، التي تمتلك "غراي سكيل إنفستمنتس" (Grayscale Investments) أيضاً.

قال برادلي ماكس، مدير شركة "شيروكي أكويزيشن" (Cherokee Acquisition) لوساطة المطالبات: "لن يكون الأمر مسألة إفلاس سريع، ومن ثم الخروج منه، ومع ذلك نأمل أن يكون أسرع من (إف تي إكس) و(سيلسيز) (Celsius)".

في حالة "إف تي إكس"، ارتفع سعر المطالبات نوعاً ما إلى نحو 18% على الحسابات التي تزيد على مليون دولار، مقارنةً بما يصل إلى 13% في ديسمبر الماضي، بحسب بيانات "شيروكي". أضاف ماكس أنَّ هذا يرجع جزئياً إلى إعلان "إف تي إكس" الأخير بشأن العثور على 5 مليارات دولار من الأصول السائلة أو العملات المشفَّرة التي يمكن بيعها لسداد الدائنين.

العثور على 5 مليارات دولار من الأصول السائلة لدى "FTX"

حتى قبل ذلك، باع "غالويس كابيتال" (Galois Capital)، وهو صندوق تشفير مشهور يديره كيفين زو، مطالبته التي تبلغ قيمتها نحو 50 مليون دولار بحوالي 16%، وفقاً لشخص مطلع على الأمر رفض الكشف عن هويته لخصوصية الصفقة. أكد زو أنَّه باع مطالبته، بينما رفض التعليق على السعر.

تعقيدات تقييم الأصول

يشكّل تقييم أصول "إف تي إكس" أيضاً تعقيداً فريداً بالنسبة إلى العملات المشفَّرة. ففي ظل مثل هذه الأسعار المتقلبة، من الصعب معرفة مقدار هذه الرموز المميزة بالدولار بعد التسييل، مما يجعل قيمتها الدفترية غير موثوقة بشكل خاص.

في العام الجديد، قفز مؤشر "بلومبرغ" لأكبر العملات المشفَّرة بنحو 46%. فضلاً عن أنَّ الرموز المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسام بانكمان فريد، الشريك المؤسس لمنصة "إف تي إكس"، مثل "سولانا" و"إف تي تي" و"سيروم"، تضاعفت بالفعل، لكنَّها ما تزال أبعد ما يكون عن تعويض الخسائر التي سبّبها انهيار المنصة.

قال غلانتز من "إكس كليم": "قد ترتفع الأصول الإجمالية للشركة أو تنخفض بناءً على أسعار العملات المشفَّرة، وبالتالي؛ قد يكون هناك المزيد من الدولارات لتوزيعها".

لكن مع ذلك، لا بد من التنبيه إلى أمر آخر. قال غلانتز: "إذا قامت الشركة فعلياً بتسييل حيازتها من رمز ما اليوم؛ فإنَّها ستتسبب في إغراق السوق بهذا الرمز، وبالتالي؛ انهيار السعر. والسؤال هو: ما هي قيمة التسييل الفعلية لذلك؟".