الهند تسعى للتوسع في الوقود الأحفوري وبلوغ أهدافها الخضراء أيضاً

نيودلهي تستهدف زيادة حجم عمليات التكرير إلى 450 مليون طن سنوياً بنهاية العقد الحالي

مصفاة شركة "بهارات بتروليوم" في مومباي بالهند
مصفاة شركة "بهارات بتروليوم" في مومباي بالهند المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخطط الهند، ثالث أكبر مصدر لانبعاثات الاحتباس الحراري، للتوسع في قطاعي النفط والغاز، رغم استهدافها تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2070.

أكد رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، يوم الإثنين، سعي البلاد إلى زيادة حجم عمليات التكرير من 250 مليون طن إلى 450 مليون طن سنوياً بحلول نهاية العقد، وتعزيز قدرتها على استيراد الغاز الطبيعي المسال.

قال "مودي" خلال افتتاحه منتدى الطاقة الذي تمتد فعالياته لثلاثة أيام في بنغالورو، بحضور 30 ألف موفد، بينهم مسؤولون حكوميون وتنفيذيون من السعودية وروسيا والولايات المتحدة والصين: "الطاقة عامل رئيسي لتحقيق تطلعات الشعب الهندي، من الصناعات إلى المكاتب ومن المصانع إلى المنازل، هناك استمرار في الطلب على الطاقة بالبلاد".

زيادة الاعتماد على الفحم

تسعى الهند، خلال رئاستها مجموعة العشرين حالياً، إلى مواصلة التركيز على تحقيق أمن الطاقة في الدول النامية والحصول على الكهرباء، إلى جانب تكثيف الجهود للحد من انبعاثات الاحتباس الحراري.

الأسبوع الماضي، دافعت الهند عن مواصلة اعتمادها على الفحم، إذ أشارت إلى زيادة بعض الدول الأوروبية لاستهلاكها من الوقود العام الماضي، ضمن مساعيها لعدم الاعتماد على الغاز الروسي.

اقرأ أيضاً: الهند تصرّ على الوقود الأحفوري مساراً نحو صافي صفر انبعاثات

ذكر "مودي"، خلال المؤتمر، أن الغاز الطبيعي يجب أن يساهم بنحو 15% من توليد الكهرباء بالهند بحلول 2030، مقارنةً بنحو 6% حالياً، بينما من المتوقع أن تتضاعف حصة البلاد من الطلب العالمي على النفط إلى 11%.

تحسن مزيج الطاقة

رغم ذلك، تهدف البلاد أيضاً إلى زيادة مساهمة الوقود غير الأحفوري في مزيج الطاقة لديها إلى 50% بحلول نهاية العقد، والتركيز على تعزيز قدرات التصنيع بمجال الطاقة الشمسية والبطاريات والهيدروجين الأخضر محلياً.

من المتوقع بحلول 2030، أن يبلغ إجمالي استثمارات الهند في الهيدروجين الأخضر تريليون روبية (12.1 مليار دولار)، وإنتاج نحو 5 ملايين طن، على أن يحل محل 25% مما يُسمى الهيدروجين الرمادي، الناتج عن استخدام الغاز الطبيعي أو الميثان خلال 5 سنوات، حسبما قال "مودي".

اقرأ أيضاً: الهند تنضم لنادي السندات السيادية الخضراء بإصدار قيمته مليار دولار

تتفاوض الحكومة حالياً مع مصافي التكرير ومصانع الأسمدة لتحديد كيفية الاعتماد على الوقود الجديد.

تابع رئيس الوزراء: "التزام الهند بالطاقة الخضراء واضح للعالم، حيث نشهد تحولاً كبيراً في الطاقة وتسارع وتيرة الاعتماد على الطاقة المتجددة".

ميزانية ضعيفة لتحول الطاقة

تتعرض الهند لانتقادات بسبب بطء نشاطها المناخي، وبينما قد تتجاوز تكلفة تحقيق هدف "مودي" بالوصول لصافي انبعاثات صفرية 10 تريليونات دولار، وفقاً لحسابات مجلس الطاقة والبيئة والمياه في تقرير صادر العام الماضي، لم يتم سوى تخصيص 350 مليار روبية في الميزانية الفيدرالية الأسبوع الماضي لمشاريع تحويل الطاقة.

اقرأ أيضاً: ما هي القطاعات الرابحة والخاسرة في ميزانية الهند الجديدة؟

من المقرر أن يتفاوض "مودي" في بنغالورو مع كبار المسؤولين التنفيذيين بقطاع الطاقة، ضمن جهود الهند لزيادة الاستثمارات في مصافي التكرير ومصانع البتروكيماويات ومحطات الغاز الطبيعي المسال، إلى جانب تطوير قطاع الطاقة النظيفة.

تؤسس الهند تحالفاً دولياً للوقود الحيوي، يضم الولايات المتحدة والبرازيل بهدف تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات، كذلك أبدى "مودي" دعمه لمبادرة جديدة لتسويق مواقد الطهي الشمسية، في خطوة تهدف للحد من وتيرة حرق الوقود الحيوي لإعداد الطعام.