استحواذ "مايكروسوفت" على "أكتيفيجن" لا يزال عالقاً في بريطانيا

ترقب لصدور الحكم الأولي من هيئة المنافسة والأسواق البريطانية خلال أيام بشأن الصفقة البالغة قيمتها 69 مليار دولار

مستخدم يلعب النسخة التجريبية من لعبة "أوفروتش 2" خلال دورة "باتل فور تكساس" التي أقامتها شركة "أكتيفيجن بليزارد" في سان أنطونيو، بولاية تكساس، الولايات المتحدة.
مستخدم يلعب النسخة التجريبية من لعبة "أوفروتش 2" خلال دورة "باتل فور تكساس" التي أقامتها شركة "أكتيفيجن بليزارد" في سان أنطونيو، بولاية تكساس، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواجه صفقة شركة "مايكروسوفت" البالغة قيمتها 69 مليار دولار للاستحواذ على "أكتيفيجن بليزارد" (Activision Blizzard Inc)، قراراً رئيسياً في بريطانيا، حيث ستحدّد الهيئة المعنية بالرقابة على عمليات الاندماج في البلاد، بصفتها جهة تنظيمية عالمية، موعداً للكشف عن حكم تحدّد من خلاله مسار إتمام الصفقة الضخمة، أو إلغائها.

يُتوقع أن تصدر هيئة المنافسة والأسواق في الأيام المقبلة حكمها الأولي، والذي سيشير إلى ما إذا كانت تهدف إلى عرقلة الصفقة أو استكمالها من خلال تدابير محددة مثل عمليات بيع. أبلغت الهيئة التنظيمية بالفعل عن مخاوف من أن الصفقة قد تسبب مشكلات متعلقة بالمنافسة في سوق وحدات التحكم والاشتراكات، بالإضافة إلى قطاع الألعاب السحابية الواعد.

كانت "مايكروسوفت" أعلنت للمرة الأولى عن الصفقة في العام الماضي، ضمن تطلعاتها لإضافة ألعاب تحظى بشعبية واسعة، مثل "كول أوف ديوتي" (Call of Duty) إلى محفظة أعمال تتضمن بالفعل وحدة تحكم بالألعاب "إكس بوكس" (Xbox)، وامتياز "هالو" (Halo)، ولعبة بناء العالم الافتراضي "ماينكرافت" (Minecraft).

لكن هذا الارتباط أضرّ بالجهات التنظيمية العالمية التي تخشى أن يدفع ذلك "مايكروسوفت" لأن تصعّب على المنصات المنافسة إمكانية الوصول غير المقيّد إلى عناوين "أكتيفيجن" الأكثر شهرة. بشكل حاسم، سيأتي قرار هيئة المنافسة والأسواق قبل القرارات التي ستُتخذ من قبل كل من الاتحاد الأوروبي ولجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، الأمر الذي سيخضع لعملية قانونية مطوّلة بعد رفع دعوى رسمية تطالب بوقف الصفقة.

بريطانيا تحقق في صفقة شراء "مايكروسوفت" لمطورة الألعاب العملاقة "أكتيفيجن"

إلغاء قضائي محتمل

قالت جينيفر ري، المحللة في "بلومبرغ إنتليجنس": "قرار هيئة المنافسة والأسواق أمر أساسي، لأنه إذا استقرت على منع الصفقة، فلن يكون هناك سبيل أمام الشركتين، إذ أن المحاكم البريطانية نادراً ما تلغي قرار اندماج تصدره هيئة المنافسة والأسواق". وأضافت: "يجب أن تكون الشروط شاملة، بحيث تتجاوز مجرد تراخيص لعبة (كول أوف ديوتي)"، لافتةً إلى أن "الحصول على تصريح غير مشروط هو أمر غير مرجّح".

يُشار إلى أن "مايكروسوفت" تلقّت هذا الأسبوع الحكم الأولي للجهة التنظيمية في الاتحاد الأوروبي فيما يُسمّى ببيان الاعتراضات، والذي حدّد المخاوف الرئيسية من جانب الاتحاد بشأن الصفقة، وفقاً لأشخاص مطلعين على البيان. كانت شركة التكنولوجيا قد عرضت العام الماضي بشكل علني منح منافستها "سوني غروب" (Sony Group) ترخيصاً لمدة 10 سنوات للعبة "كول أوف ديوتي"، لكن سيكون أمامها الآن عدة أسابيع لتقديم قائمة بسبل العلاج رسمياً بشأن تحقيق الاتحاد الأوروبي بما يتماشى مع المخاوف الرسمية.

على عكس الاتحاد الأوروبي، الذي ناقشت الجهة التنظيمية لديه مع "مايكروسوفت" سبل المعالجة الممكنة بشكل غير رسمي، ظلّت العملية التنظيمية في المملكة المتحدة أقل سهولة في الوصول إليها، ولم تتم المناقشات قبل القرار المبدئي لهيئة المنافسة والأسواق.

مع ذلك، فإن التوجيهات المحدّثة من قبل هيئة المنافسة والأسواق من العام الماضي، تسمح الآن للشركات باقتراح الحلول المحتملة قبل إصدار النتائج الأولية.

تحقيق أوروبي معمق حول صفقة استحواذ "مايكروسوفت" على "اكتيفيجن"

أسبقية القرار

قالت آن سي ويت، أستاذة القانون في كلية "إيدهيك" (EDHEC) للأعمال: "ربما تعتمد لجنة التجارة الفيدرالية على تقرير هيئة المنافسة والأسواق لعرقلة الصفقة. أرسلت المفوضية الأوروبية للتو بياناً بالاعتراضات، لذلك لا سبيل للتوصل إلى قرار قبل هيئة المنافسة والأسواق. ستكون الأسبقية لتقرير الهيئة في هذا الصدد، وسيكون الأمر مثيراً للاهتمام ".

يُشار إلى أن هيئة المنافسة والأسواق انبثقت عن المفوضية الأوروبية بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى الهيئة بصفتها جهة تنظيمية، إلى مراجعة الصفقات التي انهارت سابقاً في بروكسل وليس لندن. في أحدث استعراض للقوة، خاضت الهيئة مواجهة مع شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك إخطار شركة "ميتا بلاتفورمز" (.Meta Platforms Inc) بأنه يجب عليها تغيير مسار استحواذها على شركة "غيفي" (Giphy) بعد مخاوف من أنها قد تسيطر على سوق المحتوى البصري المتحرك بصيغة "جي آي إف".

قال متحدث باسم "مايكروسوفت": "في إطار المساعي للنهوض بسوق الألعاب لصالح جميع الأطراف المعنية، نرى أنه من المهم دراسة حلول واضحة وسهلة التنفيذ لتبديد مخاوف المنافسة المحتملة".

أضاف: "التزامنا بمنح الوصول طويل الأمد لشركة (سوني) إلى لعبة (كول أوف ديوتي)، وكذلك (نانتندو) و(ستيم)، يحقق ذلك من خلال المحافظة على فوائد الصفقة للمستهلكين والمطورين وتعزيز المنافسة في السوق".

رفض متحدث باسم هيئة المنافسة والأسواق التعليق على الأمر.