ضغطت موجة بيع كثيفة في أسهم التكنولوجيا على تعاملات يوم الأربعاء، وسط سلسلة من أحدث تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التي عززت فكرة ضرورة استمرار الزيادة في أسعار الفائدة من أجل مواجهة التضخم.
نبرتهم كانت تهدف بوضوح إلى جذب انتباه السوق فيما بدا وكأنه جهد منظم لمواجهة التفسير التيسيري لمقابلة جيروم باول يوم الثلاثاء، وفق ملاحظة كريشنا غوها من شركة "إيفركور" (Evercore).
من رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز إلى نظيره في مينيابوليس نيل كاشكاري وعضو المجلس الحاكم كريستوفر والر، كانت الرسالة واضحة: ربما ينبغي أن تظل السياسة النقدية تقشفية لفترة.
أعطت تلك التصريحات مصداقية للتداول المحموم مؤخراً في سوق خيارات أسعار الفائدة - حيث ظهر العديد من الرهانات الكبيرة على بلوغ سعر الفائدة المعياري لدى الاحتياطي الفيدرالي مستوى 6%.
الفائدة الأميركية تبلغ أعلى مستوياتها منذ ما قبل الأزمة المالية
تلك النسبة تتجاوز الإجماع بنقطة مئوية كاملة تقريباً. بالنسبة للعديد من مراقبي السوق، مثل هذا الموقف المتشدد يجعل من الصعب على الأسهم الاستمرار في الارتفاع - خاصة بعد الصعود الذي دفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى منطقة التشبع الشرائي.
من ناحية أخرى، بينما امتنع باول عن الضغط في مواجهة ارتفاع الأسهم الذي ساهم في تخفيف الأوضاع المالية مؤخراً، فقد يتبنى صانعو السياسة الآخرون بالفعل خطاباً أشد صرامة للحد من المكاسب.
ذلك هو تصور ليزا شاليت من شركة "مورغان ستانلي ويلث مانجمنت"، التي تقول إن الارتفاع الأخير رغم تدهور أرباح الشركات والتوقعات الاقتصادية أسفر عن "انقطاع كبير في الاتصال" يهدد استقرار السوق.
هبط مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" أكثر من 1%، وفقد كل مكاسبه تقريباً من الجلسة السابقة. وتدهور أداء مؤشر "ناسداك 100"، مع تراجع أسهم شركة "الفابت" المالكة لـ"غوغل" بنسبة تجاوزت 7% بسبب مخاوف من أن تطبيقها الجديد للذكاء الاصطناعي "بارد" (Bard) ربما يرجع بردود غير دقيقة على استفسارات المستخدمين.
مايكروسوفت تطلق محرك "بينغ" مزوداً بتكنولوجيا "OpenAI"
انخفضت أسهم بعض الشركات العملاقة الأخرى مثل "أبل" و"أمازون"، بينما تراجعت مكاسب سهم "مايكروسوفت" التي رفعت القيمة السوقية لعملاقة البرمجيات لفترة وجيزة فوق تريليوني دولار.
بالنسبة إلى تروي غايسكي من شركة "إف إس إنفستمنتس" (FS Investments)، هذه البيئة ستكون بيئة صعبة بالنسبة للأسهم وأوراق الدخل الثابت لبعض الوقت.
قال غايسكي: "عندما تنظر إلى أسواق الأسهم، نعتقد أنها ستشهد تقلبات وفوضى في المدى المنظور".
على صعيد آخر، علقت البورصة التركية التداول لأول مرة منذ 24 عاماً بعد عمليات بيع أدت إلى محو مليارات الدولارات من قيمة مؤشر الأسهم الرئيسي في أعقاب زلزالين مدمرين.
سوف يستأنف التداول على الأسهم التركية والعقود المستقبلية والخيارات في 15 فبراير.