سيمسون لـ"الشرق": الاتحاد الأوروبي خفض طلبه على الغاز 20% العام الماضي

استهلاك دول الاتحاد من الغاز الطبيعي يصل إلى 330 مليار متر مكعب هذا العام

الجليد يغطي عجلة تحكّم بصمام أنابيب للغاز في أحد حقول الغاز الطبيعي في روسيا
الجليد يغطي عجلة تحكّم بصمام أنابيب للغاز في أحد حقول الغاز الطبيعي في روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

خفضت دول الاتحاد الأوروبي طلبها على الغاز 20% العام الماضي، في الوقت الذي كثفت فيه الاعتماد على طاقتي الرياح والشمس لتوليد الكهرباء، حسب مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون في مقابلة مع "اقتصاد الشرق" على هامش مؤتمر "إيجيبس" المنعقد في مصر.

في 2021 قبل الحرب الروسية، استهلكت دول الاتحاد السبع والعشرون 400 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وفق سيمسون، التي أشارت إلى أنه إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها "فإننا لن نستهلك إلا 330 مليار متر مكعب" هذا العام.

سيمسون قالت إنّ مصر أعادت في 2022 تحويل عدد من شحنات الغاز المسال إلى أوروبا و"تلقينا (منها) كميات أكبر من الغاز العام الماضي والذي سبقه، ونأمل أن يستمر هذا التوجه".

زيادة الاعتماد على مصر

في ديسمبر 2022، قال وزير البترول المصري طارق الملا لـ"الشرق" إنّ كميات الغاز المصدّرة إلى دول الاتحاد الأوروبي من مصر وإسرائيل تبلغ نحو 90% من حجم التصدير الكلّي للغاز، كما أنّ البلدين يعملان على زيادة الكميات التي تصل إلى أوروبا خلال الفترة المقبلة.

ساهم اكتشاف حقل "ظُهر" عام 2015 في فتح شهية المستثمرين للعمل في قطاع الغاز المصري، وزيادة عدد الآبار المكتشفة، وهو ما أدى إلى توقف مصر تماماً عن استيراد الغاز بنهاية سبتمبر 2019، والتحول إلى مُصدِّر له.

تعمل مصر للتحول إلى مركز رئيسي للطاقة في المنطقة من خلال تسييل الغاز وإعادة تصديره. ويبلغ إجمالي الإنتاج الحالي للبلاد ما بين 6.5 و7 مليارات قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً.

قالت سيمسون إنه من المتوقع هذا العام أن تستقطب الشواطئ الأوروبية مزيداً من سفن التخزين العائم وإعادة التغويز (تحويل الغاز المسال إلى غاز) بما يسمح لدول الاتحاد بتعظيم قدراته الحالية القياسية المرتبطة باستقبال الغاز الطبيعي المسال. وتابعت: "سنساعد مصر على تغطية جزء من حاجتها من الكهرباء بالاعتماد على الطاقات المتجددة، وهذا سيساعد مصر على بيع كميات إضافية من الغاز في الأسواق الدولية لأن الأولوية هي للطلب المحلي، ولكن من المنطقي الاستفادة من هذه الظروف الرائعة الموجودة في مصر لإنتاج الكهرباء باستعمال طاقتي الشمس والريح عوضاً عن استخدام الوقود الأحفوري".

ومع ذلك، تبقى الولايات المتحدة الشريك الأساسي للاتحاد الأوروبي في مجال الغاز الطبيعي المسال، وفق سيمسون.

أسعار الغاز تعود إلى مستويات ما قبل الحرب

تمكّن الاتحاد الأوروبي عبر مجموعة من الإجراءات من العودة إلى المستوى السعري الذي كان قائماً قبل أن تبدأ روسيا حربها غير المبررة ضد أوكرانيا، وفق سيمسون. وقالت: "عدنا إلى الأسعار التي كانت سائدة في فبراير من العام الماضي، لكن سوق الغاز الطبيعي المسال هي سوق عالمية ولسنا المنطقة الوحيدة المستوردة في أنحاء العالم".

الاتحاد الأوروبي يتنافس مع آسيا في استيراد الغاز المسال، وهذا يعني أن جميع الجهود التي تبذلها الحكومات الآسيوية لاستبدال الغاز ببدائل أخرى ستساعدنا على تحسين استقرار عملية تكوين الأسعار بالنسبة إلى بقية دول العالم، وفق سيمسون. وقالت: "هذا جزء من شراكاتنا العالمية، إذ نتفاوض مع الدول التي تفكر مثلنا وتعطي إجراءات زيادة كفاءة استعمال الغاز الأولوية، بحيث لا تضطر الدول الأخرى إلى مواجهة ارتفاع في أسعار الغاز إلى الحد الذي يمنعها من شرائه".