الأسهم الأميركية تغلق مرتفعة بسبب تراجع مخاوف التضخم

مسح حول الأجور يهدئ مخاوف السوق من قراءة مؤشر أسعار المستهلك يوم الثلاثاء

متعاملون في قاعة تداول بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 3 يناير 2023.
متعاملون في قاعة تداول بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 3 يناير 2023. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أنهت الأسهم الأميركية تعاملات الإثنين مرتفعة بعد تقرير مسحي أظهر تراجعاً كبيراً في توقعات الأميركيين لزيادة دخل الأسرة، بما يشير إلى أن بيانات مؤشر أسعار المستهلك التي ستصدر يوم الثلاثاء قد لا تأتي سيئة بالدرجة التي تخشاها السوق.

أضاف مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" 1.1% إلى قيمته، مع إغلاق جميع القطاعات باستثناء قطاع الطاقة في المنطقة الخضراء. وارتفع مؤشر "ناسداك 100"، الذي يعطي وزناً كبيراً لأسهم التكنولوجيا، بنسبة 1.6% بعد أول خسارة أسبوعية له في عام 2023. وحقق مؤشر "داو جونز الصناعي" أعلى مكاسب له منذ بداية شهر يناير.

أظهر مسح لآراء المستهلكين أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن توقعات التضخم لمدة عام واحد لم تتغير كثيراً في يناير، وهو أمر اعتبره آدم كريزافولي من شركة "فايتال نوليدج" (Vital Knowledge) "مطمئناً بدرجة معقولة".

ارتفاع ثقة المستهلك في أميركا لأعلى مستوى منذ أكثر من عام

كتب كريزافولي: "إن الجزء المتعلق بدخل الأسرة إيجابي (بالنسبة للأسهم) من حيث إنه ينم عن توقعات بتراجع تضخم الأجور"، مشيراً إلى أنه يمثل أكبر انخفاض في شهر واحد في تاريخ سلسلة البيانات الممتد لما يقرب من 10 سنوات.

ارتفاع الأسهم رغم التحذير

انخفضت أسعار النفط، وهي عنصر رئيسي من عناصر التضخم، بسبب تقرير يفيد بأن إدارة بايدن تخطط لبيع مزيد من النفط الخام من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي. فتراجعت أسعار العقود المستقبلية لخام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 80 دولاراً للبرميل.

مع ذلك، ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى مستوى جديد في هذا العام بعد زيادتها 23 نقطة أساس في الأسبوع الماضي عقب إعلان بيانات التوظيف عن شهر يناير، التي جاءت أقوى كثيراً من المتوقع.

يعيد المتعاملون تقييم مستوى ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة هذا العام، مع اقتراب الإعلان عن بيانات التضخم والوظائف التي ينتظر صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وقد غذى ذلك الرهان على أن يبلغ سعر الفائدة عند الاحتياطي الفيدرالي ذروته في شهر يوليو القادم عند مستوى 5.2%، ارتفاعاً من أقل من 5% قبل شهر من الآن.

ارتفعت مؤشرات الأسهم يوم الإثنين رغم تحذيرات من محللين بارزين. وقال ماركو كولانوفيك من بنك "جيه بي مورجان تشيز" إن على المستثمرين أن يتجهوا إلى السندات لأن "أسواق الأسهم لا تضع الركود في اعتبارها حالياً". ويرى فريق بقيادة مايكل ويلسون من بنك "مورجان ستانلي" أن الأسهم الأميركية مهيأة لموجة بيع كثيف بعد التسرع في المراهنة على توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة.

ليزا شاليت، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة "مورغان ستانلي ويلث مانجمنت" (Morgan Stanley Wealth Management) لإدارة الثروات، كتبت: "إن أسواق الأسهم والائتمان تراهن على هبوط سلس في نشاط الاقتصاد استناداً إلى بلوغ أسعار الفائدة قصيرة الأجل ومعدلات التضخم ذروتها، رغم ذلك فإننا ننظر إلى التحرك الأخير على أنه صعود آخر في سوق هابطة، مدفوع بزيادة في السيولة الدولارية، وضعف المراكز الاستثمارية، وتغطية المراكز المكشوفة. علاوة على ذلك، فإن النظرة الوردية لم تتأكد في أسواق رأس المال الأخرى، حيث تعكس البيانات الاقتصادية تيارات متقاطعة ومعقدة نتيجة إعادة فتح الاقتصاد الاستثنائية بعد سياسة السيطرة على فيروس كوفيد".

تراجع التضخم ومخاطر النمو

غير أن ألكسندرا ويلسون إليزوندو، رئيسة الاستثمار بالتجزئة في الأصول المتعددة في شركة "غولدمان ساكس أسيت مانجمنت" (Goldman Sachs Asset Management)، تعتقد أن هناك أساساً لارتفاع السوق في الأشهر القليلة المقبلة.

وقالت في مقابلة عبر الهاتف: "اعتقدنا بقوة أنَّ انتقال انخفاض التضخم من السلع إلى الخدمات سيستغرق وقتاً وأنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتعين عليه البقاء في منطقة تقشفية لإنجاز ذلك. ولذلك اتخذنا موقفاً حذراً في استثمار محافظنا، لكننا تطلعنا إلى محفزات أساسية حقيقية بالنسبة إلى تلك الصفقات ذات القيمة النسبية التي تنتج مثلاً عن إعادة فتح الصين".

أما إيرين تونكل، كبيرة محللي الأسهم الأميركية في شركة "بي سي إيه ريسيرش" (BCA Research)، فقالت إن مخاوف نمو الاقتصاد ستحل قريباً محل مخاوف التضخم.

وأضافت في مقابلة عبر الهاتف: "تحتفي السوق فعلاً بهبوط سلس للاقتصاد، والمستثمرون يحتفلون بنهاية ارتفاع التضخم. لكنني لا أعتقد أننا خرجنا من منطقة الخطر لأنني أرى أن هناك فرصة ضئيلة بين تحول التضخم وتباطؤ نمو الاقتصاد بطريقة أشد حدة".

على رؤساء الشركات الأميركية التفاؤل بشأن الاقتصاد لا التشاؤم

الأسهم الأوروبية وتراجع الين

في أوروبا، دفعت حالة التفاؤل التي نتجت عن قوة النمو الاقتصادي أسعار الأسهم الأوروبية إلى الارتفاع. وارتفع مؤشر "ستوكس 600" مدفوعاً بأسهم شركات البناء والسلع الصناعية والاستهلاكية، بينما سجلت أسهم الطاقة والعقارات أداءً ضعيفاً.

تجاوز معدل التضخم في الهند البالغ 6.5% الحد الأعلى لهدف البنك المركزي لأول مرة منذ ثلاثة أشهر.

تراجع الين متجاوزاً 132 ين مقابل الدولار بعد أن هبط يوم الجمعة في أعقاب تقارير إخبارية حول اختيار كازو أويدا ليصبح محافظ بنك اليابان القادم. ينتظر أن تعلن الحكومة اليابانية رسمياً عن ترشيح محافظ بنك اليابان الجديد يوم الثلاثاء.

خمس معلومات عن كازو أويدا المرشح لمنصب محافظ المركزي الياباني

المتعاملون يراقبون أيضاً مجموعة من التطورات الجيوسياسية بعد أن أسقط البنتاغون جسماً مجهولاً تعقبه فوق ميتشيغان، وفقاً لمسؤولين أميركيين مطلعين على الأمر. وهذه هي المرة الرابعة خلال ثمانية أيام التي يتم فيها إسقاط منطاد أو طائرة تحلق على ارتفاع عال فوق الولايات المتحدة أو كندا.

بعض التحركات الرئيسية في الأسواق:

الأسهم

  • ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.1% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك، أعلى من أي زيادة عند الإغلاق منذ 7 فبراير.
  • صعد مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.6%، أعلى من أي زيادة عند الإغلاق من 7 فبراير.
  • تقدم مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.1%، أعلى من أي زيادة عند الإغلاق منذ 6 يناير.
  • سجل مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية انخفاضاً بنسبة 0.3%، متراجعاً لليوم الثالث على التوالي في أطول فترة متصلة من الهبوط منذ 19 يناير.

العملات

  • مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" انخفض بنسبة 0.2%.
  • ارتفع اليورو بنسبة 0.4%، مسجلاً أعلى زيادة عند الإغلاق منذ أول فبراير.
  • صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6% ليصل إلى 1.2149 دولار.
  • سجل الين الياباني تراجعاً بنسبة 0.7% إلى 132.30 ين للدولار.

العملات المشفرة

  • انخفضت بتكوين بنسبة 0.3% إلى 21681.76 دولار.
  • هبطت إيثر بنسبة 1.4% إلى 1490.24 دولار.

السندات

  • عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات انخفض بمقدار ثلاث نقاط أساس مسجلاً 3.71%.
  • لم يتغير عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات تغيُّراً يذكر عن مستوى 2.37%.
  • لم يشهد العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات تغيراً يذكر عن مستوى 3.40%.

السلع

  • أسعار خام غرب تكساس الوسيط انخفضت بنسبة 0.5% إلى 79.29 دولار للبرميل.
  • عقود الذهب المستقبلية هبطت بنسبة 0.6% إلى 1864 دولاراً للأونصة.

الأميركيتان