زخم مشتريات الصين من النفط يعزز توقعات نمو الطلب العالمي

بكين اشترت 10 ملايين برميل من الإمارات وتعاقدت على شحنات أخرى من غرب أفريقيا

مضخات غاز بمحطة وقود تابعة لشركة "سينبوك" في هونغ كونغ
مضخات غاز بمحطة وقود تابعة لشركة "سينبوك" في هونغ كونغ المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عززت الصين مشترياتها من النفط مع تصاعد التوقعات بتعافي وتيرة استهلاك النفط، عقب انتهاء سياسة صفر كوفيد الصارمة في البلاد، ما يدعم التفاؤل بشأن توقعات نمو الطلب العالمي.

قادت شركة "يونيبك" (Unipec)، الذراع التجارية لعملاقة تكرير النفط "سينوبك" (Sinopec) عمليات الشراء، حيث اشترت نحو 10 ملايين برميل من الإمارات للتحميل في أبريل المُقبل، وفقاً لمتداولي بيع وشراء تلك الشحنات، الذين قالوا إن الشركة اشترت أيضاً شحنات للتسليم في الأجل الطويل من غرب أفريقيا.

تتزايد العوامل الداعمة لصعود السوق مع انتعاش متوقع في الأسعار نتيجة تعافي طلب الصين، وسط توقعات بارتفاع أسعار النفط لما يزيد عن 100 دولار للبرميل في وقت لاحق من العام الجاري.

سارعت مصافي تكرير أخرى، من بينها شركتي "تشاينا ناشيونال كيميكال" (China National Chemical Corp)، و"رونغ شنغ بتروكيميكال" (Rongsheng Petrochemical) إلى شراء شحنات من النفط، بعضها من الولايات المتحدة، من السوق الفورية مطلع الشهر الجاري.

التخزين تحسباً لتعافي الطلب

قالت ميتشال ميدان، مديرة برنامج أبحاث الطاقة الصينية في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة إن شركات التكرير تُخزن النفط تحسباً لتعافي الطلب، حيث تُفضل حينها أن يكون لديها فائضاً بالمعروض بدلاً من النقص، كما أنها فوجئت بزخم الطلب على البنزين عقب تخفيف قيود كوفيد 19.

رفعت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء، توقعاتها للطلب العالمي على النفط، ما أرجعته إلى إعادة الفتح في الصين، حيث توقعت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها، في تقريرها الشهري، ارتفاع الاستهلاك 2 مليون برميل يومياً هذا العام ليصل إلى 101.9 مليون برميل يومياً في المتوسط.

اقرأ المزيد: "الطاقة الدولية" ترفع توقعاتها للطلب على النفط 500 ألف برميل يومياً

جاءت مشتريات "يونيبك" مؤخراً عقب موجة الشراء الشهر الماضي، والتي اعتبرها متداولون مؤشراً على زيادة مرتقبة في معدلات التشغيل أو تخزين النفط الخام.

نمو متوقع بالربع الثاني

قالت جيانان سون، المحللة لدى "إنيرجي أسبكتس" (Energy Aspects) إن مصافي التكرير الحكومية تسعى هي الأخرى للحصول على مزيد من النفط الروسي الرخيص رغم توقع استمرار زخم إقبال المصافي على نفط الخليج العربي.

أضافت "سون": "قد يدفع زخم التعافي محلياً وإعادة التخزين التجاري إلى زيادة المشتريات الصينية".

تصل الشحنات، التي يتم شراؤها خلال دورة التداول الحالية والمستمرة لأسبوعين، في شهر مايو على الأغلب، تزامناً مع التوقعات بنمو قوي في الاستهلاك بحلول الربع الثاني.

اقرأ أيضاً: مصافٍ صينية كبرى تزيد مشترياتها من الخام الروسي

عززت مصافي التكرير الحكومية معدلات التشغيل خلال الأسبوع المنتهي في 9 فبراير، لتسجل أعلى مستوى منذ مطلع ديسمبر، وفقاً لشركة "أويل كيم" (OilChem) لاستشارات قطاع النفط، والتي قالت إن المصافي الخاصة رفعت أيضاً من إنتاجها، وسط تحسن هوامش ربحية تكرير النفط.

ترقّب تعافٍ مستدام

يُتوقع زيادة معدلات تشغيل مصافي التكرير "بقوة أكبر" خلال شهري مارس وأبريل، حسبما قالت ميا جينغ، المحللة لدى شركة استشارات صناعة التكرير "إف جي إي" (FGE)، التي تتوقع نمو الطلب المحلي الصيني 500 ألف برميل يومياً خلال الربعين الثاني والثالث، مقارنة بالربع الأول من 2023.

اقرأ أيضاً: هوس الشراء قد يتجه بشركات التكرير الصينية إلى نفط روسيا وإيران

هذا الأسبوع، زادت علاوة تداول نفط عُمان فوق مبادلات دبي، وهو المؤشر الرئيسي للطلب الآسيوي على نفط الشرق الأوسط، لتقترب من أعلى مستوى في 3 أشهر، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، كما استمر تراجع الفارق بين أسعار عقود دبي المستقبلية خلال الأسبوعين الماضيين.

تتطلع السوق لتعافٍ مستدام في الطلب الصيني، بينما تزداد التوقعات المتفائلة، وسط تعافٍ قوي للسفر خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة نهاية يناير الماضي، كما يعقد مجلس الشعب الصيني اجتماعاته السنوية في بكين بحلول 5 مارس، في ظل توقعات بكشف الحكومة النقاب عن حزم تحفيز قد تدعم زيادة استهلاك الطاقة.