"أدنوك" تعزز زخم الطروحات الخليجية بأكبر اكتتاب في 2023

تقييم "أدنوك للغاز" قد يتجاوز 50 مليار دولار

المندوبون يجتازون عرض شركة أدنوك خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة.
المندوبون يجتازون عرض شركة أدنوك خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تخطط "أدنوك"، شركة الطاقة المملوكة لحكومة أبوظبي لجمع ملياري دولار أو أكثر من خلال بيع حصة في وحدة الغاز الطبيعي التابعة لها، في طرح هو الأكبر هذا العام حتى الآن.

من المقرر أن تطرح "أدنوك" 4% من أسهم "أدنوك للغاز"، والتي تم تأسيسها عبر دمج أعمالها في الغاز الطبيعي المسال وأذرع معالجة الغاز. سيبدأ الاكتتاب العام في 23 فبراير، وسيتم تحديد السعر النهائي للطرح في 3 مارس، ومن المقرر أن يبدأ التداول بعد ذلك بـ10 أيام.

"أدنوك للغاز" تعلن عن طرح 4% من أسهمها في سوق أبوظبي

تقييم "أدنوك للغاز" المتوقع

قد يمنح الطرح "أدنوك للغاز" تقييماً لا يقل عن 50 مليار دولار، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وهذا من شأنه أن يجعلها واحدة من أكبر شركات الغاز المدرجة في العالم ويضعها على قدم المساواة تقريباً مع شركات مثل "إيني" (Eni) و"أوكسيدنتال بتروليوم كورب" (Occidental Petroleum Corp).

"أدنوك للغاز "تتوقع أن توزّع أرباحاً نقدية بقيمة 3.25 مليار دولار لعام 2023. وحققت أرباحاً معدلة قياسية وذلك قبل خصم الضرائب والإهلاك والاستهلاك بلغت 8.7 مليار دولار في عام حتى أكتوبر 2022. وجاء الأداء القوي في ظل ارتفاع أسعار الغاز عالمياً بعد أن غزت روسيا أوكرانيا واندفاع أوروبا لتأمين الإمدادات من دول أخرى.

"أدنوك" تكشف عن أرباح قياسية لأعمال الغاز قبيل الطرح الأولي

تجدر الإشارة إلى تراجع أسعار الغاز في أوروبا إلى أقل من 50 يورو لكل ميغاواط/ ساعة اليوم الجمعة للمرة الأولى منذ ما يقرب من 18 شهراً، ويرجع ذلك إلى طقس الشتاء المعتدل والتدفقات القوية للغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وانخفاض الطلب الصناعي. لكن تظل تكاليف الغاز في أوروبا وآسيا أعلى بكثير من المتوسطات طويلة الأجل.

قبل الطرح، نقلت "أدنوك" 5% من "أدنوك للغاز" إلى شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" والتي تُعد أكبر منتج رئيسي للطاقة في الإمارات.

زخم الاكتتابات الخليجية

يعتبر الاكتتاب العام المنتظر جزءاً من مسعى دول الخليج العربي الغنية بالطاقة لتمويل تنويع اقتصاداتها وفتح أسواقها المالية بشكل أكبر أمام المستثمرين الدوليين. كما ساعد ارتفاع أسعار النفط والغاز المنطقة- وخاصة الإمارات والسعودية- في الصمود في مواجهة تراجع الاكتتابات العامة عالمياً العام الماضي، ومن المتوقع إدراج المزيد من الطروحات في الأشهر المقبلة.

في سياق مواز، تخطط سلطنة عُمان لجمع ما يصل إلى 244 مليون دولار من طرح وحدة التنقيب عن النفط الحكومية، "أبراج لخدمات الطاقة". ومن المنتظر أن يبدأ الاكتتاب يوم الإثنين، أي قبل طرح "أدنوك للغاز"بثلاثة أيام.

تجدر الإشارة إلى أن طرح "أدنوك للغاز" يسير وفقاً لجدول زمني سريع، إذ أعلنت أدنوك عن الاكتتاب في نهاية شهر نوفمبر فقط. وأدى ضيق الجدول الزمني إلى إلغاء "غولدمان ساكس" و"بنك أوف أميركا" مشاركتهما في الصفقة، وفق ما نشرته بلومبرغ نيوز في السابق.

من المنتظر أن يكون هذا أول طرح عام أولي كبير في الشرق الأوسط هذه السنة بعد عام 2022 القياسي الذي جمعت فيه أسواق المنطقة 23 مليار دولار من الاكتتابات. ويقود بنكا "أبوظبي الأول" و"إتش إس بي سي" الطرح.

كان اكتتاب شركة "بروج" للكيماويات هو أكبر طرح عام أولي في أبوظبي حتى الآن والذي جمعت فيه ملياري دولار بمنتصف 2022. كما أن أكبر طرح عام في الإمارات كان من نصيب هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا" بقيمة 6.1 مليار دولار في أبريل.

دفعة الغاز الطبيعي المسال

تبلغ الطاقة الإنتاجية لشركة "أدنوك للغاز" 10 مليارات قدم مكعب يومياً، عبر ثمانية مواقع برية وبحرية وشبكة أنابيب تمتد لأكثر من 3250 كيلومتراً (2020 ميلاً)، وهو ما يضعها في طليعة جهود الإمارات لتعزيز إنتاج وتجارة الغاز الطبيعي المسال.

من المتوقع أن يظل الطلب على الغاز، الذي يُستخدم إلى حد كبير كوقود لمحطات الطاقة والتدفئة، قوياً على الأقل خلال السنوات العديدة القادمة. خاصة أن السوق العالمية ضيّقة في ظل سعي أوروبا لاستبدال تدفقاتها من روسيا، والتي كانت تمثل 40% من مصادر إمداداتها قبل غزوها أوكرانيا.

تبني الإمارات منشأة للغاز الطبيعي المسال في مدينة الفجيرة الساحلية لتضاعف طاقتها التصديرية ثلاث مرات تقريباً إلى نحو 15 مليون طن سنوياً. وهذا قد يجعلها واحدة من أكبر عشرة مصدرين للوقود في العالم.

لا تمتلك أدنوك للغاز مشروع الفجيرة للغاز الطبيعي المسال، لكنها تتوقع أن تُمنح الفرصة لشرائه من "أدنوك" قبل بدء الإنتاج التجاري، وفقاً لنشرة الاكتتاب العام.

قالت شركة "أدنوك للغاز" إنها تخطط لضخ نفقات رأسمالية مرتبطة بالنمو بقيمة 14 مليار دولار على مدى السنوات السبع المقبلة، كما سيتم تمويل معظمها من خلال الديون.

تُعد الإمارات من بين الدول التي تتطلع أوروبا إليها لتعزيز أمن الغاز، وسلّمت هذا الأسبوع أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال لألمانيا من الشرق الأوسط.