دراسة: الشركات الأوروبية تفتقر لخطط عمل مناخية موثوقة

أقل من 5% من الشركات أعلنت إجراءات مناخية تؤكد التزامها بمسار نحو تحقيق أهدافها المناخية

بخار يتصاعد من أبراج التبريد في محطة كهرباء في ألمانيا تعمل عن طريق حرق الفحم الحجري.
بخار يتصاعد من أبراج التبريد في محطة كهرباء في ألمانيا تعمل عن طريق حرق الفحم الحجري. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كشف تقرير حديث لتقييم مدى تحقيق الشركات أهدافها المناخية أنه رغم إعلان الشركات الأوروبية عن رغبتها في خفض بصمتها الكربونية، إلا أن هناك عدداً قليلاً منها يتخذ خطوات على أرض الواقع لتحقيق ذلك.

أظهرت الدراسة التي شملت نحو 1500 شركة أوروبية، وأجرتها "سي دي بي" (CDP)، المنظمة غير الربحية المتخصصة في تحليل الإفصاحات المتعلقة بالمناخ، و"أوليفر وايمان" (Oliver Wyman) للاستشارات، أن نحو نصف الشركات أعلنت خططاً للحد من الاحتباس الحراري وخفض ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية. ورغم تلك التعهدات، لم تعلن سوى أقل من 5% منها عن إجراءات مناخية محددة تؤكد تطبيق تغييرات كافية لتحقيق أهدافها.

دراسة: التعهدات المناخية للشركات العالمية الكبرى "مضللة"

قال روب بيلي، الشريك في "أوليفر وايمان": "فهمت الشركات الرسالة، فأكثر من نصف الشركات الأوروبية الآن لديها خطط انتقالية، لكن بالبحث في تلك الخطط والمراجعة الفعلية لمدى توافق إفصاحاتها لـ(سي دي بي) مع خطة انتقال شاملة وذات مصداقية، يتضح أن الخطوات لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب".

مدى جدية الاستعداد للانتقال

اعتمد التقرير على بيانات استطلاعات "سي دي بي" السنوية، وممارسات الشركات في مكافحة تغير المناخ التي تفصح عنها للمؤسسة غير الهادفة للربح في 2022.

ولتقييم خطط الشركات المناخية، راجع الباحثون معيارين أساسيين وهما توافق أهداف خفض الانبعاثات مع الاحتفاظ بمعدل ارتفاع درجات الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية، إلى جانب البيانات التي تم الإفصاح عنها لـ14 مؤشراً على الأقل من بين 21 مؤشراً لتغير المناخ، ومن بينها عمليات إدارة المخاطر في الشركات.

وبحسب تلك المعايير، أظهرت 56 شركة فقط -أقل من 5%- من بين الشركات التي شملها الاستطلاع "استعداداً جاداً للانتقال"، وفقاً للتقرير، كما أظهرت الدراسة أن الشركات في دول شمال أوروبا مثل السويد والنرويج وفنلندا والدنمارك، كانت الأكثر التزاماً بوضع خطط مناخية محددة.

نتائج مخيبة للآمال

جاءت النتائج مخيبة للآمال عند تقييم الدراسة أهداف 183 شركة في مجال الغابات واستراتيجية 311 شركة تجاه الأمن المائي، حيث كشف التقرير أن أقل من ثلث الشركات تبنت "أفضل الممارسات تطبيقاً لسياسة الغابات"، التي تتضمن الالتزام بعدم إزالة الغابات، ونحو 21% من الشركات لديها "أفضل الممارسات فيما يخص نهج المياه"، ومن بينها الالتزامات بالاستخدام المستدام للمياه.

قال بيلي إن أهمية إفصاحات الشركات المناخية تتزايد. فرغم ما كشف عنه التقرير أن 4 من كل 5 مؤسسات مالية تزعم الاستعداد لتطبيق خطط للتحول المناخي لعملائها من الشركات، أظهرت دراسة "سي دي بي" أن نحو 40% من القروض القائمة تم منحها لشركات لم تحرز تقدماً ملموساً تجاه تحقيق أهدافها المناخية.

اقرأ أيضاً: إنذار مناخي جديد.. درجات حرارة قياسية في أوروبا بداية العام

يتزايد أيضاً تدقيق الجهات التنظيمية على إجراءات الشركات المناخية. حيث تُلزم توجيهات إعداد تقارير استدامة الشركات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي الشركات بتقديم مزيد من المعلومات حول الأهداف المناخية، بما في ذلك التعرض للوقود الأحفوري.

قال بيلي: "نأمل أن يقدم التقرير صورة عامة عمّا تحتاج الشركات للتركيز عليه خلال السنوات القليلة المقبلة.. هناك تقدم بالفعل، لكننا نحتاج أن نلمس تركيزاً أكبر على التطبيق العملي لكيفية القيام بذلك".