الولايات المتحدة ترفض تكهنات بتلاعب روسيا بسقف أسعار النفط

مساعد وزير الخزانة قلل من أهمية خفض الإنتاج الروسي، نافياً أن يكون له تأثير يُذكر على الأسعار العالمية

رافعات ضخ النفط، تعمل في حقل نفط بالقرب من نفتيكامسك بجمهورية باشكورتوستان، روسيا.
رافعات ضخ النفط، تعمل في حقل نفط بالقرب من نفتيكامسك بجمهورية باشكورتوستان، روسيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

رفض مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية تكهنات بأن روسيا -التي تواجه مجموعة من العقوبات وفرض أسقف سعرية بغية الحد من إيراداتها من بيع النفط- ربما تحقق أرباحاً سرية أكثر مما توضح البيانات المعلنة.

قال بن هاريس، مساعد وزير الخزانة للسياسة الاقتصادية أمس الخميس، بحسب نص التصريحات المقرر أن يدلي بها في هيوستن: "على حد علمي، لا توجد بيانات مؤكدة أو دليل قاطع يدعم التكهن بتهرب روسيا من العقوبات بالاستفادة من الخدمات التي يقدمها التحالف وفي نفس الوقت تلقي مدفوعات أعلى من سقف الأسعار على منتجاتها النفطية".

تشير بيانات التسعير من "بلاتس" (Platts)، وهي وحدة تابعة لـ"إس أند بي غلوبال"، إلى أن التجار يحصلون على هامش كبير بشكل غير عادي على شحنات خام الأورال المرسلة من موانئ روسيا في منطقة بحر البلطيق إلى الساحل الغربي للهند، حيث تزيد أسعار التسليم عن 20 دولاراً للبرميل مقارنة بسعر الشراء.

قال المحللون لدى "غولدمان ساكس" في مذكرة بحثية بتاريخ 10 فبراير للعملاء، إن السعر الفعلي للنفط الروسي قد يكون أعلى كثيراً من المعلن في أغلب الأحيان، وقد يساعد ذلك في تفسير سبب بقاء إنتاج النفط الروسي قوياً.

لم يقدم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الذي فرض سقف الأسعار، أي اعتراض إزاء هوامش الربح المرتفعة للوسطاء. لكن إذا كانت الإيرادات الروسية أعلى من المعلنة، فسيؤدي ذلك إلى تقويض الادعاء بفاعلية فرض الحد الأقصى للأسعار ويمكن أن يكون دليلاً على مخالفة سقف الأسعار.

العقوبات على النفط الروسي تقفز بتكاليف شحن الوقود لمستويات قياسية

يُحظر على مشتري النفط الروسي الاستفادة من الخدمات البحرية الغربية مثل التأمين ما لم يتم تسعير شحناتهم بأقل من سقف السعر الذي حددته الولايات المتحدة وحلفاؤها.

روسيا تلوّح بخفض إنتاج النفط

رغم عدم معرفة إيرادات روسيا بشكل دقيق مقابل كل شحنة، قال هاريس في مقابلة مع "بلومبرغ" قبل خطابه إن إجمالي إيرادات روسيا من مبيعات النفط انخفض منذ فرض سقف السعر، وأن الإنتاج الروسي ظل ثابتاً نسبياً، والأسعار العالمية مستقرة، رغم ما توقعه كثير من المتشككين.

قال هاريس: "لا خلاف على كل تلك التطورات".

دفعت موسكو أسعار النفط الخام العالمية للارتفاع بشكل طفيف في 10 فبراير عندما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده ستخفض إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يومياً خلال مارس. ارتفع خام برنت بأكثر من 2% آنذاك إلى 86.39 دولار للبرميل، لكنه تراجع كثيراً منذ ذلك الحين.

قلل هاريس خلال المقابلة، من أهمية خفض الإنتاج الروسي، قائلاً إنه لن يكون له تأثير يُذكر على الأسعار العالمية.

في خطابه، أمام مؤتمر استضافته "أرغوس ميديا" (Argus Media)، بدأ هاريس بإصدار ملاحظة تحذير بشأن تقييم ما تحقق من سقف الأسعار.

سقف أسعار النفط يكلف روسيا 170 مليون دولار يومياً

قال "يبقى أن نرى النجاح ونواصل تنفيذ هذه السياسة (تحديد سقف للأسعار) بحماس".

في الوقت نفسه، أشار هاريس إلى أن كبار المسؤولين الروس "أقروا صراحة بأن سقف الأسعار يضر بقدرتهم على تمويل حربهم ودعم الاقتصاد الروسي".