كرة القدم الأميركية والعقارات تجعلان من توتنهام هدفاً جذاباً للاستحواذ

النادي الإنجليزي الشهير يمتلك ملعباً ضخماً وعقوداً مُربحة ساهمت في تعزيز إيراداته وتسليط الأضواء عليه

مشجع يلوّح بعلم توتنهام في فترة الاستراحة بين شوطي مباراة في كأس رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم للسيدات بين توتنهام هوتسبير وتشيلسي في ملعب بريسبان رود، لندن، إنجلترا في 25 يناير 2023.
مشجع يلوّح بعلم توتنهام في فترة الاستراحة بين شوطي مباراة في كأس رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم للسيدات بين توتنهام هوتسبير وتشيلسي في ملعب بريسبان رود، لندن، إنجلترا في 25 يناير 2023. المصدر: بلومبرغ
Chris Hughes
Chris Hughes

Chris Hughes is a Bloomberg Opinion columnist covering deals. Previously, he worked for Reuters Breakingviews, the Financial Times and the Independent newspaper.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هل جاء الدور على توتنهام هوتسبير؟ ليس للفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز -حسناً، ولكن- ربما لتغيير المالكين.

تدعو أقلية صاخبة من مشجعي نادي شمال لندن لكرة القدم إلى هذه الخطوة منذ سنوات، متذمرين من أن الاستثمارات التي ضخها الرئيس دانيال ليفي في ملعب جديد لم يقابلها إنفاق على الفريق (حتى لو كانت فاتورة الرواتب المرتفعة تشير إلى خلاف ذلك). ومع ذلك، فإن مقر النادي المذهل هو الذي يعزز جاذبيته للمشترين المحتملين، وليس مفاجئاً إذاً أن تكون هناك صفقة قيد الإعداد.

أفادت صحيفة "فايننشال تايمز"، الأسبوع الماضي، بأن قطب الرياضة جهم نجفي يعمل مع تحالف على عرض محتمل قيمته 3.8 مليار دولار لشراء توتنهام، لكن مدى جدية العرض لم تتضح بعد. وقالت الصحيفة إن أي عرض قد يستغرق أسابيع. وتدرس شركة "إم إس بي سبورتس كابتيال" (MSP Sports Capital) التابعة لـ"نجفي" بالفعل حيازة حصة أقلية في نادي إيفرتون لكرة القدم.

عرض قطري ينافس راتكليف للاستحواذ على "مان يونايتد"

يُذكر هذا الاهتمام، الذي أوردته الأنباء، بجاذبية أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لمشتري الأسهم الخاصة في الولايات المتحدة. وإذا وضعنا في الحسبان أيضاً صفقة الاستحواذ على تشيلسي، جار توتنهام في لندن، وبلا شك الاهتمام الحالي بشراء مانشستر يونايتد، فإن السؤال المطروح على مقدمي العروض الأميركيين هو كيفية الاستفادة من هذه الأصول لتوليد إيرادات أعلى يمكن الاعتماد عليها أكثر من التعويل على الرياضيين باهظي الثمن في الفوز بالمنافسات والألقاب. وبعبارة أخرى، أن يديروها مثل الامتيازات الرياضية الأميركية.

لعبة عقارية مثيرة للإعجاب

وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز"، فإن مما يثير الاهتمام بتوتنهام هو حقوقه العقارية والتطويرية. وهذا منطقي. فمن منظور تجاري، يمكن اعتبار توتنهام بمثابة لعبة عقارية في المملكة المتحدة بنادي كرة قدم تاريخي.

يُعد ملعب توتنهام الجديد معلماً مثيراً للإعجاب. فهو مصمم لاستضافة مباريات دوري كرة القدم الأميركية إلى جانب استقبال المباريات الرياضية الأخرى وغيرها من وسائل الترفيه، فبيونسيه تخطط لإقامة خمسة عروض في الملعب هذا العام. وعليه، فإن الجمع بين مبنى على مستوى عالمي وموقع في لندن بمثابة مزيج قوي، بغض النظر عن أن توتنهام يبعد مسافة عن مركز لخطوط المواصلات الرهيب. في المقابل فإن مقر تشيلسي في ستانفورد بريدج لديه رمز بريدي مميز، وهو مجاور لواحدة من أغنى المناطق السكنية في العاصمة البريطانية، لكن لا تتحقق منه الاستفادة القصوى لأن الملعب صغير نسبياً، كما أن هناك قيوداً على التوسع المحلي.

مالك "تشيلسي" الجديد: الأندية الإنجليزية أقل من قيمتها العادلة

أظهرت النتائج المالية لتوتنهام لموسم 2021-2022 الفائدة الفورية لزيادة السعة، فقد بلغت عائدات المباريات 106 ملايين جنيه إسترليني (128 مليون دولار)- ارتفاعاً من 71 مليون جنيه إسترليني في 2017-2018، وهو آخر عام كامل قبل افتتاح الملعب الجديد. وحتى مع انخفاض أموال الجوائز وإيرادات البث، كان إجمالي الإيرادات البالغ 444 مليون جنيه إسترليني أقل 4% فقط من عام 2019 عندما احتل توتنهام المركز الثاني في دوري أبطال أوروبا.

كرة القدم الأميركية

إذا اكتسبت كرة القدم الأميركية قوةً دافعةً أكبر في المملكة المتحدة، فمن الواضح أن توتنهام في وضع مثالي ليكون محور الاهتمام ومحط الأنظار. وسيضيف ذلك رافداً جديداً من إيرادات التذاكر بعيداً عن الإيرادات القادمة من الفعاليات المحلية، إذ ستجذب المباريات المشجعين في جميع أنحاء البلاد ومن أوروبا. يُعد ذلك رهاناً منطقياً، فلدى توتنهام اتفاق قائم لاستضافة مباراتي كرة قدم أميركية على الأقل في السنة، وفي الإطار نفسه، استقبل ويمبلي، الملعب الوطني، جماهير كادت تملؤه لحضور مباراة بين جاكسونفيل جاغوارز ودنفر برونكوس في أكتوبر. واقترب مالك نادي فولهام لكرة القدم، شهيد خان، الذي يملك جاغوارز، من شراء ويمبلي في عام 2018، بهدف تنظيم المزيد من مباريات كرة القدم الأميركية هناك.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن حقوق تسمية ملعب توتنهام لا تزال قيد التنافس ضمن صفقة رعاية محتملة.

"777 بارتنرز" تدرس شراء حصة في نادي "إيفرتون" الإنجليزي

لكن ماذا عن فريق توتنهام لكرة القدم؟ إنه من بين أفضل ستة أندية إنجليزية من حيث توليد الإيرادات، وفقاً لآخر مسح أجرته شركة "ديلويت" (Deloitte) لــ"الدوري المالي لكرة القدم".

ومن المجالات التي يتخلف فيها النادي بوضوح عن أقرانه في المقاييس غير الرياضية هو متابعته على وسائل التواصل الاجتماعي، بناءً على دراسة أجرتها شركة البيانات والتحليلات "غلوبال داتا" (GlobalData).

خطة إيرادات خيالية

في ظل ما سبق، ستكون هناك حاجة إلى خطة إيرادات خيالية لأي عملية استحواذ كي تحقق المرجو منها. لم يحقق توتنهام أرباحاً صافية منذ ما قبل كوفيد، ففاتورة الفوائد السنوية على قروض حجمها 853 مليون جنيه إسترليني -والتي ذهب أغلبها لتمويل بناء الملعب- كبيرة، وكذا كلفة شراء اللاعبين. ومن شأن السعر المطروح أن يعادل 7 أضعاف الإيرادات في السنة المالية الأخيرة. وبلغ السعر الخاص بمانشستر يونايتد هذا المستوى يوم الخميس الماضي تحسباً لعرض استحواذ وشيك، ويمكن أن يجلب المزيد، لكن فريق شمال إنجلترا يتصدر الدوري في إيرادات الرعاية المقدرة في تحليل "غلوبال داتا" (GlobalData).

بعيداً عن كل هذا، لا يريد المشجعون سوى الفوز بالألقاب والجوائز والمزيد من الاستثمار في الفريق. لذا، يجب أن يكون الأمل هو أن يتسنى للمالك الجديد المتمرس تجارياً تحقيق كلتا الغايتين، حتى لو كان ذلك مجرد منتج ثانوي لتوتنهام الذي يُدار بشكل أساسي كمكان ترفيهي متعدد الاستخدامات. وكلما زادت الإيرادات التي يمكنك تحقيقها من ملعبك، يمكنك الاستثمار في فريق كرة القدم. وفي عالم الأعمال والحياة وكرة القدم، غالباً ما تتحقق الأهداف بشكل أفضل إذا لم تطاردها مباشرة.