"مايكروسوفت" تواجه الاتحاد الأوروبي لإنقاذ صفقة "أكتيفيجن"

عملاقة البرمجيات تتعهد بإظهار استعدادها للتعامل مع المخاوف المرتبطة بالاحتكار

رئيس شركة "مايكروسوفت"، براد سميث
رئيس شركة "مايكروسوفت"، براد سميث المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

دخلت شركة "مايكروسوفت" في مواجهة مع هيئات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، عبر إصرارها على أن صفقة الاستحواذ على "أكتيفيجن بليزارد" (Activision Blizzard) بقيمة 69 مليار دولار، "ستؤدي إلى زيادة المنافسة" لصالح عشاق ألعاب الفيديو، ولكنها تعهدت بإظهار استعدادها للتعامل مع المخاوف المرتبطة بمكافحة الاحتكار.

قال رئيس "مايكروسوفت"، براد سميث، للصحفيين قبيل جلسة مغلقة في بروكسل: "أعتقد أننا سنوضح أن استحواذنا على (أكتيفيجن بليزارد) سيتيح مزيداً من الألعاب لعدد أكبر من الأشخاص على أجهزة ومنصات أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف سميث: "نحن على أتم استعداد، نظراً لاستراتيجيتنا، للتعامل مع مخاوف البعض، سواء من خلال العقود، مثلما فعلنا مع (نينتندو) صباح اليوم، أو من خلال تعهدات تنظيمية، كما كنا دوماً مستعدين".

وجاء حديث سميث في سياق الإشارة إلى توقيع اتفاقية مع "نينتندو" مدتها 10 سنوات "ستضيف لعبة "كول أوف ديوتي" (Call of Duty) إلى أجهزة (نينتندو)". وعرضت "مايكروسوفت" علناً بالفعل العام الماضي منح شركة منافسة أخرى، وهي مجموعة "سوني"، رخصة مشابهة للعبة التي تتمتع بإقبال شديد.

أكبر صفقة من نوعها

تُعد صفقة "مايكروسوفت" المقترحة للاستحواذ على "أكتيفيجن بليزارد" هي الأكبر من نوعها للشركة، وإحدى أكبر 30 صفقة استحواذ على الإطلاق. وبعيداً عن "كول أوف ديوتي"، ستتيح الصفقة لـ"مايكروسوفت" امتيازات لبعض أشهر ألعاب الفيديو، مثل لعبة "وورلد أوف واركرافت" (World of Warcraft).

وتملك الشركة صانعة "إكس بوكس" بالفعل امتياز لعبة "هيلو" (Halo)، ولعبة بناء العالم الافتراضي "ماينكرافت" (Minecraft).

لماذا سعت "مايكروسوفت" لصفقة الاستحواذ الأكبر في عالم ألعاب الفيديو؟

أعقبت جلسة الاتحاد الأوروبي صدور نتائج أولية من المملكة المتحدة تفيد بأن الصفقة يُرجَّح أن تتسبب في أضرار بالغة على المنافسة في سوق صناعة وحدات التحكم بالألعاب وخدمات الألعاب القائمة على الحوسبة السحابية، وحضر الجلسة الرئيس التنفيذي لشركة "أكتيفيجن"، بوبي كوتيك، بالإضافة إلى قرابة 100 من المحامين والمسؤولين والنقاد من "سوني" و"ألفابت" و"إنفيديا" الذين حضروا بشخصهم وعبر الفيديو.

وأثار ذلك الأمر تساؤلات بشأن إمكانية إتمام الصفقة، التي تتعرض أيضاً لانتقادات في الولايات المتحدة، بسبب مخاوف من أن "مايكروسوفت" قد تُصعِّب حصول المنصات المنافسة على أشهر ألعاب "أكتيفيجن".

النتائج الأولية

حصلت "مايكروسوفت" مؤخراً على النتائج الأولية للجهات التنظيمية بالاتحاد الأوروبي في ما يُسمى ببيان الاعتراضات، الذي يوضح مخاوف التكتل الرئيسية بشأن الصفقة، وفقاً لأشخاص اطلعوا على المراجعة.

تحقيق أوروبي معمق حول صفقة استحواذ "مايكروسوفت" على "اكتيفيجن"

في المملكة المتحدة، يتضح أن الترخيص وحده لن يكون كافياً لإقناع الهيئة الرقابية في البلاد. اقترحت "هيئة المنافسة والأسواق" في بريطانيا خلال الشهر الجاري عدداً من الحلول الهيكلية التي تشمل بيع هذه الوحدة المرتبطة بلعبة "كول أوف ديوتي"، وهي الجزء المتعلق بـ"أكتيفيجن"، أو إيقاف الصفقة بأكملها. لدى "مايكروسوفت" والأطراف المعنية الأخرى وقت حتى الأربعاء المقبل للرد على نتائج الهيئة الأولية. وستُعقد جلسة في لندن لمناقشة الحلول المحتملة في وقت لاحق من الشهر الجاري.

أما في الاتحاد الأوروبي، فسيحدد بيان الاعتراضات الذي قدمه التكتل، إلى جانب الجلسة التي عُقدت في بروكسل هذا الأسبوع، مسار نوعية الحلول الرسمية التي سيتحتم على "مايكروسوفت" تقديمها خلال الأسابيع المقبلة. ويهدف الاتحاد الأوروبي للانتهاء من مراجعته بحلول 11 أبريل.

الانتهاء من التحقيق

بحلول 26 أبريل، يُرجَّح أن تنتهي المملكة المتحدة من تحقيقاتها، التي تركز على ما إذا كانت الصفقة ستسمح لـ"مايكروسوفت" بقطع الطريق على منافسيها من منصات ألعاب الفيديو ومقدمي خدمات الألعاب القائمة على الحوسبة السحابية.

وفي الولايات المتحدة، ما تزال لجنة التجارة الفيدرالية في خضم إجراءات قانونية مطوّلة بعدما رفعت دعوى رسمية للاعتراض على الصفقة.

لجنة فيدرالية تقرر رفع دعوى ضد صفقة "مايكروسوفت" و"أكتيفيجن"

ذكرت "مايكروسوفت" مراراً أنها ليست لديها خطط لاحتكار "كول أوف ديوتي". كما عرضت عملاقة البرمجيات إبقاء اللعبة متاحة على أجهزة "بلاي ستيشن" لعدة سنوات وقدمت عرضاً مشابهاً لـ"نينتندو" على أجهزة "سويتش" (Switch).

وذكر الرئيس التنفيذي لوحدة الألعاب بـ"مايكروسوفت"، فيل سبنسر، الذي يحضر جلسة الاتحاد الأوروبي أيضاً، أن خطة الشركة هي زرع محتواها في أكبر عدد ممكن من الأنظمة والشاشات.