تجار الطاقة يتوجهون لأسواق السلع الزراعية والمعادن

استغلوا مكاسبهم القياسية التي منحتهم سيولة كافية للاستثمار وفرصة تنويع إيراداتهم عبر تداول سلع أخرى

صورة جوية تُظهر ماكينة حصاد محصول فول الصويا في ويانيت، إيلينوي، الولايات المتحدة
صورة جوية تُظهر ماكينة حصاد محصول فول الصويا في ويانيت، إيلينوي، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتجه بعض كبار تجار الطاقة عالمياً إلى أسواق المعادن والسلع الزراعية مستغلين مكاسبهم القياسية في السنوات القليلة الماضية من تجارة النفط والغاز، التي منحتهم سيولة كافية للاستثمار وفرصة لتنويع إيراداتهم عبر تداول سلع أخرى.

عيّنت مجموعة "غنفور" (Gunvor Group)، و"هارتري بارتنرز" (Hartree Partners)، و"فيتول غروب" (Vitol Group) العام الماضي متخصصين في تداولات السلع الزراعية والمعادن.

على الرغم من أنَّها ليست المرة الأولى التي يتجه فيها كبار تجار الطاقة لتلك الأسواق؛ لكنَّ عوامل عديدة دفعتهم تلك المرة لزيادة الاهتمام بها.

تذبذب أسعار السلع

تسبّبت أزمة الطاقة والحرب الروسية في أوكرانيا في حدوث ما يترقبه التجار بشغف من تذبذب الأسعار الذي يؤدي بالتبعية إلى التأثير فيما بين السلع وبعضها مع بعض، حيث يتراجع إنتاج المعادن وتزداد تكلفة الأسمدة في حالة ارتفاع أسعار الغاز، كما أصبحت معادن مثل النحاس والليثيوم ضرورية لتحوّل الطاقة بعيداً عن الاعتماد على الوقود الأحفوري، كذلك تعزز ارتفاعات أسعار الديزل المتجددة في الولايات المتحدة من الطلب على المحاصيل، مما يساهم في الربط بين أسواق السلع الأساسية.

تحول تاريخي بأسواق السلع العالمية بعد خروج تدفقات بـ129 مليار دولار

قال مانيش مارواها، مستشار السلع ومدير الاستراتيجية السابق لدى عملاق تجارة السلع الزراعية "كوفكو إنترناشيونال" (COFCO International Ltd): "التنويع منطقي، وقد انعكس على مرونة هوامش الربحية والعائدات التي حقّقتها تجارة المعادن والسلع الزراعية في السنوات الأخيرة".

توجه نحو مشتقات المعادن والسلع

أكد مارواها منطقية توجه بعض كبار تجار الطاقة لأسواق سلع أخرى بهدف تعويض خسائرهم نتيجة التخارج من أعمال النفط الروسية.

في حين يستمر التركيز الأساسي للتجار المستقلين على تداول الطاقة من النفط والغاز والفحم والكهرباء، لكنَّ التقلبات الحالية في الأسعار تدفعهم إلى تداول المشتقات المالية للمعادن والمحاصيل بدلاً من التداول في الأسواق الفورية.

ضمن موجة التعيينات مؤخراً، انضم إيان أوكسلي إلى مجموعة "غنفور"، ومقرها جنيف، منتقلاً من "فري بوينت كوموديتيز" (Freepoint Commodities) نهاية العام الماضي بالتزامن مع تزايد اهتمام عملاق تجارة الطاقة بالمعادن الأساسية، كما عيّنت مجموعة "غنفور" أيضاً براد جيمس وجوناثان سميث المتخصصين في تداول المشتقات المالية للسلع الزراعية، والمنتقلين من "سيتي غروب"، وفقاً لأشخاص مطّلعين على الأمر.

إعادة فتح اقتصاد الصين يدعم استقرار السلع الأساسية عالمياً

منذ العام الماضي أيضاً، عيّنت مجموعة "هارتري"، التي تستثمر في أسواق المعادن سريعة النمو، ديمتري فيلاتوف، وماريك رايت، وريتشارد لي لتداول المشتقات المالية للسلع الزراعية، وكذلك عيّنت "فيتول"، من كبرى شركات تجارة النفط المستقلة، كارل ديجاردان رئيساً لوحدة تداول السلع الزراعية مع اتجاه الشركة للتداول خارج مراكزها الرئيسية في جنيف وهيوستن.

رفضت "غنفور" و"هارتري" التعليق.

معادن أساسية

مراكز استثمارية صغيرة

اختفى ذلك النوع من الانتقال من أسواق تداول السلع، مع توقف "فيتول" و"غنفور" عن التوجه لأسواق السلع الزراعية والمعادن منذ أكثر من 6 سنوات.

منذ 2015، ركزت "ميركوريا إنرجي غروب" (Mercuria Energy Group) على بناء مراكز استثمارية في مجال خامات المعادن عالية التركيز قبل أن تركز استثماراتها بشكل انتقائي على المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات.

برغم التوسعات الأخيرة؛ يبقى انكشاف تجار الطاقة على باقي السلع الأخرى ضئيلاً مقارنةً بلاعبين يتمتعون بحصة مسيطرة مثل "كارغيل" (Cargill Inc) في السلع الزراعية، أو "ترافيغورا غروب" (Trafigura Group) في المعادن.

النقد والتجار والنفط: هكذا شقت "غلينكور" طريقها عبر أفريقيا

يرى رونالد ريتشيستنر، الشريك لدى "ماكينزي آند كو" أنَّ تلك المراكز الصغيرة تُمكن الشركات من النظر بعمق والاطلاع على الصفقات التي يُمكن القيام بها بين أسواق السلع المختلفة، كتنافس قطاعي الطاقة والغذاء على المحاصيل الزراعية مع التوسع في الاعتماد على الوقود الحيوي.

قال ريتشيستنر: "يتعاملون بشكل أساسي مع الأطراف نفسها، كما أنَّ الدافع الرئيسي للأرباح بذلك القطاع يتمثل في تقلبات الأسواق، وتحوّل الطاقة يمثل المسار الرئيسي الضخم الذي يؤثر بدوره على كافة فئات الأصول حالياً".