لا هدوء للأسهم الأميركية والمستثمرون يرفعون الرهان على أسعار الفائدة

متعاملون في بورصة نيويورك بعد تراجعات 18 مايو
متعاملون في بورصة نيويورك بعد تراجعات 18 مايو المصدر: غيتي إيميجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لم تحصل سوق الأسهم الأميركية على قدر كاف من التشجيع حتى تحافظ على انتعاشها بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن أسعار الفائدة ستواصل الارتفاع وسط استمرار مخاوف التضخم.

المسألة لا تتعلق بأن محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي كشف قدراً كبيراً من المعلومات الجديدة، وإنما بأن المسؤولين في البنك المركزي أكدوا بشكل قاطع على فكرة أن لا شيء سيمنعهم من إبقاء أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول إذا شكلت قوة الاقتصاد تهديداً لأهدافهم. الآن ينبغي تسليط الضوء على أمر واحد هو أنه على الرغم من أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لم يقف في وجه تيسير الأوضاع المالية، فقد أشار محضر الاجتماع إلى أنها يمكن أن تبرر "تطبيق سياسة نقدية أكثر تشدداً".

كل هذا يعني بوضوح أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يتعجل في خفض أسعار الفائدة.

محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يكشف ميله لزيادة الفائدة للسيطرة على التضخم

ذروة أسعار الفائدة

استمر هذا التصور في الانعكاس على سوق عقود المقايضة. فارتفع سعر الرهان على عقد مؤشر أسعار الفائدة لليلة واحدة المرتبط باجتماع البنك المركزي في يونيو إلى 5.33%، أي حوالي 75 نقطة أساس فوق سعر الفائدة الفعلي الحالي على الأرصدة الفيدرالية. ومع عقد اجتماعات في مارس ومايو ويونيو، يمكن أن يعادل ذلك زيادة بمقدار ربع نقطة مئوية في كل اجتماع. وراهنت السوق أيضاً على ذروة أعلى لأسعار الفائدة الأساسية، حيث ارتفعت في عقد يوليو إلى 5.4% تقريباً.

بعد سلسلة من التقلبات والمنعطفات، عانى مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" من خسارة رابعة على الترتيب – في أطول سلسلة خسائر منذ ديسمبر. وقد فقد المؤشر الآن أكثر من نصف ما حققه من ارتفاع منذ بداية العام. أما عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، التي تتسم بحساسية خاصة لتحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي الوشيكة، فقلصت خسائرها بشكل كبير بعد نشر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وارتفعت قيمة الدولار.

الدولار يمحو خسائر العام وسط رهانات على رفع أكبر للفائدة

عدد من المسؤولين قالوا إن سياسة "تقشفية بدرجة غير كافية" يمكن أن توقف التقدم الأخير في تخفيف ضغوط التضخم، وفقاً لمحضر الاجتماع، مما يشير إلى أنهم مستعدون لرفع أسعار الفائدة أكثر من المستوى الذي توقعوه في ديسمبر عند 5.1%. وورد في محضر الاجتماع أيضاً أنَّ "جميع" مسؤولي البنك تقريباً وافقوا على أنه من الملائم زيادة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في حين أن عدداً "قليلاً" منهم فضل، أو ربما كان يؤيد زيادتها بواقع 50 نقطة أساس.

قال مايك لوينغارت من "مكتب مورغان ستانلي للاستثمار العالمي": "خلاصة الأمر هي أن كثيراً من الرياح المعاكسة في السوق لن تختفي ويجب على المستثمرين أن يتوقعوا استمرار التقلبات أثناء تحليلهم لتأثير ارتفاع أسعار الفائدة بدرجة أعلى ولفترة أطول".

السندات العالمية تتجه لخسارة مكاسبها مع استمرار تشديد السياسة النقدية

تضخم عنيد

في الفترة التي سبقت نشر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي، أظهر استطلاع أجرته "بلومبرغ" لآراء الاقتصاديين أن التضخم الذي يثبت أنه شديد العناد سيدفع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة إلى مستوى ذروة أعلى والاحتفاظ بها عند ذلك المستوى خلال العام. رفع الاقتصاديون توقعاتهم لمعدل التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي في كل ربع سنة حتى نهاية النصف الأول من العام المقبل.

بعيداً عن بنك الاحتياطي الفيدرالي، ركز المتعاملون أنظارهم على بعض أبرز أخبار الشركات.

توقعت شركة "إي باي" (EBay) إيرادات في الربع الحالي تجاوزت تقديرات المحللين في إشارة إلى أن جهود شركة التجارة الإلكترونية لإحياء المبيعات بدأت تؤتي ثمارها.

ولدى شركة "أبل" (Apple) مشروع طموح ومغامر قيد التنفيذ يعود تاريخه إلى عصر ستيف جوبز: هو مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم بصورة مستمرة ودون اختراق الجلد، وفقا لأشخاص مطلعين على هذه المبادرة.

وخفضت شركة "إنتل" قيمة الأرباح الموزعة إلى أدنى مستوى في 16 عاماً.

علق المتعاملون آمالهم على موسم الأرباح لدفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى نقطة خارج نطاق التداول الذي ظل عالقًا فيه لعدة أشهر. وخلال الفترة بين إعلان نتائج "جيه مورغان تشيس"، الذي بدأ موسم الإعلان عن نتائج الأعمال، وتقرير شركة "ولمارت" يوم الثلاثاء، ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.4%. ويعادل هذا الرقم أقل استجابة للمؤشر في موسم إعلان الأرباح في أي من الاتجاهين منذ عام 2018، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

التشكك

قال مارك هاكيت، رئيس أبحاث الاستثمار في شركة "نيشن وايد" (Nationwide): "بعد بداية قوية هذا العام مدفوعة بتغطية مطلقة ونسبية للمراكز المكشوفة من قبل مؤسسات الاستثمار، مازالت الشكوك كبيرة حول استدامة ارتفاع الأسهم، وبدأ المتشائمون في انتزاع السيطرة على المشهد من المتفائلين، وفي حين سجلت مؤسسات الاستثمار صافي شراء هذا العام، فإنها مازالت تتخذ موقفاً متحفظاً، بينما يواصل المستثمرون الأفراد شراء الأسهم بقوة".

وأضاف: "هذا اتجاه مشابه لما رأيناه خلال النصف الثاني من عام 2022".

هناك أمر آخر يلاحظه المتعاملون هو الزيادة الأخيرة في تقلبات الأسهم. والسبب هو أنه بعد فترة طويلة من الهدوء، قد يضع ذلك ارتفاع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" على المحك. فقد استقر ما يسمى بمؤشر التقلب "في آي إكس" ( VIX) بالقرب من أعلى مستوى له منذ منتصف ديسمبر.

قال جورميت كابور من شركة "أوريل" (Aurel): "كان هناك بعض النشاط الصعودي الضخم على خيار الشراء في مؤشر (في آي إكس) في فبراير حيث تحول المتعاملون إلى نزعة تشاؤمية تجاه قوة الأداء في سوق الأسهم".

هذا تناقض صارخ مع البيانات التي صدرت في نهاية الشهر الماضي وأظهرت أن عدداً قليلاً جداً يراهن ضد ارتفاع الأسهم. فقد بلغت نسبة الأسهم المطروحة للإقراض، وهي مؤشر على نشاط البيع على المكشوف، أقل بقليل من 1% من متوسط أسهم التداول الحر في "مؤشر ستاندرد أند بورز 500" في 31 يناير، وفقاً للأرقام التي جمعتها شركة "إس أند بي غلوبال ماركت إنتليجنس" (S& P Global Market Intelligence).

إعادة شراء الأسهم

في الوقت الذي تختبر فيه سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي التقشفية الأعنف منذ عقود عزيمة المستثمرين تجاه الأسهم، تعتمد الشركات الأميركية بشكل متزايد على إعادة شراء أسهمها لتعزيز قيمتها السوقية.

أعادت الشركات في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" شراء أسهم لا تقل قيمتها عن 936 مليار دولار في عام 2022، مقارنة مع 565 مليار دولار دفعتها كأرباح موزعة، وفقاً لتقديرات هوارد سيلفربلات في شركة "إس أند بي داو جونز إنديسيز" (S&P Dow Jones Indices). وهي أكبر كمية من الأسهم التي يعاد شراؤها منذ مطلع الألفية.

في الخلفية، تصاعدت التوترات الجيوسياسية.

قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتكب "خطأ كبيراً" بتعليق المشاركة في معاهدة "نيو ستارت" النووية، في أول رد مباشر له على الإعلان. أدلى بايدن بهذه التصريحات المقتضبة يوم الأربعاء في وارسو، قبيل اجتماع مع مجموعة من حلفاء الناتو في الجناح الشرقي معروفة باسم "مجموعة بوخارست التسعة" (Bucharest Nine).

في غضون ذلك، قال بوتين إنه ينتظر زيارة نظيره الصيني شي جين بينغ لروسيا حيث أشاد بتعميق العلاقات مع بكين في محادثات مع كبير الدبلوماسيين الصينيين.

بعض التحركات الرئيسية في الأسواق:

الأسهم

  • انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.2% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
  • لم يشهد مؤشر ناسداك 100 تغييراً يذكر.
  • هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.3%.
  • سجل مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية هبوطاً بنسبة 0.5%.

العملات

  • صعد مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" بنسبة 0.3%.
  • انخفض اليورو بنسبة 0.4% إلى 1.0603 دولار.
  • تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6% إلى 1.2043 دولار.
  • لم يشهد الين الياباني تغييراً يذكر واستقر عند 134.95 ين للدولار.

العملات المشفرة

  • تراجعت بتكوين بنسبة 1.5% إلى 23826 دولاراً.
  • هبطت إيثر بنسبة 1.4% إلى 1619.21 دولار.

السندات

  • عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات انخفض بمقدار 3 نقاط أساس، مسجلاً 3.92%.
  • لم يتغير عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات عن مستوى 2.52%.
  • تراجع العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 3.60%.

السلع

  • أسعار خام غرب تكساس الوسيط انخفضت بنسبة 3.2%، مسجلة 73.89 دولار للبرميل.
  • عقود الذهب المستقبلية انخفضت بنسبة 0.5% مسجلة 1833.90 دولار للأونصة.

الأميركيتان