تغطية طرح "أدنوك للغاز" في ساعات والشركة تجمع ملياري دولار

أكبر اكتتاب عام بالعالم في 2023 بتقييم يصل إلى 50 مليار دولار

أشخاص بالزي الوطني الإماراتي يتجولون في منشأة مصفاة الرويس ومجمع البتروكيماويات الذي تديره شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، في الرويس، الإمارات العربية المتحدة
أشخاص بالزي الوطني الإماراتي يتجولون في منشأة مصفاة الرويس ومجمع البتروكيماويات الذي تديره شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، في الرويس، الإمارات العربية المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اقتنص المستثمرون جميع الأسهم المعروضة في وحدة الغاز الطبيعي التابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" في غضون ساعات بعد بدء الطرح العام الأولي، مما يدل على أن الطلب على اكتتابات الأسهم في الشرق الأوسط ما يزال قوياً.

تمت تغطية دفتر طلبات الطرح العام الأولي لشركة "أدنوك للغاز" بالكامل، وفقاً لرسالة تم إرسالها إلى المستثمرين اطلعت عليها بلومبرغ. وخصصت العديد من الصناديق، بما في ذلك الكيانات المرتبطة بحكومة أبوظبي، 850 مليون دولار للاكتتاب كمستثمرين أساسيين. وكان من بينها شركة "ألفا ظبي" و"الشركة العالمية القابضة".

وتسعى شركة بترول أبوظبي الوطنية إلى جمع ما يصل إلى ملياري دولار من طرح وحدتها المتخصصة بالغاز فيما قد يكون أكبر طرح عام أولي هذا العام حتى الآن. وتبيع الشركة حصة 4% من "أدنوك للغاز "، حيث تم طرح 3.07 مليار سهم بسعر يتراوح بين 2.25 و2.43 درهم (66 سنتاً) للسهم.

"أدنوك" أبوظبي تسعى لجمع ملياري دولار من أكبر طرح عام بالعالم في 2023

الأضخم عالمياً في 2023.. والأكبر في أبوظبي على الإطلاق

من المنتظر أن يبلغ تقييم الشركة نحو 50.8 مليار دولار، حتى عند الحد السفلي لنطاق التسعير، ما يجعلها واحدة من أكبر شركات الغاز المدرجة في العالم وعلى قدم المساواة تقريباً مع "إيني" (Eni) و"أوكسيدنتال بتروليوم" (Occidental Petroleum).

كما تجدر الإشارة إلى أن هذا الطرح سيُعد الأكبر على الإطلاق في أبوظبي، حتى عند الحد السفلي لنطاق التسعير، متقدماً على اكتتاب شركة المواد الكيميائية "بروج" الذي انعقد في منتصف العام الماضي. كما يستكمل أحدث سلسلة من طروحات الأسهم في الخليج العربي في ظل سعي الحكومات إلى تمويل خططها لتحويل اقتصاداتها بعيداً عن الوقود الأحفوري وجذب المزيد من المستثمرين الأجانب إلى أسواقها.

وساعد هذا الجهد، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط والغاز، الإمارات والسعودية على مواجهة تراجع الاكتتابات على الصعيد العالمي في 2022.

وأظهرت بيانات جمعتها بلومبرغ أنه تم جمع 1.67 مليار دولار فقط من خلال الاكتتابات الأولية في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا حتى الآن هذا العام.

قبل الطرح، نقلت "أدنوك" 5% من "أدنوك للغاز" إلى شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" والتي تُعد أكبر منتج رئيسي للطاقة في الإمارات.

جدول زمني سريع

تجدر الإشارة إلى أن طرح "أدنوك للغاز" يسير وفقاً لجدول زمني سريع، إذ أعلنت "أدنوك" عن الاكتتاب في نهاية شهر نوفمبر فقط. وأدى ضيق الجدول الزمني إلى إلغاء "غولدمان ساكس" و"بنك أوف أميركا" مشاركتهما في الصفقة، وفق ما نشرته بلومبرغ نيوز في السابق.

عيّنت الشركة بنك أبوظبي الأول وبنك "إتش إس بي سي هولدينغز" للقيام بدور البنكين الرئيسيين في الإدراج.

من المقرر أن تتلقى "أدنوك للغاز" طلبات الاكتتاب من المستثمرين الأفراد حتى الأول من مارس، ومن المستثمرين المؤسسيين حتى اليوم التالي، على أن يتم الإعلان عن التسعير النهائي في 3 مارس، ومن المتوقع أن يبدأ تداول السهم يوم 13 مارس.

طلب قوي على الغاز

قامت الشركة بدمج الوحدات لتأسيس "أدنوك للغاز" التي حققت أرباحاً أساسية قياسية بلغت 8.7 مليار دولار في عام حتى أكتوبر. وجاء الأداء القوي في ظل ارتفاع أسعار الغاز بعد غزو موسكو لأوكرانيا واندفاع أوروبا لتأمين الإمدادات من خارج روسيا.

الإمارات تُعدّ من بين الدول التي تتطلع إليها أوروبا، وقد سلّمت هذا الشهر أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال من الشرق الأوسط إلى ألمانيا.

وعلى الرغم من تراجع أسعار الغاز منذ أغسطس، إلا أنها لا تزال عند مستويات مرتفعة تاريخياً في أوروبا وآسيا.

تتوقع أدنوك للغاز توزيع أرباح قدرها 3.25 مليار دولار عن عام 2023. وتبلغ طاقتها الإنتاجية 10 مليارات قدم مكعب يومياً عبر ثمانية مواقع برية وبحرية وشبكة أنابيب تمتد لأكثر من 3250 كيلومتراً (2020 ميلاً).

تمتلك الإمارات سابع أكبر احتياطيات غاز في العالم وتسعى إلى مضاعفة طاقتها التصديرية للغاز الطبيعي المسال ثلاث مرات إلى نحو 15 مليون طن سنوياً خلال السنوات القليلة المقبلة.