تعافي الأسهم الأميركية مع ترقب إعلان مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي

مبنى بورصة نيويورك لتداول الأوراق المالية (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة
مبنى بورصة نيويورك لتداول الأوراق المالية (NYSE) في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قاد قطاع التكنولوجيا صعود الأسهم الأميركية في جلسة متقلبة قبل إعلان بيانات التضخم التي ستساعد في تشكيل الرؤية حول ما إذا كان الهبوط السلس للاقتصاد أمراً مطروحاً وسط حملة مجلس الاحتياطي الفيدرالي التقشفية والأشد عنفاً منذ جيل.

بعد خسارته مكاسب بنسبة 1% تقريباً، عاد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى الصعود وأوقف موجة بيع استمرت أربعة أيام. واسترد المؤشر نقطة الدعم 4000 التي كسرت في وقت سابق من الأسبوع في معركة للصمود فوق اتجاهه الصعودي الرئيسي من أدنى مستوى سجله في أكتوبر. تفوّق أداء مؤشر "ناسداك 100" حيث ارتفعت أسهم أسماء ضخمة مثل "مايكروسوفت" و"أبل"، وأدت توقُّعات الإيرادات المتفائلة من شركة "إنفيديا" إلى ارتفاع أسهمها بنسبة 14%.

ينتظر أن يظهر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يصدر يوم الجمعة تسارعاً في معدلي التضخم العام والأساسي.

قبل الإعلان عن هذه الأرقام، كشفت بعض البيانات عن ضعف معدل النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة خلال الربع الأخير من العام بنسبة تجاوزت ما كان يتوقَّع من قبل، بينما تمت مراجعة أرقام التضخم المفضلة عند الاحتياطي الفيدرالي بالزيادة. وكشفت أرقام منفصلة عن نقص شديد في معروض الأيدي العاملة بسوق العمل.

أميركا تخفض بيانات الناتج المحلي بالربع الرابع بسبب ضعف الإنفاق

المستثمرون حائرون

من وجهة نظر مايكل شاؤول من شركة "ماركت فيلد أسيت مانجمنت" (Marketfield Asset Management) لإدارة الأصول؛ فإنَّ المستثمرين في حيرة بين الترحيب بالعلامات التي تشير إلى أنَّ الاقتصاد الأميركي يقف على أرض صلبة من ناحية، والخوف من أن يترتب على قوة الاقتصاد رد فعل شديد من صناع السياسة النقدية من الناحية الأخرى.

يقول شاؤول: "مع التسليم بأنَّ الأمور ربما تكون أسوأ، يبدو أنَّ شبح التدهور السريع للدورة الاقتصادية قد تبدد وتلاشى، إذ تؤكد البيانات الاقتصادية الأخيرة وأرباح الشركات أنَّنا لم ندخل إلى مرحلة من الضعف الشديد برغم تباطؤ نمو الاقتصاد بعد فترة الازدهار المدفوعة بسياسة تحفيزية".

عاد المستثمرون الأفراد إلى تبني رؤية تشاؤمية هيمنت على توقُّعاتهم في معظم جلسات العام الماضي بعد أن اصطدم ارتفاع صاخب لأسعار الأسهم في جدار خلال الشهر الجاري. بعد أسبوعين من التفاؤل الفاتر، انقلب الفرق بين المشاعر المتفائلة والمتشائمة في استطلاع الجمعية الأميركية للمستثمرين الأفراد إلى -17 في الأسبوع المنتهي في 22 فبراير، وهو الموقف الأكثر تشاؤماً منذ بداية العام.

محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يكشف ميله لزيادة الفائدة للسيطرة على التضخم

حذّر المستثمر الكمي الملياردير كليف أسنيس من أنَّ الأسهم الأميركية عرضة لمخاطر أزمة كلية إذا لم يشهد التضخم انخفاضاً قوياً، كما تتوقَّع الأسواق. وقال المؤسس المشارك لشركة "إيه كيو آر كابيتال مانجمنت" (AQR Capital Management) لـ"تلفزيون بلومبرغ" إنَّه على الرغم من انخفاضها العام الماضي؛ ما زالت الأسهم باهظة الثمن من الناحية التاريخية، بناء على افتراض عام بأنَّ معدل التضخم سوف يتباطأ.

أداء اقتصادي جيد

قال جيمي ديمون، رئيس بنك "جيه بي مورغان تشيز" إنَّ الاقتصاد الأميركي يواجه عقبات يجب أن يتغلب عليها، برغم أنَّ هناك فرصة لهبوط سلس. وأضاف لشبكة "سي إن بي سي" (CNBC): "أداء الاقتصاد الأميركي حالياً أداء جيد - فالمستهلكون لديهم الكثير من المال، وهم ينفقون، والوظائف وفيرة. غير أنَّنا نواجه بعض الأمور المخيفة".

من أخبار الشركات الأخرى، تراجعت أسهم "نتفلكس" (Netflix) بسبب خطط لخفض سعر الاشتراكات في أكثر من 100 دولة. وهوى سهم "دومينوز بيتزا" (Domino’s Pizza) بأكبر نسبة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث تسبّبت مشاكل التسليم وتراجع الطلب في أن تتخلف مبيعات الربع الرابع عن توقُّعات "وول ستريت"، ودفعت الإدارة إلى خفض أهداف نمو الإيرادات.

على صعيد آخر، تتجه "بتكوين" إلى تحقيق تقدّم للمرة الثانية في الشهر الحالي، متجاوزة أي ارتباط مع الأسهم والأصول الأخرى ذات المخاطر العالية التي تراجعت وسط تجدد القلق بشأن رفع أسعار الفائدة. لا يستعيد ارتفاع سوق العملات المشفَّرة سوى جزء من الخسائر التي تكبّدتها العام الماضي، عندما تراجعت الأسعار وتسبب انهيار بورصة "إف تي إكس" (FTX) في انسحاب المستثمرين.

بتكوين تقفز نحو 25 ألف دولار مع خفوت المخاوف التنظيمية

بعض التحركات الرئيسية في الأسواق:

الأسهم

  • ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.5% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
  • قفز مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.9%.
  • تقدّم مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.3%.
  • سجل مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية ارتفاعاً بنسبة 0.3%.

العملات

  • لم يتغير مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" بنسبة تُذكر.
  • لم يشهد سعر اليورو تغييراً يذكر عن مستوى 1.0601 دولار.
  • تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% إلى 1.2022 دولار.
  • ارتفع الين الياباني بنسبة 0.1% عند 134.66 ين للدولار

العملات المشفرة

  • ارتفعت "بتكوين" بنسبة 0.6% إلى 23948.35 دولار.
  • صعدت "إيثر" بنسبة 2.1% إلى 1652.78 دولار.

السندات

  • عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات انخفض بمقدار 4 نقاط أساس، مسجلاً 3.87%.
  • هبط عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات 4 نقاط أساس إلى 2.48%.
  • تراجع العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 3.59%.

السلع

  • أسعار خام غرب تكساس الوسيط ارتفعت بنسبة 2.2%، مسجلة 75.57 دولار للبرميل.
  • عقود الذهب المستقبلية انخفضت بنسبة 0.6% مسجلة 1830.70 دولار للأونصة.

الأميركيتان