أولوية البنك الدولي يجب أن تكون الصحة العامة لا المناخ

مرشح بايدن لرئاسة البنك مطالب بتحمل المزيد من المخاطر والتوسع في الإقراض

أجاي بانغا، الرئيس السابق لـ"ماستركارد"، ومرشح بايدن لرئاسة "البنك الدولي" خلال مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" على هامش "منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد" في سنغافورة.
أجاي بانغا، الرئيس السابق لـ"ماستركارد"، ومرشح بايدن لرئاسة "البنك الدولي" خلال مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" على هامش "منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد" في سنغافورة. المصدر: بلومبرغ
Tyler Cowen
Tyler Cowen

Tyler Cowen is a Bloomberg Opinion columnist. He is a professor of economics at George Mason University and writes for the blog Marginal Revolution. His books include “The Complacent Class: The Self-Defeating Quest for the American Dream.”

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

خلال الأشهر القليلة المقبلة، سيحصل أجاي بانغا -الرئيس السابق لشركة "ماستركارد إنك"، ومرشح الرئيس جو بايدن لقيادة البنك الدولي- على الكثير من النصائح مع بدء عملية الترشيح. فكما يقول الرئيس نفسه، يمر البنك "بلحظة حرجة". إليك أفكاري حول كيفية إعادة هيكلة المؤسسة للأفضل.

أولاً، على عكس الحكمة السائدة، لا ينبغي للبنك الدولي إعطاء تغير المناخ أولوية أكبر. ترتبط قضايا تغير المناخ ارتباطاً وثيقاً بالبلدان الغنية والمتوسطة الدخل أكثر من ارتباطها بالدول الفقيرة. فكقاعدة؛ لا تصدر البلدان الأشد فقراً -بسبب اقتصاداتها الصغيرة - الكثير من الكربون.

"النقد الدولي" و"البنك الدولي" يدقان ناقوس الخطر إزاء آفاق الاقتصاد العالمي

عادة ما يكون تلوث الهواء داخل الأماكن المغلقة، مثل حرق الأخشاب أو وقود التدفئة أو الطهي، مشكلة أكبر. يمكن أن تكون هذه الانبعاثات سامة، وعلى البنك الدولي أن يحاول المساعدة في الحد منها. لكن هذا لن يفعل الكثير لخفض انبعاثات الكربون.

7 ملايين يموتون بسبب التلوث

تقدّر "منظمة الصحة العالمية" أن نحو سبعة ملايين شخص يموتون كل عام من الآثار المباشرة لتلوث الهواء. بالنسبة للبلدان الفقيرة، يجب أن يمثل الحد من هذه المشكلة أولوية أكبر من مكافحة تغير المناخ العالمي.

الحقيقة أنه إذا كان البنك الدولي يستطيع المساعدة في رفع مستوى بعض البلدان شديدة الفقر لتصبح بلدان متوسطة الدخل، فإن مشكلات تغير المناخ ستصبح أسوأ إلى حد ما - على الأقل في المدى القصير إلى المتوسط. إذ أن شعار "نحن نجعل مشكلات تغير المناخ أسوأ" ليس شعاراً يمكن تسويقه.

لكن من الأنانية محاولة دفع البنك الدولي ليفعل المزيد من الخير للدول الأكثر ثراءً، وخيراً أقل للدول الأكثر فقراً، وهذا في الأساس ما سيترتب عليه إعطاء الأولوية لتغير المناخ. بالطبع فإن الدول الأكثر ثراءً في العالم يصادف أن تكون بشكل عام هي الدول الرئيسية المساهمة في البنك.

جدل المناخ المعقّد: هل ستدفع الدول الغنية فاتورة الأضرار إلى البلدان النامية؟

لكي أكون واضحاً، يحتاج العالم ككل إلى بذل المزيد من الجهد للتصدي لتغير المناخ. لكن العبء يجب أن يقع على عاتق البلدان الغنية، لا سيما فيما يتعلق في الإنفاق على البحث والتطوير، وهيكلة خياراتها الاستهلاكية. بالنسبة للبلدان الأفقر –التي تعيش على هوامش الكفاف الحالية- فإن مكافحة تغير المناخ هي إلى حد كبير رفاهية.

الصحة العامة أولوية

إذا كان هناك أي مجال يجب على البنك الدولي مضاعفة جهوده اتجاهه، فهي التدخل في مجال الصحة العامة. على مدى العقود العديدة الماضية، كانت النجاحات غير عادية.

في أفريقيا، على سبيل المثال، انخفضت معدلات وفيات الأطفال، وتحسنت العديد من مؤشرات الصحة العامة بشكل كبير، لا سيما خارج مناطق الصراع الرئيسية. لماذا لا نستثمر أكثر في ما هو ناجح؟

في المقابل، حققت المؤسسات العالمية نجاحاً أقل بكثير في دفع أفريقيا نحو الطاقة الشمسية أو المحطات النووية صغيرة الحجم. سيكون النهج الأكثر فائدة واستدامة في هذه المجالات هو الاستثمار في البحث والتطوير في البلدان الغنية، لتصبح هذه التقنيات رخيصة بما يكفي لكي تتبناها دول العالم ذات الدخل المتوسط بطريقة مستدامة مالياً. لن يكون التمويل الإضافي من البنك لبعض منشآت الطاقة الشمسية الجديدة كافياً لتغير الوضع بشكل ملحوظ.

لاحظ أيضاً أن التدخلات في مجال الصحة العامة، على عكس مشاريع البنية التحتية الكبيرة، تتم عادةً على نطاق أصغر، وغالباً ما تنطوي على فرص أقل للفساد والكسب غير المشروع على نطاق واسع.

فقدان تصنيف "AAA"

أخيراً، يجب على البنك الدولي التفكير في اتخاذ المزيد من المخاطر. منذ نشأته، حصل البنك على أعلى تصنيف ائتماني، ومن المنطقي الحفاظ عليه. لكن هل اقترب البنك حقاً من فقدان تصنيف "AAA"؟ لا يبدو الأمر كذلك. فإذا وجد البنك نفسه بطريقة ما في مصاعب مالية، يمكن للدول الأكثر ثراءً إعادة رسملة البنك. قد يكون ذلك إحراجاً سياسياً، لكنها مخاطرة تستحق المخاطرة بالهوامش الحالية.

على البنك الدولي اتخاذ إجراءات أكثر جرأة إزاء تغير المناخ

منذ تأسيسه في عام 1944 حتى يونيو 2021، بلغ إجمالي المساهمات في رأس المال من البلدان المساهمة في البنك إلى أذرع الإقراض الرئيسية للبنك 19.2 مليار دولار، وقد موّل ذلك أكثر من 750 مليار دولار في شكل قروض بالإضافة إلى خدمات مصرفية إضافية. (معظم قروضه ذاتية التمويل). إذا كان هذا استثماراً جيداً، فلماذا لا يتم فعل المزيد على الهامش؟ لم تكن هناك أزمات مالية كبيرة أو حتى متوسطة الحجم ناتجة عن قرارات محافظ البنك الدولي. لذا فإن الحجة الداعية إلى إبقاء البنك بحجمه الحالي ليست منطقية؛ فإما توسيع البنك أو إلغاؤه.

خلصت مراجعة بتكليف من "مجموعة العشرين"، أجراها خبراء مستقلون، إلى أن التوسع في نشاط الإقراض سيكون بمثابة استخدام أفضل لموارد البنك ومكانته المتميزة. كان رد الفعل العام من البنك نفسه ينطوي على نوع من التوتر، غالباً بسبب الخوف من أن يفقد بعضاً من مكانته وسمعته في الاستقامة المالية. لكن يجدر التساؤل كيف يمكن المقارنة بين هذه المخاوف وضرورة حل مشكلات العالم.

على بانغا مواجهة هذا السؤال وهذه القضايا بصراحة وشجاعة.