بلومبرغ: المناخ بحاجة إلى حليف مثل سلطان الجابر

سلطان الجابر، رئيس قمة المناخ "كوب 28"، يتبادل الحديث مع مبعوث الرئيس بايدن لشؤون المناخ، جون كيري
سلطان الجابر، رئيس قمة المناخ "كوب 28"، يتبادل الحديث مع مبعوث الرئيس بايدن لشؤون المناخ، جون كيري المصدر: أ.ف.ب
محررو بلومبرغ
محررو بلومبرغ

الهيئة التحريرية في (رأي بلومبرغ)

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عندما أعلنت الأمم المتحدة أنَّ الإمارات العربية المتحدة ستستضيف قمتها المناخية لعام 2023 - المعروفة باسم "كوب28"، ردّ العديد من دعاة حماية البيئة: "مؤتمر مناخ في دولة نفطية؟". وعندما أعلنت الإمارات أنَّ من سيترأس القمة هو رئيس شركة النفط الوطنية "أدنوكسلطان الجابر، زادت الانتقادات بشكل أكبر. ولكن على النشطاء التوقف عن التذمّر، لأنَّ الجابر هو بالتحديد نوع الحليف الذي تحتاج إليه حركة المناخ.

خلال زيارته الأخيرة إلى الهند، أوضح الجابر مدى خطورة التحدي الذي ينتظرنا. ونقل رغبة الإمارات في مساعدة الهند على تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة النظيفة. كما دعا إلى مزيد من الاستثمار في تكنولوجيا إزالة الكربون، بما في ذلك الطاقة النووية والهيدروجينية، وأيّد أيضاً نهجاً يشمل كل فئات المجتمع، ويحشد كل القطاعات، ويطالب بنوك التنمية والمؤسسات المالية بفعل المزيد.

تحدث الجابر كذلك عن المشكلة الحساسة التي يجري تجاهلها، ألا وهي الحاجة إلى التخفيف من التأثير المناخي للوقود الأحفوري أثناء الانتقال العالمي إلى الطاقة النظيفة، إذ قال في إشارة إلى منتقديه: "إنَّ ذلك ليس تضارباً في المصالح.. من مصلحتنا المشتركة أن تعمل صناعة الطاقة جنباً إلى جنب مع الجميع".

التخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري

لا مفر من حقيقة أنَّ العالم ما يزال بحاجة إلى النفط والغاز، وأنَّ ذلك سيستمر لبعض الوقت، وهي حقيقة يميل منتقدو الجابر إلى تجاهلها. فمكافحة تغير المناخ ليست مسألة إنهاء كل إنتاج النفط والغاز على الفور، بل تطوير طاقة نظيفة كافية للتخلص التدريجي منهما في أسرع وقت ممكن، والقيام بذلك بطريقة تعزز الاقتصادات، وترفع مستويات المعيشة، من خلال سياسات "داعمة للنمو والمناخ في آن واحد"، على حد تعبير الجابر.

الإمارات تحتاج 670 مليار دولار لتمويل الحياد المناخي

من المؤكد أنَّ لدى الجابر مصلحة مالية في إنتاج النفط، مع أنَّ لديه باعاً في صناعة الطاقة النظيفة أيضاً. إنَّه الرئيس التنفيذي المؤسس والرئيس الحالي لشركة "مصدر"، التي تستهدف توليد 100 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد، وهو هدف يتجاوز تلك التي حددتها بعض الدول الأوروبية الكبرى. فإذا حاولت كل دولة إنتاج القدر ذاته من الطاقة المتجددة للفرد على مدى السنوات السبع المقبلة مثل الإمارات العربية المتحدة؛ يمكن أن تشهد المعركة ضدّ تغير المناخ تحولاً لافتاً.

جدير بالثناء، أنَّ معظم قادة العالم أيّدوا تعيين الجابر وقرار الأمم المتحدة باستضافة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر "كوب 28" لهذا العام، بما في ذلك المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن لشؤون المناخ، جون كيري. لكن، لا مفر من الانتقادات، وهو ما يضع عبئاً إضافياً على الجابر لتحقيق النتائج المرجوة.

إجراءات تُنجح المهمة

في الوقت الذي يستعد فيه للقمة التي تُعقد في نوفمبر؛ من المهم أن يضاعف الجابر ضغوطه على الدول الغنية للوفاء بالتزاماتها المالية تجاه العالم النامي، بما في ذلك دفع بنوك التنمية والصناديق السيادية لتوسيع طموحاتها، والمساعدة في التغلب على الحواجز التي تحول دون زيادة استثمارات القطاع الخاص في مشروعات الطاقة النظيفة، لا سيما في العالم المتقدّم.

سلطان الجابر: إصلاح مؤسسات التمويل الدولية بات مطلوباً

بإمكان الجابر أيضاً تبديد بعض الانتقادات حول تعيينه، من خلال استهداف أكبر عقبة تقف في طريق إحراز تقدّم مناخي كبير، وهي محطات الطاقة التي تعمل بالفحم. إذ إنَّ الطاقة النظيفة الآن، أرخص من طاقة الفحم في معظم أنحاء العالم، وفي الأماكن التي ما يزال الفحم يتمتع فيها بميزة سعرية (غالباً بسبب الدعم الحكومي)، يمكن للشراكات الجديدة بين القطاعين العام والخاص -مثل تلك التي أقامتها "مجموعة العشرين" مع إندونيسيا العام الماضي- أن تساعد الدول على تسريع عملية الانتقال.

حليف بالأفعال

بالطبع، هناك فرق بين إلقاء خطاب جيد، وحشد العالم للعمل. لذا؛ كان من المشجع سماع الجابر يشدّد في خطابه على أنَّ قمة هذا العام يجب أن تكون "للعمل"، وأن تكون قمة تنقل العالم "من الحديث عن الأهداف إلى إنجاز المهمة".

سيُحاسب نشطاء البيئة الجابر بحق فيما يتعلق بترجمة الكلمات إلى أفعال، لكن عليهم أيضاً إدراك أنَّه يمكن تحقيق المزيد من خلال قبوله كحليف، بدلاً من مهاجمته.

اقرأ أيضاً: مايكل بلومبرغ: مكافحة تغير المناخ تتطلب تكاتف الجميع

Fighting Climate Change Requires All Hands On Deck