اتفاق بريطاني أوروبي حول مسألة أيرلندا الشمالية

الاتفاق على تخفيف العوائق عبر الحدود وتيسير التدفقات التجارية بين بريطانيا وأيرلندا الشمالية

ريشي سوناك وأورسولا فون دير لاين في وندسور يوم 27 فبراير 2023.
ريشي سوناك وأورسولا فون دير لاين في وندسور يوم 27 فبراير 2023. المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توصلت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن الترتيبات التجارية لأيرلندا الشمالية، مما أنهى أكثر من عام من الجدل الحاد في كثير من الأحيان حول تسوية ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

ويهدف الاتفاق -الذي يأتي بعد اجتماع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الإثنين- إلى تيسير التدفقات التجارية بين بريطانيا وأيرلندا الشمالية، ووضع نهاية لأكبر تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد ثلاث سنوات من بريكست.

من المقرر عقد مؤتمر صحفي في وقت لاحق، يليه بيان يقدمه رئيس الوزراء حول الاتفاقية إلى مجلس العموم.

اتفاق بريطاني أوروبي وشيك حول مسألة أيرلندا الشمالية

تُعد الاتفاقية انتصاراً لـ"سوناك"، الذي سعى إلى تهدئة التوترات مع الاتحاد الأوروبي منذ توليه السلطة في أكتوبر. لكن لا يزال هناك خطر على رئيس الوزراء، الذي لم يتمكن من إقناع النقابيين في أيرلندا الشمالية، وأنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي داخل حزبه المحافظ الحاكم، بالموافقة على الاتفاقية الأسبوع الماضي.

ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى في الجلسة بعد نشر الأنباء، مضيفاً 0.7% لرصيده ليصل إلى 1.2030 دولار، مما يجعله ثاني أفضل العملات أداءً اليوم الإثنين.

الاتفاقية تسعى إلى تخفيف الحواجز التجارية والتنظيمية التي ظهرت داخل المملكة المتحدة نتيجة لبروتوكول أيرلندا الشمالية -وهو جزء من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي تفاوض عليها رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون- والذي يحكم المكانة الفريدة للمنطقة في كل من أسواق التجارة في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

استمرار المعارضة

بالنسبة لحكومة المملكة المتحدة، كان إبرام صفقة مُنقّحة بمثابة نتيجة بدت في بعض الأحيان مستحيلة وهددت بإشعال حرب تجارية مع تصاعد التوترات في 2022. لكن التحدي السياسي المحلي الكبير الذي يواجه سوناك يبدأ الآن.

ففي العام الماضي، منع الحزب الاتحادي الديمقراطي تشكيل حكومة تقاسم السلطة في أيرلندا الشمالية احتجاجاً على البروتوكول. وبدون دعم الحزب للاتفاق الجديد، فإن الأزمة الدستورية في المنطقة قد تطول.

زعيم الحزب الديمقراطي الاتحادي جيفري دونالدسون
زعيم الحزب الديمقراطي الاتحادي جيفري دونالدسون المصدر: بلومبرغ

قال مسؤولون بريطانيون في الأسابيع الأخيرة إنهم يعتقدون أن الصفقة التي كانوا يتجهون إليها ستلبي الاختبارات السبعة التي حددها الحزب الاتحادي الديمقراطي للتوصل إلى حل مقبول. لكن الإعلان تأخر لعدة أيام بسبب مخاوف من الحزب الاتحادي الديمقراطي، حيث أثبت الزعيم جيفري دونالدسون أنه من الصعب الفوز بالجولة.

بروتوكول أيرلندا الشمالية يجدد الخلاف في مجلس اللوردات البريطاني

وعلى الجانب الآخر، يحتاج سوناك أيضاً إلى إبقاء أنصار البريكست المتحمسين في حزبه، علماً بأن كثيراً منهم مقرّبون من الحزب الديمقراطي الاتحادي. فإنه يقود حزباً تمزقه الانقسامات الداخلية بعد قرابة 13 عاماً في السلطة، كما أن أي سوء إدارة يخاطر بالتمرد.

إجراء تصويت؟

على الرغم من أن الاتفاقية قد لا تتطلب إجراء تصويت في مجلس العموم -على غرار العملية التي أسقطت تيريزا ماي في نهاية المطاف في 2019- تعهد سوناك الأسبوع الماضي بالسماح لأعضاء البرلمان بالتعبير عن آرائهم، وأوضح النواب أنهم يتوقعون التعبير عن رأيهم.

قالت تيريزا فيلييرز، عضوة مجلس النواب عن حزب المحافظين والوزيرة السابقة لأيرلندا الشمالية، لإذاعة "بي بي سي" اليوم الإثنين، إنه أمر حاسم أن يكون للبرلمان تصويتٌ.. لا أستطيع أن أتخيل الظروف التي يمكن فيها في النهاية الاتفاق على شيء مهم مثل هذا وتنفيذه دون تصويت النواب في البرلمان".

العلاقات بين لندن وأوروبا تصل للتحذير والتهديد بسبب أيرلندا الشمالية

بالنسبة لـ"سوناك"، فإن الفوز بدعم الاتفاق من شأنه أن يحل مشكلة أعاقت العلاقات بين لندن وبروكسل منذ أن صيغت لأول مرة في ديسمبر 2020.

هناك أيضا تداعيات أوسع. فبعد ثلاث سنوات من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، طلب سوناك مؤخراً بشكل خاص من كبار الوزراء والمسؤولين وضع خطط لإعادة بناء العلاقات، مع تركيز العمل على الدفاع والهجرة والتجارة والطاقة.