معدل المواليد في اليابان يتراجع لأدنى مستوى تاريخياً

الانخفاض يهدد مكانة طوكيو كثالث أكبر اقتصاد في العالم خلال السنوات المُقبلة

امرأة تحمل طفلاً أثناء سيرها على الرصيف في كاواساكي بولاية كاناغاوا في اليابان.
امرأة تحمل طفلاً أثناء سيرها على الرصيف في كاواساكي بولاية كاناغاوا في اليابان. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتفاقم التحديات التي تواجه المجتمع الياباني بينما يتقدم في العمر بوتيرة متسارعة، بعدما سجلت اليابان، العام الماضي، أقل عدد مواليد منذ بدء تسجيل البيانات، ليستمر تراجع أعداد المواليد لمدة 7 سنوات.

انخفض أعداد المواليد الجدد العام الماضي 5.1% على أساس سنوي ليصل إلى 799728 مولوداً، مسجلاً أدنى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1899، وفقاً للبيانات الصادرة اليوم الثلاثاء من وزارة الصحة، والتي أشارت إلى زيادة عدد الوفيات 8.9% خلال نفس الفترة إلى 1.58 مليون نسمة.

تزداد صعوبة احتفاظ اليابان بمكانتها كثالث أكبر اقتصاد في العالم خلال السنوات المقبلة في ظل تراجع أعداد القوى العاملة، ودافعي الضرائب بسبب قلة أعداد المواليد، كما يهدد ذلك المالية العامة للدولة بأن تصبح بين أكثر دول العالم مديونية في ظل ارتفاع تكلفة رعاية المواطنين كبار السن، الذين تفوق نسبتهم لعدد السكان نظيرتها في أي دولة أخرى.

اقرأ أيضاً: اليابان تخفض نظرتها للاقتصاد مع ضعف التجارة بضغط التباطؤ العالمي

جهود حكومية مكثفة

قال يوشيهيكو إيسوزاكي، نائب رئيس مجلس الوزراء الثلاثاء: "ندرك أننا في وضع حرج بسبب انخفاض معدل المواليد، وأتفهم جيداً أن هناك عوامل متشابكة ومعقدة تمنع المواطنين من تحقق آمالهم في الزواج والولادة وتربية الأطفال".

تتركز الجهود الحكومية من أجل زيادة أعداد القوى العاملة في تشجيع النساء على العمل واستقبال بعض المهاجرين، كما أكد رئيس الوزراء، فوميو كيشيدا على أولوية دعم الأطفال وعائلاتهم.

أشار "إيسوزاكي" إلى أنه بحلول يونيو، سوف تعلن الحكومة عن استراتيجيتها المتعلقة بالأطفال وتربيتها ومضاعفة الميزانية المخصصة لذلك الغرض.

اقرأ أيضاً: اليابان تقدم مليون ين لكل طفل مقابل انتقال الأسرة من طوكيو

خصصت الحكومة 4.8 تريليون ين (35.2 مليار دولار) ضمن ميزانية العام المالي 2023 لصالح وكالة جديدة تهتم برعاية الأطفال وعائلاتهم، حسبما قالت صحيفة "نيكي" في ديسمبر الماضي.

المعاناة تمتد للدول المجاورة

تُعاني الدول المجاورة لليابان من نفس المشكلات، حيث تراجع عدد سكان الصين في 2022 لأول مرة منذ ستة عقود إلى 1.41 مليار نسمة بنهاية العام، بانخفاض 850 ألف نسمة عن 2021، بالتزامن مع تسجيل ثاني أبطأ معدل نمو اقتصادي منذ السبعينيات، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الوطني الصادرة الشهر الماضي، لتسجل بكين بذلك أول انخفاض في عدد السكان منذ 1961، آخر أعوام المجاعة الكبرى التي ضربت الصين في عهد الزعيم السابق، ماو تسي تونغ.

اقرأ المزيد: عدد سكان الصين يتراجع للمرة الأولى منذ 6 عقود

انخفض معدل الخصوبة في كوريا الجنوبية، الأدنى عالمياً منذ سنوات، إلى 0.78 طفل للمرأة في 2022، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني، وذلك مقارنةً بمعدل 0.81 طفل لكل امرأة في 2021، حينها كانت كوريا الجنوبية صاحبة أقل معدل خصوبة مقارنةً بعدد 260 دولة يتتبع البنك الدولي بياناتها، وأدى ذلك الانخفاض إلى تفاقم التحديات الاقتصادية المتعلقة بزيادة معدل شيخوخة السكان.