تراجعت الأسهم الأميركية للجلسة الثانية حيث أعاد المستثمرون النظر في رهاناتهم على ذروة أسعار الفائدة بعد أن سلطت البيانات الاقتصادية الضوء على استمرار الضغوط التضخمية واستمرار لهجة التشدد عند مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.
أغلق مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تعاملات يوم الأربعاء عند أدنى مستوى له منذ ما يقرب من ستة أسابيع. وانخفض مؤشر "ناسداك 100" إلى أدنى مستوى له منذ 30 يناير. واستمر انخفاض المؤشرين في معظم الجلسة بعد الإعلان عن تحسن مؤشر القطاع الصناعي للمرة الأولى في ستة أشهر، وتذمر المستثمرين بسبب ارتفاع مؤشر أسعار المواد الخام التي تدفعها الشركات الصناعية.
التصنيع يتراجع بوتيرة أبطأ في أميركا، وقفزة في مؤشر الأسعار
عوائد سندات الخزانة بقيت على ارتفاعها، بعد أن اخترق سعر الفائدة لأجل 10 سنوات مستوى 4% الذي تتم مراقبته عن كثب. عقود المقايضة على اجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي تراهن الآن على بلوغ سعر الفائدة الأساسي مستوى 5.5% في سبتمبر، ويراهن بعض المتعاملين على أن سعر الفائدة المعياري قد يصل إلى 6%. ارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى منذ أول فبراير.
تبنى المستثمرون موقفاً حذراً يوم الأربعاء، بعد أن دعم مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي موقفهم المتشدد. ودعا رافائيل بوستيك من بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا إلى استمرار رفع أسعار الفائدة إلى أعلى من 5% للتأكد من عدم ارتفاع التضخم مرة أخرى. وفي غضون ذلك، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري إنه قلق بسبب غياب الإشارات الكافية على أن رفع البنك المركزي لأسعار الفائدة يؤدي إلى تباطؤ في قطاع الخدمات.
يقول جوليان إيمانويل، رئيس محللي الأسهم والاستراتيجية الكمية في شركة "إيفركور" (Evercore)، إن مؤشر "في آي إكس للتقلب" (VIX)، وهو يقيس تقلبات حركة الأسهم، لم يكن أكثر المؤشرات التي يعتمد عليها لما يحدث في الأسواق مؤخراً.
وأضاف على "تلفزيون بلومبرغ": "إن الزعم بأن الأسواق المتقلبة كانت تطوراً غريباً في الشهرين الماضيين ربما يكون سوء تقييم للألفية"، وأن الصورة الكلية ستصبح أكثر وضوحاً في الأسابيع المقبلة، اعتماداً على البيانات الاقتصادية القادمة.
رغم البيانات التي تظهر أن الاقتصاد الصيني في طريقه إلى انتعاش أقوى، والتي دعمت العقود الآجلة للأسهم الأميركية لفترة وجيزة قبل فتح الأسواق، فإن هذه الدفعة لم تستمر خلال جلسة تداول الأربعاء.
قال مايك ويلسون، كبير استراتيجيي الأسهم الأميركية في "مورغان ستانلي" ، لـ"تلفزيون بلومبرغ": "هذه مسألة تتعلق بالصين، وليست قصة نمو في الاقتصاد العالمي، لذا نعم، إنه أمر جيد للغاية بالنسبة للأسهم الصينية وربما بعض الاقتصادات الآسيوية التي يمكنها الاستفادة من ذلك. لكن لا ينطبق ذلك على سوق الأسهم الأميركية، التي لا تتأثر بنمو الاقتصاد الصيني".
انخفضت السندات في أوروبا مع زيادة الأدلة على ضرورة تشديد السياسة النقدية من أجل تخفيض معدل التضخم. فقد أظهرت أحدث البيانات تسارعاً غير متوقع في معدل التضخم في ألمانيا في شهر فبراير، مما زاد من تعقيد مهمة البنك المركزي الأوروبي بعد ارتفاعه هذا الأسبوع أيضاً في أجزاء أخرى من القارة. وتضع الأسواق الآن في اعتبارها تقدير سعر الفائدة النهائي للبنك المركزي الأوروبي عند مستوى 4% كاملة مع توقع رفع أسعار الفائدة حتى فبراير 2024.
في ضربة جديدة لـ"المركزي الأوروبي".. التضخم الألماني يتسارع في فبراير