"المركزي الأوروبي" قد يرفع الفائدة إلى 4% مع صعود التضخم

الأنظار تتجه صوب استمرار صمود التضخم الأساسي أمام تشديد السياسة النقدية

سفينة تعمل بالفحم تبحر على طول نهر ماين مروراً بمقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، ألمانيا.
سفينة تعمل بالفحم تبحر على طول نهر ماين مروراً بمقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، ألمانيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال بيير وونش، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إن رهانات السوق على وصول أسعار الفائدة إلى ذروتها عند 4% قد تتحقق فعلاً إذا استمرت ضغوط الأسعار الأساسية في الارتفاع.

أضاف وونش، الذي يشغل أيضاً منصب محافظ البنك المركزي البلجيكي، أن نطاق صعود تكاليف الاقتراض "يعتمد إلى حد كبير على تحرك معدلات التضخم الأساسي"، في إشارة منه إلى مقياس نمو أسعار المستهلكين الذي يستبعد عناصر مثل أسعار الطاقة والغذاء.

صرح وونش للصحفيين في بروكسل: "إذا لم نحصل على إشارات واضحة تؤكد انخفاض التضخم الأساسي؛ سنضطر إلى تشديد السياسة النقدية بصورة أكبر".

تحركات التضخم الأساسي

يعني هذا "عدم استبعاد احتمال رفع أسعار الفائدة عند 4%"، حسب توضيح ونش، وتابع: "لكنني أصر على عدم تحديد مستوى معين يجب أن تصل إليه أسعار الفائدة دون النظر إلى تطورات التضخم الأساسي".

يركز المسؤولون بشكل متزايد على تحركات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي لتحديد مسار السياسة النقدية. وأظهرت بيانات صدرت الخميس الماضي، أن المقياس وصل بشكل مفاجئ إلى مستوى قياسي بلغ 5.6% في فبراير، رغم تراجع التضخم الكلي بشكل طفيف.

التضخم الفرنسي يسجل أعلى معدل على الإطلاق في فبراير عند 7.2%

انعكست البيانات الصادرة في منطقة اليورو هذا الأسبوع على رهانات المستثمرين ودفعتهم لزيادة توقعاتهم لمدى زيادة تكاليف الإقراض التي سيتعين على البنك المركزي الأوروبي إقرارها، ورجحوا الوصول لمعدل قياسي يبلغ 4% لأول مرة.

توقعات البنوك الاستثمارية

ترى البنوك الاستثمارية الأمر نفسه، حيث يتوقع كل من "باركليز" و"بي إن بي باريبا" و"دانسكي بنك" و"مورغان ستانلي" الآن أن سعر الفائدة على الإيداع سيصل في نهاية المطاف إلى هذا المستوى، ويتفقون مع وونش على الدوافع التي ستقف وراء ذلك.

كتب الاقتصاديون في "مورغان ستانلي" بقيادة جينس آيزنشميت اليوم في تقرير للعملاء: "وصول التضخم الأساسي لذروته بشكل متأخر كثيراً عن المتوقع هو الحافز وراء إقرار البنك المركزي الأوروبي مزيداً من زيادات أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. ووفق توقعاتنا الجديدة لمسار التضخم، فإن المركزي الأوروبي سيواجه عقبة ارتفاع التضخم الأساسي في اجتماع مايو".

رأي "بلومبرغ إيكونوميكس"

"يشير السيناريو الأساسي إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيرفع الفائدة 50 نقطة أساس في مارس، قبل أن يخفض وتيرة التشديد إلى 25 نقطة أساس في اجتماعات مايو ويونيو. ومع تراجع التضخم، وتوقف الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا عن زيادة تكلفة الاقتراض، نعتقد أن البنك المركزي الأوروبي قد يصل بذروة الفائدة إلى 3.5%. ومع ذلك، ما زالت هناك مخاطر من أن يتخذ مجلس المحافظين خطوات أبعد من ذلك".

-جيمي راش، كبير محللي اقتصاد أوروبا

مطالبات رفع الأجور

يساور محافظو البنوك المركزية القلق من أن استمرار مثل هذه الضغوط ستدفع العمال إلى المطالبة بأجور أعلى، ما قد يؤدي إلى جولة أخرى من زيادات الأسعار، وهو ما يُعقد مهمة إعادة التضخم إلى مستهدف الـ2%.

لاغارد: "المركزي الأوروبي" قد يواصل رفع الفائدة بعد اجتماع الشهر الحالي

لكن مسؤولي البنك المركزي الأوروبي كانوا بشكل عام أقل تحمساً من وونش تجاه مناقشة ذروة فائدة 4% التي يتوقعها المستثمرون.

قال رئيس البنك المركزي الألماني، يواكيم ناجل، يوم الأربعاء إنه "يشعر براحة أكبر الآن حيال رؤية الأسواق لدورنا"، على الرغم من أنه رفض التكهن بما يُسمى بسعر الفائدة النهائي.

في سياق مواز، قال عضوا مجلس الإدارة بوسيتان فاسلي وماديس مولر يوم الجمعة إنهما يتوقعان إجراء المزيد من زيادات أسعار الفائدة بعد شهر مارس، ومن جهته، وصف نائب الرئيس لويس دي غويندوس تطور التضخم الأساسي بأنه "مهم للغاية".

وفقاً لبيان صدر أمس الخميس، ناقش واضعو السياسات هذا الأمر مطولاً في آخر اجتماع لتحديد سعر الفائدة الذي عُقد في فبراير الماضي. حيث حذّر البعض من "التركيز أكثر من اللازم" على مقياس التضخم الأساسي، وأشاروا إلى أن "عناصره يمكن أن تتحرك بسرعة كبيرة".