تكاليف الغذاء تنخفض عالمياً للشهر الــ11 على التوالي

مؤشر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) لأسعار الغذاء يتراجع 0.6% في فبراير

متسوقة بإحدى محال البقالة.
متسوقة بإحدى محال البقالة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت تكاليف الغذاء عالمياً مرة أخرى، مواصلة تراجعها لتبلغ أدنى مستوى في 17 شهراً، رغم أن المستهلكين لا يزالون يشعرون بوطأة الأسعار في متاجر البقالة.

تراجع مؤشر الأمم المتحدة لتكاليف السلع الغذائية 0.6% في فبراير، منخفضاً للشهر الحادي عشر في أطول فترة من الهبوط المستمر للمؤشر خلال ثلاثة عقود. كان انخفاض الشهر الماضي مدفوعاً بتراجع زيوت الطهي ومنتجات الألبان، كما انخفض المقياس العام 19% عن الرقم القياسي المسجل قبل عام عندما تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في تعطيل صادرات الحبوب.

بعد مرور عام على الحرب، تتعرض أسعار القمح لضغوط بسبب وفرة المحصول لدى منتجين مثل روسيا وأستراليا، في حين تراجعت أسعار الزيوت النباتية واللحوم أيضاً. مع ذلك، يستغرق الأمر وقتاً حتى ينعكس ذلك الانخفاض في المتاجر، حيث تظل الأسعار مرتفعة بسبب تكاليف الطاقة والعمالة والنقل.

أسعار القمح تواصل التراجع بدعم تدفق الإمدادات الروسية

على سبيل المثال، ساعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الآونة الأخيرة على ارتفاع أسعار المستهلكين الفرنسيين بنسبة قياسية منذ تبني فرنسا العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، وارتفع تضخم أسعار مواد البقالة في المملكة المتحدة إلى ذروة جديدة، وهي مشكلة تضغط على الأسر في جميع أنحاء العالم، وربما يستمر المتسوقون في مواجهة مزيد من زيادات الأسعار.

التضخم يطال الجميع

قال جون باسون، المدير المالي في "أسوشييتد بريتيش فودز" (Associated British Foods): "سيعود جانب كبير من تضخم التكلفة". وأضاف أن المفاوضات التجارية الصعبة هي "حقيقة واقعة بين الموردين والمحال التجارية الكبيرة. لكننا ندرك جميعاً أن هذا وقت عصيب على الجميع".

أظهرت بيانات البنك الدولي التي نُشرت هذا الأسبوع ارتفاع تضخم أسعار الغذاء في جميع البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تقريباً. ويشهد نحو 87% من البلدان ذات الدخل المرتفع ارتفاعاً في الأسعار أيضاً.

قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، إن مؤشرها الذي يتتبع 5 مجموعات من الأغذية الرئيسية المصدرة، وصل إلى أدنى مستوياته منذ سبتمبر 2021. وارتفعت أسعار السكر الشهر الماضي، في حين لم تشهد اللحوم والحبوب تغيراً يُذكر.

تراجع أسعار الغذاء يتناقض مع تضخمها في متاجر البقالة

مع ذلك، هناك دلائل على أن تضخم أسعار الغذاء في بعض أجزاء من العالم ربما يكون في مرحلة من التراجع والانحسار. وسجلت باراغواي أدنى معدل تضخم منذ ديسمبر 2021 بفضل اعتدال أسعار الغذاء والوقود.

قال غونتر بلوش، المدير المالي لـــ"وينديز" (Wendy’s)، هذا الأسبوع إن سلسلة المطاعم الأميركية للوجبات السريعة تتوقع أن يبلغ تضخم أسعار السلع نحو 5% هذا العام، وأن تشهد أسعار لحوم البقر انكماشاً طفيفاً في السنة المالية الحالية. فيما أوضحت شركة "كرافت هاينز" (Kraft Heinz) أنها لا تخطط لمزيد من الزيادات في الأسعار عبر أميركا الشمالية وأوروبا وأميركا اللاتينية ومعظم دول آسيا.